تيارات المحيط الأطلسي

اقرأ في هذا المقال


ما هي تيارات المحيط الأطلسي؟

إن التيارات البحرية تعرف بأنها حركة مباشرة لمياه المحيط بشكل مستمر، وذلك يكون بسبب عوامل القوى التي لها تأثير على متوسط التدفق، ومن الأمثلة على ذلك ارتطام الأمواج والرياح وتأثير كوريوليس وتأثير الكثافة على حركة الأمواج وأيضاً درجة الحرارة والملوحة والمد والجزر الذي يكون نتيجة شد جاذبية القمر والشمس، حيث يتفق نظام التيارات البحرية في هذا المحيط اتفاقاً واضحاً مع الدورة العامة للتيارات البحرية، حيث يستثنى من ذلك بعض أوجه الاختلاف التي تظهر بشكل خاص في أقصى الشمال، كما أننا نلاحظ أن هناك تيارين باردين يتحركان باتجاه خط الاستواء في الأجزاء الشرقية من المحيط وفيما يلي توضيح كل منهما:

  • تيار الكناريا حيث تعود تسميته نسبة إلى جزر الكناريا التي توجد في الشمال.
  •  تيار بنجويلا وحيث تعود تسميته نسبة إلى إقليم بنجويلا الذي يوجد جنوب غرب أفريقيا في الجنوب.
    وبالقرب من خط الاستواء ينحرف هذان التياران باتجاه الغرب، حيث يتكون منهما التيار الاستوائي الشمالي من ناحية والتيار الاستوائي الجنوبي من ناحية أخرى، وعندما يتم اصطدام هذان التياران الاستوائيان بساحل أمريكا الجنوبية، يرجع جزء قليل من مياههما على طول خط الاستواء باتجاه الشرق على شكل تيار يطلق عليه اسم التيار الاستوائي الراجع، حيث أنه يعرف عند الساحل الأفريقي باسم تيار غانة الحار، وما عدا ذلك نرى أن التيار الاستوائي الشمالي يتحرك في مجملة باتجاه الشمال الغربي على امتداد الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية.
    أمَّا التيار الاستوائي الجنوبي فإنه ينقسم عندما يصطدم بشبه جزيرة سان روك (St. Roque) إلى قسمين، الأول منهما ينضم إلى التيار الاستوائي الشمالي، أمَّا الثاني فيتحرك باتجاه الجنوب، كما يتكون منه تيار البرازيل الدافئ، الذي يبقى مستمر في تحركه حتى حوالي خط عرض 40 ْ درجة جنوباً، ثم يقوم بتغيير اتجاهه بتأثير الرياح العكسية باتجاه الشرق، كما تنضم إليه جزء من التيارات القطبية الباردة ومنها تيار فوكلاند الذي يوجد في آخر جنوب شرق أمريكا الجنوبية، حيث يتكون منهما ما يُسمَّى بتيار بنجويلا.
    كما أن التيار الاستوائي الشمالي يتحرك في شمال خط الاستواء، إضافة إلى ذلك الجزء الذي انضم إليه من التيار الجنوبي باتجاه كل من البحر الكاريبي وجزر الهند الغربية، ثم يدخل الجزء الأكبر منه إلى خليج المكسيك، بينما يتحول القسم الآخر إلى الشرق من جزيرة فلوريدا، كما يتكون منه تيار الخليج (Gulf Stream) وهو من أكبر تيارات المحيط الأطلسي، بل أنه أكبر تيارات العالم على الإطلاق، ويرجع في ذلك إلى أن مياهه تأتي من ثلاثة مصادر هي:
  • مياه التيار الاستوائي الشمالي نفسه.
  •  الجزء الذي ينضم إليها من مياه التيار الاستوائي الجنوبي.
  • المياه الكثيرة التي تصل إلى خليج المكسيك عن طريق الأنهار التي تصب فيه، وأهمها نهر المسيسبي.
    كما يواصل تيار الخليج حركته بقرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ويكون عرضه في المتوسط تقريباً خمسة وسبعون كيلو متراً، وعمقه تقريباً 650 متراً، ودرجة حرارة مياهه تكون سبعة وعشرون درجة مئوية تقريباً، وتكون سرعته بالقرب من شبه جزيرة فلوريدا حوالي سبعة كيلو مترات ونصف خلال الساعة الواحدة، حيث يرجع ذلك إلى قوة اندفاع المياه الكبيرة التي تخرج من خليج المكسيك عن طريق المضيق الذي يكون محصور ما بين جزيرة كوبا وشبه جزيرة فلوريدا، ولكن هذه السرعة تقل بشكل تدريجي حتى تصبح حوالي كيلو مترين في الساعة الواحدة أمام سواحل نيدفوندلاند.
    وهناك فإن التيار يبدأ في تغيير اتجاهه باتجاه الشرق بسبب تأثير الرياح العكسية الجنوبية الغربية، ولكنه يشذ في دورته نوعاً ما عن الدورة العامة، فبدلاً من أن يتحول كله باتجاه الجنوب عند مقابلته لسواحل الجزر البريطانية وغرب أوروبا فإنه يتفرع إلى فرعين كبيرين، حيث يتجه أحدهما باتجاه الجنوب على طول السواحل الغربية لكل من فرنسا وشبه جزيرة أيبيريا وشمال غرب أفريقيا، كما يتكون منه تيار الكناريا البارد.
    أمَّا الفرع الثاني وهو الأكبر فإنه يواصل تحركه باتجاه الشمال الشرقي ماراً بين أيسلنده والجزر البريطانية حتى يصل إلى سواحل النرويج وروسيا، كما يطلق عليه أحياناً اسم تيار المحيط الأطلسي الشمالي الدافئ، ومنه يخرج فرع صغير يتجه نحو أيسلندا وينضم في النهاية إلى التيارات القطبية الباردة التي تتجه إلى الجنوب، وأهمها تيار لبرادور الذي يتقابل مع تيار الخليج عند جزيرة نيوفوندلاند.

شارك المقالة: