مدينة أثينا:
مدينة أثينا هذه المدينة التاريخية الرائعة التي يعود تاريخها إلى نحو ثلاثيثن ألف سنة، وهي العاصمة اليونانية العظيمة وتعتبر من أقدم المدن في العالم، فقد كانت أثينا المكان الأساسي للعديد من الفلاسفة والكتاب والسياسين المشهورين مثل: سقراط وبريكليس وسوفوكليس، ممّا جعل منها مركزاً للفلسفة والعلم والفنون، ففيها نشأت أكاديمية أفلاطون ومدرسة أرسطو ونتيجة تحقيق الكثير من الإنجازات الثقافية والسياسية فيها خلال القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد فقد كان يشار إليها بأنها مهد الحضارة الغربية ومنشأ الديمقراطية، أما في الوقت الحالي فإن أثينا أصبحت مركزاً اقتصادياً وثقافياً ومالياً وسياسياً وصناعياً في اليونان، الأمر الذي جعل منها مركزاً لريادة الأعمال في الإتحاد الأوروبي وفيما يخص السكان فإن أثينا تعد ثامن أكبر تجمع حضري سكاني في قارة أوروبا.
نبذه عن مدينة أثينا وتاريخها:
مدينة أثينا هذه المدينة التي يوجد فيها العديد من المعالم التاريخية والقديمة وتعتبر مكاناً للحضارة الغربية، ويعود أقدم مبنى في أثينا إلى عام ألفين ومئتين قبل الميلاد، حيث مرت في العديد من أنظمة الحكم الملكية والإشتراكية والديمقراطية والرأسمالية والشيوعية. كما ظهرت الديمقراطية في أثينا منذ ما يقارب 500 سنة قبل الميلاد، ممّا يجعلها موطن الديمقراطية الأول، حيث إنها كانت مأهولةً بالسكان منذ العصر الحجري الحديث أي قبل ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.
مدينة أثينا بدأت بالتوسع في العصر البرونزي عام 1000 قبل الميلاد، كما أنها في القرن السادس قبل الميلاد بدأت بالإزدهار بشكل واسع في الوقت الذي تم الإستيلاء على الأكروبوليس من قبل بيسيستراتوس وأبناءه، كما أنها في عام 408 قبل الميلاد احتل الفرس أثينا وقاموا بتدميرها وقام سكان أثينا خلال ثلاثين عاماً بعد الاحتلال الفارسي ببناء الحصون وبعض المباني، حيث كانت المدينة في عام 1400 قبل الميلاد موطن لواحدة من القلاع العسكرية وكانت مركزاً ثقافياً وإقتصادياً مهم في هذه الفترة أيضاً.
مدينة أثينا بسبب العديد من التطورات والإزدهار التي مرت به بقيت مقراً للحضارة الغربية لمئات القرون، ولأنها مسقط رأس الكثير من الشخصيات التاريخية المهمة، وفي وقت من الأوقات أصبحت المدينة تحت الحكم الروماني حتى أصبحت في حدود الدولة العثمانية خلال القرن الخامس عشر الميلادي، واللافت أن أكثر التطورات أهميةً في العالم القديم حدثت في أثينا وتم تخليد تلك الأحداث في مبانيها التاريخية.
مدينة أثينا ذات السحر التاريخي الرائع الذي تتميز به، حيث أنها سنة 1834 أُعلنت مدينة حضارية تعود للعصر الحديث حيث أن مدينة أثينا مقر الحضارات القديمة وذلك يعود إلى أن المدينة الغنية بتاريخها العريق وماضيها المجيد، وبحسب ما تقول الأسطورة بإنها مباركة من الآلهة الأولمبيين وهي في الواقع خير دليل على اللقاء المذهل بين الحضارات القديمة والمجتمعات الحديثة، بحيث نجد في المدينة بقايا اليونان القديمة التي نشأت في وقت مبكر من القرن السادس قبل الميلاد مثل أغورا والأكروبوليس وبوسيدون ومعابد زيوس وغيرها، كما نجد في أثينا المباني الحديثة والأنيقة التي بُنيت أخيراً ومنها المترو الجديد وغيرها.
مدينة أثينا التاريخية في فترة الحرب العالمية الثانية وقعت تحت سيطرة الحكم الألماني لكنها خلال هذه الفترة الزمنية لم تتعرض للهجوم وهذا أدى إلى زيادة السكان وتكاثفت الزيادة في الضواحي الداخلية والخارجية، عملت أثينا بعد ذلك على توفير نظام جديد للقطارات الصغيرة وافتتحت مطار دولي جديد.
بالإضافة إلى أن مدينة أثينا لم تستطيع في عام 1996 من إقامة دورة الألعاب الأولمبية وذلك بسبب الكثير من الأسباب ومن أهمها الأزمات المرورية في المدينة ومن أجل ذلك عملت المدينة على العديد من العمليات بهدف تحسين البنية التحتية لوسائل النقل، وما تجدر الإشارة إليه أن اختيار أثينا كعاصمة لليونان كان نتيجة لأسباب تاريخية بحتة.
المعالم الأثرية في أثينا:
1- أكروبوليس أثينا:
أكروبوليس الذي يوجد في مدينة أثينا من أروع المعالم الأثرية في المدينة وهو من أهم التحف المعمارية العريقة وهو عبارة عن تلة صخرية ويحتوي على العديد من المعابد لآلهة اليونان حيث توجد الأعمدة العالية المزخرفة والجدار المزين ويوجد بها مسرح كبير يسع لاستيعاب ما يصل إلى 5 ألاف شخص، فهو يتكون من طابقين مدرجات ويقام فيه عددًا من العروض المسرحية والموسيقية والاستعراضية ويرجع تاريخ المسرح لفترة الإغريق، ومن أهم المعالم في الأكروبوليس بوابة بروبيلين وهي المدخل الرئيسي للأكروبوليس حيث اللوحات الجدارية الضخمة والزخارف والأعمدة العالية، بالإضافة إلىى مسح ديونيسوس وأديون هيروديس الذي يعود إلى الفترة الإغريقية.
2- معبد البارثينون:
معبد البارثينون في أثينا الذي بناه اليونانيون الإغريق القدماء حيث يعود تاريخه إلى عام 447 قبل الميلاد حيث أنه يوجد في الأكروبوليس وهو من أضخم المعابد ويتميز بالفن المعماري العريق ومكون من الرخام وتزينه الأعمدة ولكن خلال القرن الحادي عشر تم تحويله إلى كنيسة العذراء وفي القرن الخامس عشر تم تحويله إلى مسجد على يد العثمانين ثم تعرض البارثينون للإنفجار وتهدم الجزء الأوسط منه وتم نقل باقي أجزائه إلى متحف الأكروبول وأيضاً المتحف البريطاني في لندن.
3- متحف الأكروبول:
متحف الأكروبول في أثينا الذي يوجد في مركز المناطق التاريخية، وهو من أروع المعالم ونافذة للزوار لإكتشاف التاريخ القديم، كما أنه يضم الكثير من القطع الأثرية والمنحوتات التاريخية حيث تقدر القطع الأثرية بحوالي ثلاث ألاف قطعة.
4- ساحة أغورا القديمة:
ساحة أغورا التي توجد في أثينا من المعالم الرائعة في المدينة حيث أنها كانت مقر للقادة والأمراء يجتمعون فيها من أجل مناقشة واتخاذ القرار فيما يخص البلاد من جميع الجوانب وكانت تعرف باسم ساحة الأحرار، بالإضافة أنها ملجأ للشعراء والكتاب والآن أصبح يقام فيها جميع الاحتفالات الرسمية والأعياد الدينية ويغادر منها بعض من المواكب الفخمة، ومن أشهر معالمها السياحية (رواق أتالوس الإغريقي) الذي يرجع بناؤه للقرن الثاني الميلادي.
5- منطقة بلاكا التاريخية:
منطقة بلاكا التاريخية التي توجد في مدينة أثينا حيث أنها تضم العديد من المعالم التاريخية والأثرية مثل جامع محمد الفاتح الذي تم تأسيسه في عام 1458، كما أنه يضم المتحف اليهودي ومتحف الفنون الشعبية اليونانية ومتحف فريسيراس، كما يمكنك المرور بالسوق الذي يضم العديد من الأشغال اليدوية القديمة وشراء الهدايا التذكارية، حيث أن هذه المنطقة يسود فيها الحياة الكلاسيكية ذات الطابع الرومانسي.
6- معبد زيوس الأوليمبي:
معبد زيوس الموجود في مدينة أثينا الذي يرجع تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد بأمر من الإمبراطور هارديان الروماني، وهو من أضخم المعابد في المدينة حيث يضم التمثال زيوس وهو كبير الآله اليوناني وهو دليل على الحضارة اليونانية، كان في السابق عدد أعمدته 104 عامود ويبلغ ارتفاع كلًا منهما 17 مترًا وقطرها 1.7 مترًا ولكن تدمر ولم يتبقى منها سوى 15 عامود فقط، وقد تم بناء المعبد في البداية من رخام باروس ولكن تم استبدالها بعد ذلك برخام البنتلك ولكن بعد أن خضع للترميمات والإصلاحات تم إعداده بالأكروتيريا من البرونز.
7- المتحف الأثري الوطني في أثينا:
المتحف الأثري الوطني في أثينا الذي يوجد في قلب المدينة الذي يعود تاريخه إلى عام 1866 وكان يطلق عليه في البداية المتحف المركزي لغاية عام 1881 وبقي بهذا الاسم حتى يومنا، يعتبر أغنى المتاحف في أثينا ويمكن أن نقول أنه أفضل الأماكن في أثينا عن باقي معالم مدن اليونان الأخرى لأنه يضم مجموعة من القطع الأثرية التاريخية النادرة التي مر عليها ما يقارب من 5 ألاف عام، أي بداية من العصر الحجري مرورًا بالعصور الأخرى حتى وصولًا للعصر الروماني الحديث.
8- قوس هادريان:
قوس هارديان في مدينة أثينا الذي يعبر عن مرحلة تاريخية تخص المدينة، وهو من أهم المعالم في المدينة حيث يقع بالقرب من الأكروبوليس، وتعود سبب تسميته إلى الأمبراطور هارديان الذي قدم الكثير من أجل الإرتقاء بالمدينة ويعد بناء هذا القوس كتكريم على مجهوده، حيث أن تصميمه على شكل قوس له اتجاهين مختلفين ومتعاكسان، ويرمزان إلى (ثيسيوس) و (هارديان)، يزوره عدد كبير من السياح الذين يقومون بالتقاط الصور التذكارية للمكان مثل صور للتماثيل الموجودة بأعلى الأعمدة (أديسولوم)، وقد تم بناء النصب التذكاري باستعمال رخام تم استخراجه من جبل بنتليكونز.
9- مسرح ديونيسوس:
مسرح ديونيسوس في مدينة أثينا الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع قبل الميلاد وهو من أروع المعالم الأثرية في المدينة ومن أقدم المسارح الإغريقية في دولة اليونان حيث تم عرض أشهر المسرحيات مثل مسرحية أويب ريكس، حيث أن مسرح ديونيسوس عبارة عن مدرجات يصل عددها إلى 67 مدرجًا تم تصميه على شكل نصف دائري وكان يحضر العروض الأمراء والرؤساء ولكن كان في بداية تأسيسه كان يقام فيه عروض السيرك والمصارعة، ولكن بعد ذلك أصبح من ضمن المؤسسات التي لا تسعى للربح ولكنها تساعد في الأعمال الخيرية، أما مساحته فهي كبيرة تصلح لاستيعاب حوالي 17 ألف فرد وهو من أهم المناطق الترفيهية والتاريخية في أثينا.