متحف صرح الشهيد الأردني

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الأردن:

المملكة الأردنية الهاشمية، هو بلد عربي في منطقة بلاد الشام في غرب آسيا، على الضفة الشرقية لنهر الأردن، حيث يحد الأردن: المملكة العربية السعوديةوالعراق وسوريا وفلسطين (الضفة الغربية).

يقع البحر الميت على طول حدوده الغربية ويبلغ طول ساحل البلاد 26 كيلومترًا (16 ميلًا) على البحر الأحمر في أقصى الجنوب الغربي. يحتل الأردن موقعًا استراتيجيًا على مفترق طرق آسيا وإفريقيا وأوروبا. كما أن العاصمة عمان هي المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الأردن، فضلاً عن كونها المركز الاقتصادي والسياسي والثقافي في البلاد.

ما لا تعرفه عن متحف صرح الشهيد:

يقع المتحف بالقرب من مدينة عمان الرياضية، وقد أنشئ عام 1977 بناءً على رغبة الملك حسين. يعرض المتحف مجموعة نادرة من الأسلحة والملابس والمركبات العسكرية الأردنية. كما أنه بمثابة نصب تذكاري للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في خدمة الأردن منذ عام 1915، بدءًا من الثورة العربية الكبرى التي قادها جد الملك حسين بن علي.

صرح الشهيد هو نصب الشهداء، يجلس مثل الأكروبوليس على التل المطل على العاصمة عمان. ومن الخارج يتقشر ويقدم واجهة تكاد تكون خالية من الملامح من الحجر الأبيض اللامع المكسو فقط بشريط من البازلت الأسود اللامع، كما وجدت كلمات من القرآن في موضوع الشهداء والاستشهاد منقوشة بحروف ذهبية.

كما أن هذا المتحف هو أكثر من مجرد متحف، فالمبنى هو نصب تذكاري للشهداء الذين ضحوا بحياتهم في خدمة الأردن منذ عام 1915، كما تحتفل فيه الأمة بانتصاراتها وتعرض الدولة تاريخها، وتكريم الهاشمي سلالة في الأردن.

كما بني هذا بأمر من الملك الحسين بن طلال أبو الأردن الحديث، حيث صممه المهندس المعماري الأردني المولد فيكتور عادل بشارات وافتتح في 25 يونيو 1977، وهو التاريخ الذي تزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لبناء الأمة في ظل حكم الملك.

وإذا كان لدى المرء بضع ساعات ليقطعها في عمان، في الطريق من وإلى المطار أو العديد من المواقع التاريخية الأخرى في الأردن، فإن زيارة هذا النصب التذكاري والمتحف ستكون ذات أهمية خاصة للمؤرخين العسكريين. حيث إن زيارة هذا المبنى الرائع تحفز وتساعد المرء على فهم القليل عن إحياء ذكرى الشرق الأوسط النادرة للنزاع ومفهوم “الاستشهاد”، على عكس إحياء ذكرى “الذين سقطوا” في النصب التذكارية لأوروبا الغربية.

مقتنيات متحف صرح الشهيد:

تم تصميم وتنفيذ المبنى بخبرات ومهارات أردنية فيلق الهندسة الملكية بالتعاون مع شركات محلية، الساحة الأمامية: ترحب بالزوار وتحيط بها الأشجار. ويعرض الآليات العسكرية والمدافع والأسلحة التي شاركت في المعارك التي خاضها الجيش الأردني دفاعاً عن فلسطين وقضايا الأمة العربية.

وفي الفناء الخلفي للصرح، تجلس طائرة حربية هوكر هنتر التابع لسلاح الجو الملكي الأردني الذي شارك في معركة سامو عام 1966، وكان يقودها في ذلك الوقت النقيب الطيار إحسان شاردام وأسقط طيارين. كما يجذب الشكل الخماسي انتباه الزوار. حيث يزين الجزء العلوي من جدرانه الخارجية عباراتٍ كتبت بماء الذهب تمجد الشهداء وتحث على الاستشهاد في سبيل الله والوطن.

يوجد أمام المبنى ساحة أمامية كبيرة ويوجد مدفعان ميدانيان من طراز (Long-Tom) (155 ملم M1) موجهين فوق المدينة في مهمة حراسة صامتة، مما يعزز بشكل رمزي قوة وسلطة المكان ويحمي ذكرى الشهداء. كما أن احتمالية أن تكون هذه الأسلحة هي التي قصفت تل أبيب والقدس في مشاركة الأردن الكارثية في حرب الأيام الستة عام 1967، وهي منسية هنا ولم يتم ذكرها أبدًا داخل المتحف.

يعني تصميم المبنى أن الزوار يتم رعايتهم باستمرار لأعلى، ويصعدون إلى المستويات الأعلى من المتحف، حيث ترمز هذه الحركة المصممة بعناية إلى سمو روح الشهداء. كما تعد المساحة الداخلية الكبيرة للمبنى والمظهر الخارجي بمثابة مرجع أسلوب الكعبة، وهو أقدس مكان للمسلمين في مكة المكرمة.

