الجيل الخامس من أجهزة ألعاب الفيديو المنزلية

اقرأ في هذا المقال


تميز هذا الجيل بعدة أجهزة حملت مواصفات عالية المستوى من أجيال الـ (32) بت والـ (64) بت والتي كانت نقلة نوعية في عالم أجهزة ألعاب الفيديو المنزلية، كما واستمرت على امتداد عشر سنوات (1994م-2006م)، سنأخذكم بجولة في عالم أجهزة ألعاب الفيديو المنزلية وغيرها، ابتداءًا بثورة أجهزة ألعاب الفيديو ذات الـ (32) بت و الـ (64) بت وثورة الألعاب ثلاثية الأبعاد، كما سنتعرف على أثر دخول الأقراص المدمجة للسوق بديلًا عن أشرطة الكارتردج، وأسباب إهمال شركات تطوير ألعاب الفيديو المنزلية لشركة نينتندو، وكيف اكتسحت (Sony) سوق أجهزة ألعاب الفيديو المنزلية.

ثورة أجهزة ألعاب الفيديو ذات الـ 32 بت

تم إصدار ثلاثة أجهزة ألعاب فيديو منزلية في عام (1994م) وفي اليابان تحديدًا، حيث كانت تلك الأجهزة هي الأهم من نوعها في تلك الفترة، وتلك الأجهزة هي: “سيغا ساتورن” (SEGA Satorn)، “سوني بلاي ستيشن” (Sony PlayStation) وأخيرًا “بي سي إف إكس” (PC-FX) والتي تبعها بالتالي إصدار أجهزة “الساتورن” و”البلاي ستيشن” في الولايات المتحدة الأمريكية في عام (1995م).

كان جهاز “البلاي ستيشن” هو الأكثر مبيعًا والذي حصل على مبيعات أفضل جدًا بكثير من منافسيه من أجهزة ألعاب الفيديو المنزلية التي ذكرناها سابقًا، ويعود ذلك لقوة الألعاب الإلكترونية الهائلة التي كانت متوفرة على ذلك الجهاز حينها، حيث أحدثت طفرة ونقلة نوعية في عالم ألعاب الفيديو المنزلية من روّاد تلك الألعاب الإلكترونية وصنّاعها وحتى لاعبيها.

لم يكن هنالك منافس حقيقي وقوي لجهاز “البلاي ستيشن” على ساحة ألعاب الفيديو المنزلية سوى جهاز وحيد وهو “السوبر نينتندو” العتيق ذو الأصالة والذي كان لا يزال محط اهتمام اللاعبين ومستهلكين ألعاب هذا السوق، كما وأن الشركات الكبرى كانت ما تزال تعمل على تطوير ألعاب فيديو إلكترونية لذلك الجهاز في تلك الفترة.

ثورة أجهزة ألعاب الفيديو ذات الـ 64 بت والألعاب ثلاثية الأبعاد

أصدرت “نينتندو” (Nintendo) جهاز الألعاب المنزلية الأكثر قوة معالجية من منافسيه في عام (1996م) والذي تم إصداره بعد الكثير من التأجيلات المتتالية، كان يتميز ذلك الجهاز بقدرة معالجية هائلة ذات (64) بت، والذي كان ذلك سببًا بتسميته باسم “نينتندو (64)” (Nintendo 64)، ولك أن تتخيل كمية التغيّر الثوري بالقوة المعالجية والرسومية وحتى الفيزيائية الذي أحدثه ذلك الجهاز لحد تسميته بذلك الاسم ذو الـ (64) بت.

في نفس الوقت، وحتى في نفس العام (1996م) أصدرت “نينتندو” العظيمة لعبة فيديو منزلية رئيسية لجهاز “نينتندو (64)” (Nintendo 64) كانت سببًا وحجر أساس في بناء وصناعة ألعاب فيديو وحتى ألعاب منصات إلكترونية ذات الرسومات والأبعاد الفيزيائية الثلاثية (3D)، تلك اللعبة هي “سوبر ماريو (64)” (Super Mario 64).

دخول الأقراص المدمجة للسوق بديلًا عن أشرطة الكارتردج

أقدمت شركة “نينتندو” اليابانية على خطأ فادح أثر على مبيعاتها بشكل عام وحتى على أسهمها الكبرى بصورة سلبية، وكان ذلك التأثير السلبي قادمًا بسبب استخدامهم لأشرطة الكارتردج المخصصة لجهاز “نينتندو (64)”، عوضًا عن الأقراص المدمجة التي كانت داخلة لسوق أجهزة ألعاب الفيديو المنزلية حديثًا، بحيث أنها كانت منفردة باستخدام تلك الأشرطة واتباع هذا الأسلوب في ذلك الجيل، مما ساهم بنسبة كبيرة في خذلان توقعات النجاح الباهر لذلك الجهاز للشركة المصنّعة له.

على الرغم من أن شريط الكارتردج كان يتميز بسرعة دخوله العالية في الجهاز، صلب وذو قدرة تحملية عالية، كما وأنه مضاد للقرصنة إلا أنه بنفس الوقت لم يكن يحتوي على ذاكرة تخزينية كبيرة، حيث كان يحتوي على (64) ميجا بايت، الأمر الذي جعل منه شريط عديم المنافسة بسبب دخول الأقراص المدمجة التي تميزت بسعتها التخزينية ذات الـ (650) ميجا بايت، والذي يساوي تقريبًا عشرة أضعاف السعة التخزينية لأكبر شريط لشركة “نينتندو” الذي كان يحمل (64) ميجا بايت كما ذكرنا سابقًا.

كما وتميزت الأقراص المدمجة بارتفاع أسعارها وسهولة تصنيعها واستعمالها وصغر حجمها ووزنها مقارنة بأشرطة الكارتريدج، مما دفع العديد من المطورين لإنتاج ألعابهم الإلكترونية وإصدارها على العديد من المنصات المتوافقة مع تقنية تلك الأقراص المدمجة.

ومن أشهر أولئك المطورين شركة “سكوير انيكس” (Square-Enix) اليابانية التي عرفت قديمًا باسم “سكوير سوفت” (Square Soft) والتي قامت بإصدار وإنتاج لعبة تقمص الأدوار الشهيرة في عالم الألعاب الإلكترونية “فاينل فانتسي (7)” (Final Fantasy 7) في عام (1997م) بشكلها الحصري وخصيصًا لجهاز “البلاي ستيشن” (PlayStation) حينها.

نجاح السلسلة السابعة من لعبة تقمص الأدوار Final Fantasy

حقق الجزء السابع من سلسلة “فاينل فانتسي” (Final Fantasy) نجاحًا كبيرًا لم يُسبق وأن حصل في عالم ألعاب تقمص الأدوار الإلكترونية من ذي قبل، مساهمًا بذلك في زيادة شعبية هذا النوع من ألعاب الفيديو المنزلية وانتشارها على نطاق أوسع في الغرب، مما جعل جهاز “البلاي ستيشن” (PlayStation) الجهاز الأفضل والأنسب للعب ألعاب تقمص الأدوار الإلكترونية.

سحق نجاح جهاز “بلاي ستيشن” بالشراكة مع لعبة “فاينل فانتسي” أجهزة “نينتندو” (Nintendo) السابقة والتي كانت في الأساس المكان الحصري والأنسب دائمًا للعب ذلك النوع من الألعاب الإلكترونية سابقًا، ومن الأمثلة على تلك الألعاب الإلكترونية منتجات شركة “سكوير انيكس” مثل: “فاينل فانتسي” (Final Fantasy)، “أسرار مانا” (Secrets of Mana)، و”كرونو تريجر” (Chrono Trigger).

إهمال شركات تطوير ألعاب الفيديو المنزلية لشركة نينتندو

عندما رأت شركة “سكوير انيكس” نجاحات لعبتها على جهاز “البلاي ستيشن” لم تقم من ذلك الحين بإصدار منتجاتها على جهاز “نينتندو” حتى عام (2003م)، حيث قامت بإصدار لعبة “فاينل فانتسي كريستال كرونيكلز” (Final Fantasy Crystal Chronicles) على جهاز “الجيم كيوب” (GameCube) الخاص بشركة “نينتندو” وكانت تلك هي اللعبة الوحيدة التي قامت شركة “سكوير انيكس” بنشرها على ذلك الجهاز.

من الجدير بالذكر أنه وحتى الآن لم تقم شركة “سكوير انيكس” بإصدار أي نسخة أو جزء من سلسلة ألعاب تقمص الأدوار الرئيسة الأشهر “فاينل فانتسي” على أي جهاز يذكر من إنتاج شركة “نينتندو” منذ إصدارها جهاز الـ “سوبر نينتندو”.

انضمت شركة “كابكوم” (Capcom) لشركة “سكوير انيكس” (Square-Enix) في إهمالها لأجهزة “نينتندو” (Nintendo) وكان ذلك من نصيب جهاز “نينتندو (64)” في هذا الجيل، حيث قامت بحصر إصداراتها من سلسلة ألعاب “ميجا مان” (Megaman) وسلسلة ألعاب “الشر المقيم” (Resident Evil) فقط على جهاز “البلاي ستيشن” و “ساتورن”.

تم إصدار الجزء الأول من لعبة الرعب الإلكترونية “الشر المقيم” (Resident Evil) في عام (1996م)، صاحب ذلك الإصدار نجاحًا هائلًا والذي زاد شعبية وانتشار ألعاب الرعب بشكل عام وزاد شهرتها، كما أحيا شغف الجماهير بألعاب “الأحياء الأموات” (Zombies)، كما ولا تزال سلسلة “الشر المقيم” تحقق نجاحات كبيرة وتحظى باهتمام واسع يومًا تلو الآخر لهذا الحين.

نجاح لعبة The Legend of Zelda

كان لإصدار لعبة “أسطورة زيلدا أوكرينا الوقت” (The Legend of Zelda Ocarina of Time) من أهم وأشهر معالم الجيل الخامس من أجهزة ألعاب الفيديو المنزلية، حيث تم إصدارها على جهاز “النينتيندو (64)”، وتم اعتبار هذه اللعبة من أفضل الألعاب الإلكترونية على مر التاريخ من عدة نواحي منها جانب التصميم والإتقان المذهل فيها، حيث كان ذلك إجماع آراء الكثير من اللاعبين ونقّاد الألعاب الإلكترونية.

ما زالت تحظى لعبة “أسطورة زيلدا أوكرينا الوقت” (The Legend of Zelda Ocarina of Time) على أعلى نتائج المراجعات التي يقوم بها نقّاد الألعاب الإلكترونية على مواقعهم ليومنا هذا، والسبب بذلك احتواء هذه اللعبة على العديد من الإبتكارات السابقة لعصرها والتصميم الرائع والتي كانت في سبب ورث العديد من ألعاب السلسلة نفسها لتلك الإبتكارات والتصاميم الهائلة، وحتى غيرها الكثير من الألعاب الإلكترونية اتبعت تلك اللعبة في أسلوبها وإبتكارها.

اكتساح Sony سوق أجهزة ألعاب الفيديو المنزلية

في نهاية رحلة تاريخ الجيل الخامس من أجهزة ألعاب الفيديو المنزلية أصبحت شركة “سوني” (Sony) في مقدمة هذا السوق والشركة الرائدة بتصنيع جهازها “البلاي ستيشن” الأنجح والأشهر على الإطلاق، على الرغم أن جهاز الـ “ساتورن” كان ذو نجاحات متوسطة في بلد اليابان إلا أنه نال فشلًا ذريعًا في الغرب، حيث لم تعد “سيغا” منافسًا شرسًا وكبيرًا بعد ذلك.

على الرغم من تحقيق جهاز الـ “نينتندو (64)” نجاحات كبيرة وواسعة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا إلا أنه لم يتخطى مبيعات جهاز “البلاي ستيشن” الضخمة وحتى في اليابان، مما أدى إلى لجوء المطورين المستقلين والأطراف الثالثة الأخرى للإبتعاد عن شركة “نينتندو” وتركها للمنافسين الراغبين بتطوير ألعابهم الإلكترونية وإصدارها على أجهزتها بشتى أنواعها.


شارك المقالة: