التوزيع الجغرافي للكتل الهوائية في فصل الشتاء:
يتوسع نطاق الكتل القطبية على حساب الكتل المدارية في نصف الكرة الشمالي، وذلك لانتقال الشمس إلى نصف الكرة الجنوبي؛ ممَّا يؤدي إلى ظهور الليل القطبي. ولذلك يتوسع نطاق الضغط العالي القطبي بسبب شدة البرودة، حيث يظهر الضغط العالي القطبي جنوب القطب حيث يظهر فوق سيبريا وشمال كندا. وتتكوَّن كتل قطبية قوية ونشيطة فيصل تأثير الكتل القطبية القارية والبحرية (CP و MP) إلى دائرة عرض 30 درجة شمالاً. ويتخلل المنطقة بين لقطب ودائرة عرض 50 درجة شمالاً توغلات للكتلة الهوائية المتجمدة الشمالية (CA) خاصة في كندا وآسيا. ويظهر تأثير الكتل المتجمدة في هذا الفصل؛ وذلك للانخفاض الكبير لدرجة الحرارة.
أمَّا الكتل المدارية القارية والبحرية (CT وMT) فيقتصر تأثيرها على مناطق النشوء إلى خط الاستواء، حيث أن الضغط العالي شبة المداري يتحرك جنوب موقعة المعتاد فيصل تأثيره إلى دائرة عرض 20 درجة شمالاً. أمَّا الكتلة الاستوائية (ME) فتبقى شمال خط الاستواء فوق المحيط الأطلسي والجزء الشرقي من المحيط الهادي، لكنها تتحرَّك إلى جنوب خط الاستواء في أفريقيا وأمريكا الجنوبية والمحيط الهندي، حيث تسود الرياح الموسمية الجنوبية.
أمّا في نصف الكرة الجنوبي فليس هناك تغيير واضح في توزيع الكتل عن تموز نطاق الكتل المدارية، حيث يتوسع قليلاً ليصل إلى دائرة عرض 45 درجة جنوباً، تبقى الكتل القطبية تؤثر على المنطقة بين 45 درجة جنوباً والقارة القطبية الجنوبية. وتبقى القارة القطبية الجنوبية تحت تأثير الكتلة المتجمدة الجنوبية (CAA)، فالمسطحات المائية الكبيرة الموجودة في نصف الكرة الجنوبي تمنع التغيير الكبير في مواقع تأثير الكتل الهوائية بين فصلي الصيف والشتاء كما في نصف الكرة الشمالي.
أمَّا في نصف الكرة الشمالي، فإن المحيط المتجمد الشمالي لا يبرد بالدرجة التي تبرد بها القارة القطبية الجنوبية، كما أنه محاط باليابس من جميع الجهات تقريباً. واليابس البارد جداً الوحيد والمغطى بالثلوج هو جرينلند ذات الامتداد الطولي وليس العرضي، كما في القارة القطبية الجنوبية. لذلك فان الدورة الإعصارية في الستراتوسفير فوق جرينلند ليست مستمرة ولا دائمة، كما هي فوق القارة القطبية الجنوبية بل تتقطع في الصيف وفي الشتاء؛ ممَّا ينتج عنها خروج كتل هوائية شديدة البرودة هي الكتل المتجمدة باتجاه كندا وأوراسيا.
أسفل هذه الدورة وعلى السطح، فإن السطح المحدب لهضبة جرينلند يؤدي إلىعدم تركز الضغط العالي، لذلك يبقى هذا الضغط ضحلاً وتخرج منه رياح تحت تأثير الجاذبية إلى السواحل؛ ممَّا يعني دفع الكتل الهوائية المتجمدة على شكل دفعات. ولذلك تكون الكتل المتجمدة الشمالية والجنوبية الخارجة من الضغط العالي الجنوبي والشمالي غير مستمرة؛ أي متقطعة وضعيفة. وعلى أطراف هذه المناطق (جرينلند والقارة القطبية الجنوبية) تتكون الجبهات الهوائية بين الكتل القطبية إلى الجنوب في نصف الكرة الشمالي، وإلى الشمال في نصف الكرة الجنوبي.