تتكون مساحة المتحف داخل النصب التذكاري من ثلاثة جدران أو أجنحة داخلية كل منها معلقة مع المعروضات التي تمثل الثورة العربية الكبرى، وتأسيس إمارة شرق الأردن والفيلق العربي، وتطوير القوات المسلحة الأردنية. هذا هو التاريخ الذي ترغب تلك الدولة في تصويره، مع الاحتفال بالانتصارات ونسيان الهزائم. كما يتم تصوير العثمانيين على أنهم أعداء وتم محو خمسة قرون من تراثهم من الذاكرة، حيث تم تصوير التاريخ الأردني بداية من الثورة العربية الكبرى، تليها الإنجازات اللاحقة للسلالة الهاشمية.

ولدخول المبنى، يتسلق الزائر درجات بيضاء من الفناء الأمامي ويدخل مدخلًا واسعًا في وسط الجدار، للوصول إلى القاعة الكبيرة المزينة بمعايير وحدات الجيش الأردني. من هنا يتم توجيه المرء إلى منحدر يصعد برفق على طول الجدران الداخلية للمبنى، كما أن بعد الخزانات التي تحتوي على القطع الأثرية العسكرية المرتبطة بتاريخ الأردن. حيث يتم إرشاد الزائر على طول ممر يمر بالعروض التي تبدأ بالثورة العربية الكبرى ضد الإمبراطورية العثمانية والتي بدأها الشريف حسين من مكة وهو الجد الأكبر للملك الحالي، عبد الله الثاني.

كما تظهر في المتحف صورة للشريف حسين إلى جانب بعض ممتلكاته بما في ذلك عصا المشي العاجية والإيكال الحريري، بالإضافة إلى صور لأربعة من أبنائه وصور للكعبة، مما يعزز الصلة الهاشمية بمكة. وهناك معروضات من الأسلحة القديمة، بما في ذلك المسدسات والبنادق التي استخدمت في وقت الثورة، وبجانب خزانة صور لمجمع محطة السكة الحديد المحصنة التي كانت تحت سيطرة الحامية التركية في معان، والتي تعرضت لهجوم من قبل القوات العربية في أبريل 1918. حيث تم التقاطها لفترة وجيزة، ولكن لم تحتفظ بها القوات العربية خلال الثورة، وهي حقيقة تم إخفاءها في العرض الذي يتضمن أجزاء قصيرة من مسار السكة الحديد المتضرر والمتفجرات.

وبالاستمرار في الصعود سيمر الزائر بالعروض التاريخية الأخرى ويتجه نحو المزيد من المعارض المعاصرة. كما تضم الخزانات تكتلات غريبة من الزي التركي ومعدات الراديو البريطانية والأسلحة أمريكية الصنع وأغطية الأرضية ومصابيح الإشارات وسيوف الفرسان التركية وسروج الجمال، بالإضافة إلى صور لجلوب باشا والجيش الأردني في الخمسينيات.

إحدى القطع الأثرية المثيرة للاهتمام بشكل خاص هي نسخة كاملة من القرآن مطبوعة على ورقة واحدة، وهذه إشارة أخرى إلى أهمية التراث الإسلامي الهاشمي.

ومع صعود المنحدر أكثر، تُظهر الخزانات شارات الرتب وعلامات التشكيل وميداليات الشرف الممنوحة للجيش. كما يتم عرض العديد من الأمثلة على الزي الرسمي بما في ذلك الزي الذي كان يرتديه الملك الراحل الحسين.

يوجد في الجزء العلوي من المبنى حديقة سقف مسورة، ولكن الوصول إليها مقيد بألواح زجاجية كبيرة. هذه المساحة الاحتفالية المغلقة هي نفسها خزانة متحف كبيرة، وهي مخصصة للمتميزين. وفي وسطها شجرة زيتون صغيرة وشجرة الحياة والسلام.

كما يوجد بجانبه إبريق ذهبي يمكن للملك وكبار الشخصيات الزائرين من خلاله رش الماء على الشجرة في طقس يضع ذكرى الشهداء في قلب الاحتفالات العسكرية للبلاد. كما يمكن للجمهور الوقوف والنظر من خلال الأبواب الزجاجية الملونة بالذهب، لكن لا يُسمح لهم بلمس أو التجول أو قراءة الألواح السوداء المكتوبة بأسماء الشهداء.

المصدر: كتاب "الموجز في علم الآثار" للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب "علم الآثار بين النظرية والتطبيق" للمؤلف عاصم محمد رزقكتاب "الرائد في التنقيب عن الآثار" للمؤلف فوزي عبد الرحيم الفخرانيكتاب " المتاحف والقصور" للمؤلف عبد الفتاح مصطفى غنيمة


شارك المقالة: