التحكم في تبدد كتل الانهيارات:
تعتبر الانهيارات من الأمثلة المذهلة لظاهرة علمية طبيعية حيث تُسمَّى بظاهرة تبدد الكتل. وهي تشير إلى حركة الصور والتُربة أيضاً أسفل المنحدر تحت تأثير الجاذبية الأرضية، فالتعرية تعمل على تفتيت الصُخور والهشيم ليندفع نتاجها أسفل المنحدرات تحت تأثير الجاذبية الأرضية ومن ثم بعد ذلك يأخذ طرقه إلى المحيطات. وبهذه الطريقة يتم من خلالها تشكّل سمات الأرض الطبيعية لكن بالتدريج.
وتعتبر الجاذبية الأرضية القوة الفعالة المتحكمة في عملية تبدد الكتل، غير أنه يوجد هناك عوامل أخرى تلعب دوراً مهماً في حركة مخلفات التعرية أسفل المنحدرات، حيث يُعتبر الماء هو أحد هذه العوامل فعند ملء الفراغات المسامية بالماء يتعطل التماسك بين جزيئات المادة؛ ممَّا يسمح لها بالانزلاق قبالة بعضها البعض بسهولة أكثر فمثلاً، عندما يكون الرمل قليل الرطوبة، يتماسك بعضه ببعض. وإذا ما أضيفت إليه كمية أكبر من الماء فإنه ينتشر في جميع الاتجاهات.
وبناءً على ذلك فإنه عندما تتشبع المادة بالماء يعمل ذلك على إنقاص مقاومتها الداخلية؛ ممَّا يدفعها إلى الحركة بسهولة تحت تأثير الجاذبية الأرضية، كما أن زيادة الماء بالنسبة إلى الطين يزيد في وزنها ومن ثم انزلاقها، كما أن زيادة الوزن والانحدار الشديد يعتبران سببان مهمان في حركة الكتل، حيث تحافظ الحبيبات غير المتماسكة على وضعها فوق المنحدرات فيما يُسمَّى بزاوية السكون.
كما تعتبر هي أقصى زاوية ميل للمُنحدر والتي تضمن بقاء المواد فوقه دون تأثر، حيث تتراوح زاوية السكون بين 25 درجة و 40 درجة. وذلك يكون بناءً على حجم وشكل الجزيئات، حيث أنه كلما زاد حجم حبيبات الفتات الصخري وقبل تشديبها كلما زادت زاوية سكونة. وكلما زادت قيمة زاوية الميل كان رد فعل المواد بالتحرك إلى أسفل المنحدر لتأخذ وضعاً جديداً وهناك في الطبيعة يوجد أمثلة كثيرة عن ذلك.
فالمجرى المائي القوي ذلك الذي يقوم بجرف جوانبه. والأمواج المرتطمه بقاعدة الأجرف البحرية ما هما إلا مثالين مألوفين ومعروفين لنا، كما أن الإنسان قد يعمل على تكوين منحدرات شديدة الميل من خلال نشاطه، حيث أنها غالباً ما تكون مواقع مثالية لحركة تبدد الكتل.