كانت البوسنة والهرسك الواقعة في شبه جزيرة البلقان جزءًا من يوغوسلافيا سابقًا والتي حصلت على استقلالها في عام 1992، حيث تتمتع هذه الدولة الرائعة بتاريخ عميق من الحكم والتغلب عليها من قبل البلدان والثقافات الأخرى، فهو البلد هو الأكثر جاذبية لما يحيط به من الشرق والغرب، والذي تم مزجه مع الماضي العثماني والنمساوي المجري، مع وفرة من أطلال العصور الوسطى والبلدات والمدن الفريدة والجبال المذهلة والشلالات والأنهار.
بماذا تشتهر البوسنة والهرسك؟
الترام:
في أواخر القرن التاسع عشر سيطر المجريون النمساويون على البوسنة، ثم خضعت سراييفو وبانيا لوكا لتجديدات وترقيات كبيرة بما في ذلك إدخال الترام (القطار) في عام 1885، وفي ذلك الوقت كان عدد قليل جدًا من الدول الأوروبية التي تمتلك عربات الترام مما جعل سراييفو رائدة في مجال النقل العام.
ثلاث لغات وثلاثة رؤساء:
للبوسنة والهرسك تاريخ معقد للغاية ومن هنا تأتي شهرة تاريخها، حيث يمكن أن يكون البوسني إما بوسنيًا أو كرواتيًا أو صربيًا بناءً على انتماءاته الدينية كمسيحي مسلم أو كاثوليكي أو أرثوذكسي على التوالي، وكل مجموعة لها لغتها الخاصة والتي تعتمد على السلافية وتشترك في أوجه التشابه مع بعضها البعض، فبعد الصراعات في التسعينيات انقسمت البوسنة على أسس عرقية، وكل مجموعة لديها الآن رئيسها الخاص، وقليل من البلدان لديها ثلاث لغات وثلاثة رؤساء.
أقدم وأكبر الأهرامات في البوسنة:
في بلدة صغيرة إلى الشمال الغربي من سراييفو توجد سلسلة من التلال التي يمكن أن تحدث ثورة في الطريقة التي ننظر بها إلى الحضارة الإنسانية، ووفقًا للدكتور سمير أوسماناغيتش عالم الآثار البوسني فإنّ التلال الخمسة في فيسوكو ليست تلالًا ولكنها أهرامات عمرها 30 ألف عام، وقلة في العالم العلمي تقبل ادعاءات سمير ومع ذلك يوجد دليل مقنع ومنطقي.
الغابة المطيرة:
تغطي حديقة بيروسيكا في منتزه سوتجيسكا الوطني في شرق البوسنة باتجاه حدود الجبل الأسود 1400 هكتار (3500 فدان) من الغابات المطيرة، وتضم مجموعه 170 نوعًا من الأشجار و1000 نوع من أنواع مختلفة من النباتات، جنبًا إلى جنب مع وفرة من الحياة البرية تسمى هذه المنطقة بالمنطقة، وتشير التقديرات إلى أنّ الغابة المدرجة في قائمة اليونسكو التي يبلغ عمرها أكثر من 20000 عام، كما يقع شلال سكاكافاك أحد أعلى شلالات البوسنة بالقرب من الغابات المطيرة أيضًا.
القدس في أوروبا:
من كان يظن أن سراييفو بعد صراعات التسعينيات كانت واحدة من المدن الوحيدة في أوروبا التي يوجد بها مسجد وكنيسة (كاثوليكية وأرثوذكسية) ومعبد يهودي في نفس الحي -وهذا يشبه إلى حد كبير القدس العربية من حيث تنوع الديني بين أحيائها- ويمكن لأي سائح رؤية جميع الهياكل الأربعة وتصويرها في أقل من 10 دقائق سيرًا على الأقدام، فالتسامح الديني في سراييفو منعش وحسد في العالم الحديث.
الزنبق الذهبي:
من أبرز الأمور التي تشتهر بها البوسنة والهرسك هو الرمز الوطني ألا وهو الزنبق الذهبي المستوطن (Lilium bosniacum)، وتاريخياً كانت رمزية لمملكة البوسنة قبل الإسلام في القرن الرابع عشر ومنذ ذلك الحين أصبحت تمثل البوسنة والبوشناق (المسلمين)، واستخدم العلم القديم ستة زنابق على خلفية زرقاء، ولكن الأمور ليست بالبساطة التي تبدو عليها، مما يؤدي إلى تناقض غريب، وغالبًا ما ترتبط الزنابق بالمسيحية لكنها رمز البوسنة الوطني الأمة ذات أغلبية مسلمة.
إطلاق العيارات النارية:
من أشهر التقاليد المتبعة في البوسنة والهرسك هو تقليد غريب في المناطق الريفية في البوسنة خلال الاحتفالات الكبيرة مثل حفلات الزفاف والولادة، فالمحتفلين المبتهجين يطلقون البنادق في الهواء.
الألعاب الأولمبية الشتوية:
استضافت سراييفو دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1984 عندما كانت البوسنة جزءًا من يوغوسلافيا لتصبح أول دولة شيوعية تستضيف الحدث، ووضعت الألعاب الأولمبية الشتوية سراييفو على الخريطة، ولكن للأسف بعد ثماني سنوات مات المجد والتراث جنبًا إلى جنب مع آلاف من سكان سراييفو في حصار سراييفو.
مسجد يستخدم الكهرباء:
يشتهر مسجد غازي خسرو باي الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر في سراييفو في البوسنة لأسباب عديدة، وعلى سبيل المثال هو أكبر وأهم وأقدم المساجد، ولكن هناك حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام تعزز مكانتها في تاريخ العالم، ففي عام 1898 أصبح مسجد غازي خسرو بك أول مسجد في العالم يستخدم الكهرباء.
الحج الكاثوليكي:
في عام 1981 شهد ستة أطفال شيئًا سحريًا يغير مدينة ميديوغوريه الصغيرة إلى الأبد، حيث ظهرت مريم والدة يسوع على التل للأطفال الستة بحسب ما يدّعون، ومن ثم تحولت هذه المدينة بالقرب من موستار إلى موقع حج رئيسي للكاثوليك في جميع أنحاء العالم، ومنذ عام 1981 زارها أكثر من 30 مليون شخص، ويدّعي البعض أنّهم يرون الشمس وهي تدور في السماء وأرقامًا غير مفسرة تشكل شكل صليب حول الشمس.