ما هي قناة السويس؟
قناة السويس وتعرف أيضاً بقناة السويس العربية، وهي ممر مائي على مستوى البحر يمتد من الشمال إلى الجنوب عبر برزخ السويس في مصر لربط البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، حيث تفصل القناة القارة الأفريقية عن قارة آسيا، وتوفر أقصر طريق بحري بين أوروبا والأراضي التي تقع حول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي.
كما أنها أحد أكثر ممرات الشحن استخداماً في العالم، حيث تمتد القناة 120 ميلاً أي (193 كم) بين بورسعيد (بير سعيد) في الشمال والسويس في الجنوب، مع قنوات اقتراب مجروفة شمال بورسعيد، إلى البحر الأبيض المتوسط وجنوب السويس، فلا تأخذ القناة أقصر طريق عبر البرزخ، وهو 75 ميلاً أي (121 كم) فقط، وبدلاً من ذلك، تستخدم عدة بحيرات وهي من الشمال إلى الجنوب، بحيرة المنزلة (بحيرة المنزل)، بحيرة التمساح (بحيرة التمساح) والبحيرات المرة والبحيرة المرة الكبرى (البحيرة الكبرى) والبحيرة المرة الصغيرة (البحيرة المرة الصغرى).
كما أن قناة السويس هي عبارة عن شق مفتوح بدون أقفال، وعلى الرغم من وجود أطوال مستقيمة واسعة، إلا أن هناك ثمانية منحنيات رئيسية، وإلى الغرب من القناة توجد دلتا نهر النيل المنخفضة، وإلى الشرق توجد شبه جزيرة سيناء المرتفعة والوعرة والقاحلة، وقبل أن يتم بناء القناة (اكتمل عام 1869)، كانت السويس المستوطنة المهمة الوحيدة التي كان عدد سكانها في عام 1859 يتراوح ما بين 3000 و4000 نسمة، كما نشأت بقية البلدات الواقعة على ضفافها منذ ذلك الحين، باستثناء القنيطرة.
خصائص قناة السويس:
إن برزخ السويس يُعد الجسر البري الوحيد بين قارات أفريقيا وآسيا، هو من أصل جيولوجي حديث نسبياً، حيث شكلت كلتا القارتين ذات يوم كتلة قارية واحدة كبيرة، ولكن خلال فترتي باليوجين ونيوجين (حوالي 66 إلى 2.6 مليون سنة) تطورت هياكل الصدع الكبير في البحر الأحمر وخليج العقبة مع افتتاح البحر الأحمر ثم غرقه، ويصل حتى خليج السويس وخليج العقبة.
وفي الفترة الرباعية اللاحقة (حوالي 2.6 مليون سنة الماضية)، كان هناك تذبذب كبير في مستوى سطح البحر، ممَّا أدى في النهاية إلى ظهور برزخ منخفض اتسع شمالاً إلى سهل ساحلي منخفض مفتوح، وهناك امتدت دلتا النيل ذات مرة إلى أقصى الشرق كنتيجة لفترات هطول الأمطار الغزيرة التي تزامنت مع حقبة البليستوسين (منذ 2588000 إلى 11700 عام)، وعبر اثنان من أذرع النهر أو التوزيعات سابقاً البرزخ الشمالي، أحدهما يصل إلى البحر الأبيض المتوسط في أضيق نقطة في البرزخ والأخرى تدخل البحر على بعد 9 أميال (14.5 كم) شرق بورسعيد الحالية.
ومن الناحية الطوبوغرافية، فإن برزخ السويس ليس موحداً، كما توجد ثلاث منخفضات ضحلة مملوءة بالمياه وهي كل من بحيرة المنزلة وبحيرة التمساح والبحيرات المرة، وعلى الرغم من تميزها بأنها كبيرة وصغيرة، إلا أن البحيرات المرة تشكل طبقة واحدة متصلة من المياه، ويوجد هناك عدد من الأشرطة الأكثر مقاومة من الحجر الجيري والجبس تتسلل في جنوب البرزخ، ومن السمات المهمة الأخرى الوادي الضيق المؤدي من بحيرة التمساح باتجاه الجنوب الغربي باتجاه دلتا النيل الأوسط والقاهرة.
كما يتكون البرزخ من رواسب بحرية ورمال خشنة وحصى ترسبت في الفترات المبكرة من هطول الأمطار الغزيرة، وطمي النيل (خاصة في الشمال) ورمال الرياح، فعندما فتحت القناة لأول مرة في عام 1869 ميلادي، كانت القناة تتكون من قناة يبلغ عمقها بالكاد 26 قدماً أي (8 أمتار) وعرضها 72 قدماً أي (22 متراً) في الجزء السفلي، وعرضها 200 إلى 300 قدم أي (61 إلى 91 متراً) على السطح.
وللسماح للسفن بالمرور تم بناء الخلجان المارة كل 5 إلى 6 أميال أي (8 إلى 10 كم)، واشتمل البناء على حفر وجرف 97 مليون ياردة مكعبة أي (74 مليون متر مكعب) من الرواسب، وبين عامي 1870 و 1884 حدث ما يقرب من 3000 عملية هبوط للسفن بسبب ضيق القناة وانحرافها، حيث بدأت التحسينات الرئيسية في عام 1876، وبعد عمليات توسيع وتعميق متتالية، كان عرض القناة بحلول الستينيات من القرن الماضي 179 قدماً أي (55 متراً) على عمق 33 قدماً أي (10 أمتار) على طول ضفافها وعمق القناة 40 قدماً (12 متراً) عند انخفاض المد.
في تلك الفترة أيضاً، تم توسيع الخلجان المارة بشكل كبير وإنشاء خلجان جديدة، وتم أيضاً عمل ممرات جانبية في البحيرات المرة وفي منطقة البلايع، حيث تم الانتهاء تقريباً بالكامل من تكسية الحجر أو الأسمنت والأكوام الفولاذية لحماية البنوك في المناطق المعرضة بشكل خاص للتآكل والناقلات تم تعميق المراسي في بحيرة التمساح وحفر أرصفة جديدة في بورسعيد لتسهيل تجميع السفن في القافلة.
كما تم وضع الخطط في عام 1964 لمزيد من التوسيع تجاوزتها الحرب العربية الإسرائيلية في يونيو 1967، والتي تم خلالها إغلاق القناة، حيث ظلت القناة معطلة حتى شهر يونيو 1975، عندما أعيد فتحها وبدء التحسينات، وفي عام 2015، أنهت الحكومة المصرية مشروعاً بقيمة 8.5 مليار دولار تقريباً لتحديث القناة وزيادة قدرتها بشكل كبير، وتمت إضافة ما يقرب من 18 ميلاً (29 كم) إلى طولها الأصلي البالغ 102 ميلاً (164 كم).
اقتصاد قناة السويس:
في عام 1870 وهو أول عام كامل من تشغيل القناة، كان هناك 486 عملية عبور، أو أقل من 2 في اليوم، وفي عام 1966 كان هناك 21.250 بمتوسط 58 يومياً، مع زيادة الحمولة الصافية من حوالي 437.000 طن طويل (444.000 طن متري) في عام 1870 إلى حوالي 274.000.000 طن طويل (278.400.000 طن متري).
وبحلول منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، انخفض عدد عمليات العبور اليومية إلى متوسط 50، لكن صافي الحمولة السنوية كان حوالي 350.000.000 طن طويل (355.600.000 طن متري)، وفي عام 2018 كان هناك 18174 عملية عبور بحمولة سنوية صافية تبلغ حوالي 1112163000 طن طويل (1139630.000 طن متري).
ولم تسمح القناة الأصلية بحركة المرور في الاتجاهي، وستتوقف السفن في خليج عابر للسماح بمرور السفن في الاتجاه الآخر، حيث بلغ متوسط وقت العبور 40 ساعة، ولكن بحلول عام 1939 انخفض إلى 13 ساعة، كما تم تبني نظام قوافل في عام 1947، تتكون من قافلة واحدة متجهة إلى الشمال واثنتين متجهة إلى الجنوب في اليوم.
كما ارتفع وقت العبور إلى 15 ساعة في عام 1967 على الرغم من القوافل، ممَّا يعكس النمو الكبير في حركة الناقلات في ذلك الوقت، ومع بعض التوسيع في القناة، تراوح وقت العبور منذ عام 1975 من 11 إلى 16 ساعة، وعند دخول القناة في بورسعيد أو السويس، يتم تقييم حمولة السفن والبضائع (ركاب الركاب دون رسوم منذ عام 1950) ويتم التعامل معها من قبل طيار أو طيارين لعبور القناة الفعلي، والذي يتحكم فيه الرادار بشكل متزايد.
ورصيف القوافل المتجهة جنوباً في بورسعيد والبلاعي وبحيرة التمساح والكبريت، حيث توجد ممرات جانبية تسمح للقوافل المتجهة إلى الشمال بالسير دون توقف، وفي شهر أغسطس 2015، فقد تم افتتاح توسعة جديدة بطول 22 ميلاً (35 كم) موازية للقناة الرئيسية، ممَّا يتيح العبور في اتجاهين عبر القناة، كما تم تعميق القناة الرئيسية للسماح بمرور السفن الكبيرة.
وكان مشروع التوسع الذي أطلقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في عام 2014، جزءاً من جهد لتعزيز الاقتصاد المصري، كما تغيرت طبيعة حركة المرور بشكل كبير، لا سيما بسبب النمو الهائل في شحنات النفط الخام والمنتجات البترولية من الخليج العربي منذ عام 1950، وفي عام 1913، بلغ النفط في حركة المرور المتجهة إلى الشمال 291000 طن طويل (295700 طن متري)، بينما في عام 1966 وبلغت 166.000.000 طن طويل (168.700.000 طن متري).
أدى إغلاق القناة من عام 1967 إلى عام 1975 إلى استخدام ناقلات نفط كبيرة على الطريق حول رأس الرجاء الصالح ودفع إلى تطوير خط أنابيب سوميد من السويس إلى الإسكندرية، والذي تم افتتاحه في عام 1977، ومنذ عام 1975 زاد حجم الناقلات التي لا يمكن لأكبرها استخدام القناة وتطوير مصادر النفط الخام في مناطق خارج مسار القناة (على سبيل المثال، الجزائر وليبيا ونيجيريا وبحر الشمال والمكسيك) حيث إنه قلل من أهمية القناة في العالم.
وفي عام 1945، تراجعت حركة المسافرين إلى أعداد ضئيلة جداً؛ وذلك بسبب المنافسة من الطائرات، كما نتج المزيد من الانخفاض في حركة مرور القناة عن تحول التجارة الأسترالية من أوروبا إلى اليابان وشرق آسيا، ومع ذلك فقد استمرت بعض حركة النفط من المصافي في روسيا وجنوب أوروبا والجزائر بشكل رئيسي إلى الهند، وزادت شحنات الشحنات الجافة، بما في ذلك الحبوب والخامات والمعادن.
كما كانت السمة الأحدث هي نمو حركة الحاويات والدحرجة (الدحرجة) عبر القناة، والموجهة بشكل أساسي إلى الموانئ المزدحمة للغاية في البحر الأحمر والخليج الفارسي، وتتكون الشحنات الرئيسية التي تتجهة شمالاً من البترول الخام والمنتجات البترولية والفحم والخامات والمعادن والمعادن المصنعة، بالإضافة إلى الخشب والبذور الزيتية وكسب البذور الزيتية والحبوب، وتتكون حركة المرور باتجاه الجنوب من الأسمنت والأسمدة والمعادن المصنعة والحبوب وناقلات النفط الفارغة.