دور البلوك تشين في تقنيات إنترنت الأشياء

اقرأ في هذا المقال


يتوقّع الباحثون والمختصون في التقنيات الحديثة من تقنيات (Blockchain)، أن يزداد التوجّه لتطبيق شبكات البلوك تشين الخاصة، ومن شأنها كذلك أن تكتسب صدى واسع يضاهي ما حدث عند ظهور الإنترنت لأول مرة.

ما الفرق بين البلوك تشين وإنترنت الأشياء؟

شبكة البلوك تشين Blockchain:

هي تقنية حديثة تم ابتكارها للعديد من الأغراض والأهداف في مختلف القطاعات، للتخزين والتحقق من صحة وترخيص التعاملات الرقمية على الإنترنت، والتي تمتاز بدرجة أمان عالية ودرجة تشفير قد يكون من المستحيل كسرها في ظل التقنيات المتوفرة اليوم، كما أن شبكات البلوك تشين الخاصة تحتاج إلى إذن وليست مفتوحة، ما يجعل إدارة هويتها الرقمية أكثر أمناً ومستويات الثقة بها أعلى.

شبكة إنترنت الأشياء:

هي شبكة معلوماتية لأهداف الربط ونقل المعلومات والبيانات باختلاف أنواعها، فعندما تقوم بإرسال إيميل أو صورة ما لشخص آخر، فأنت في الواقع ترسل نسخة إلى ذلك الشخص ولا ترسل الأصل، ومع أن هذا النظام مناسب جداً لتبادل المعلومات بصيغها المختلفة، إلا أنه لا ينفع عندما يتعلق الأمر بتبادل الأصول الثابتة والمتحركة مثل المال والملكية الفكرية والأسهم والسندات والأصوات الانتخابية وغيرها من الأشياء التي لا تقبل أن تنسخ أو تتكرر.

وأما عندما تعطي شخص ما مبلغ من المال فإنه من المهم أن يتم نقل هذه النقود منك إلى الشخص الآخر، ولا تبقى معك ومعه في آن واحد، ولتحقيق هذا مازلنا نعتمد على مؤسسات وسيطة مثل البنوك والمؤسسات الحكومية، هذا الاعتماد على الشركات والمؤسسات الوسيطة أصبح، في نظر البعض، غير فعال وغير عادل، وهنا تكمن الحاجة لتقنية البلوك تشين التي تغني عن أي وسيط وبوسيلة آمنة وموثوقة.

إنترنت الأشياء والعملات الرقمية:

ومن المؤكد أن الكثير من أنظمة إنترنت الأشياء تقوم على المعاملات المالية البسيطة، وهذا سيحتاج إلى توصيل أجهزة إنترنت الأشياء بطريقة تُمكّن بما يُدعى بالاقتصاد من آلة إلى آلة (Machine to machine) وهو اختصار(M2M)، والذي هو بالأساس تبادل الأموال بين الأجهزة الإلكترونية، وفي مثل هذا النطاق هناك طلب متزايد على العملات المتوافقة مع إنترنت الأشياء والعملات الرقمية هي بالتأكيد بديل قابل للتطبيق.

في البدايات ظن العديد أن (Blockchain) بحد ذاته سيكون الإطار الأساسي لاقتصاد (M2M)، وذلك لكونه مناسبًا للمعاملات الصغيرة ويستخدم على نطاق واسع مع العملات الرقمية، ومع ذلك، فإن العديد من شبكات (Blockchain) لها أداء محدود فيما يتعلق بعدد المعاملات في الثانية التي يمكنهم التعامل معها، وهذا يعني أن معظم تطبيقات البلوك تشين الخاصة بإثبات العمل (Proof of Work) وإثبات الحصة (Proof of Stake) تقدم حاليًا إمكانات محدودة للتوسع، ممّا يجعلها غير مناسبة لمعالجة المعاملات الصغيرة (M2M) على نطاق واسع.
وكما تجدر الإشارة إلى أن العديد من مشاريع البلوكشين تعمل على إيجاد حلول قابلة للتطوير مثل شبكة البرق الخاصة بالبيتكوين (Lightning Network) وبلازما الإيثيريوم (Ethereum Plasma).

الحاجة إلى تقنية البلوك تشين دون التوجه إلى المؤسسات الوسيطة العملاقة:

مع أن هذه المؤسسات قد قامت بعملها بشكل جيد حتى الآن، إلا أن مشكلاتها تنمو يومًا بعد يوم، فبطبيعة أن هذه المؤسسات مركزية، ممّا يجعلها أكثر عرضة للاختراق من قبل قراصنة الإنترنت، فإنّ تقنية بلوك تشين هي عبارة عن سلسلة طويلة من البيانات المشفرة والموزعة على الملايين من أجهزة الكمبيوتر والأشخاص حول العالم، تسمح لأطراف كثيرة بإدخال المعلومات والتأكد منها، كل جهاز كمبيوتر أو جهة في هذه السلسلة يملك نفس المعلومات، وإذا تعطل جزء منها أو تم اختراقه لا يؤثر على باقي السلسلة، هكذا تكون عبارة عن سجل علني مشفر وآمن، وسلسلة قوية من الثقة.

استخدام عقود وإتفاقيات إلكترونية لبلوك تشين:

وفي حالة التوجه لإلحاق العقود والإتفاقيات الإلكترونية إلى (Blockchain)، ويتم التأكد من استيفاء الشروط تلقائياً دون تدخل بشري، ويعتقد خبراء تقنية (Blockchain) أن شركات الإنترنت مثل (Facebook) وغيرها أصبحت أيضًا مستودعات ضخمة للمعلومات الشخصية علنًا وهم من يتحكم بها، هذه الشركات الوسيطة هي عبارة عن القلاع الضخمة التي تحدد لنا كيفية التعامل مع بعضنا البعض والتدخل حتى في علاقاتنا الاجتماعية. من ناحية أخرى، فإن استخدام تقنيات (Blockchain) ستجعلنا نتخلص من هذه الشرطة المركزية ويسمح لنا بتبادل ما نريد دون الحاجة إلى تدخلات.

تختلف شبكات (Blockchain) العامة التي تعتمد عليها العديد من العملات المشفرة عن شبكات (Blockchain) الخاصة التي يعتقد العديد من الخبراء أنها تجذب المزيد من الشركات في وقتنا الحالي، لذا فإن الاختلاف الأكثر أهمية هو أن شبكات (Blockchain) الخاصة تحتاج إلى إذن وليست مفتوحة، وهذا ما يجعل إدارة هويتهم الرقمية أكثر أمانًا ومستويات الثقة فيهم أعلى، وقادر على أداء قدر أكبر من العمليات. وينصح المتخصصون أولاً بالنظر في بلوك تشين الخاصة المسماة “السجلات العامة ذات الأذونات”، مع ملاحظة أن الوصول إليها مُوثّق بقواعد محددة ولكنها مع ذلك تسمح بالوصول إليها واستخدامها.


شارك المقالة: