كيف يكون تذبذب الأمطار في معظم أجزاء العالم العربي؟
إن الأمطار تتذبذب في أغلب أجزاء العالم العربي، يُستثنى من ذلك الأماكن المطيرة في كل من جنوب السودان وعلى الجوانب البحرية لجبال أطلس والجبل الأخضر في ليبيا وجبال سوريا ولبنان ومرتفعات اليمن وعسير، حيث لا يؤدي تغير كمية هطول المطر فيها من عام إلى آخر إلى حدوث تغيرات كبيرة على مظاهر الحياة الطبيعية والبشرية، فإن جميع الأماكن الأخرى في العالم العربي تعاني من التغير الواضح في كمية هطول الأمطار وتوزيعها على الأشهر من عام إلى آخر بحيث من الصعب الاعتماد عليها في أي تخطيط زراعي أو رعوي.
فمثلاً في شمال مصر وليبيا يكون معدل التغير (50%) أو أكثر، ولا شك في أن قلة الأمطار بشكل عام يعني أن أي تغير في كميتها قد تترتب عليه نتائج كبيرة، ويمكننا أن ندرك التغير الكبير في نظام المطر إذا استعرضنا على سبيل المثال أمطار أي محطة من المحطات التي تقع على حافة الصحراء خلال عدة أعوام، فمثلاً في واحة سيوة نجد أن (43.2 مم) قد هطلت بها في عام 44/ 45، بينما لم يهطل بها أي شيء خلال 21 عام بين 1900 و 1921، ويكون المعدل السنوي فيها (10.1 مم).
وعلى الأجزاء الجنوبية للصحراء وفي أماكن الإستبس المجاروة لها يرتفع أيضاً معدل تغير المطر ارتفاعاً كبيراً، ففي بورسودان مثلاً يكون المعدل السنوي (84.4 مم)، ومع ذلك فإن الأمطار قد قلت في عام (1910 إلى 20.3 مم)، بينما ارتفعت في عام (1925 إلى 421.6 مم)، وفي ذلك العام هطل (71.1 مم) خلال 24 ساعة، كما يكون المعدل السنوي في الخرطوم (168مم)، ومع ذلك فإن أمطارها قد قلت في عام 1901 إلى (63.5 مم) بينما ارتفعت في عام 1938 إلى (381 مم).
وفي البصرة يكون المعدل السنوي (144.4مم) ولكن أمطارها قلت في إحدى الأعوام إلى (53.3 مم)، بينما ارتفعت في عام آخر إلى (353.1 مم)، وسجل في يوم واحد من الأيام (88.9 مم)، وفي الشارقة على الخليج العربي يكون المعدل السنوي (1157 مم)، ومع ذلك فقد حدث أن هطل (110.2 مم) في يوم واحد، كما حدث نفس الشيء تقريباً في البحرين التي يكون معدل مطرها السنوي (82.7) بينما سجل في أحد الأيام (71.1 مم).