مدينة أنتويرب في بلجيكا

اقرأ في هذا المقال


نبذه عن مدينة أنتويرب:

أظهرت الحفريات أن أنتويرب كانت مأهولة بالسكان منذ فترة طويلة مثل عصر غالو الروماني في القرن الثاني أو الثالث بعد الميلاد، كما يبدو أن المدينة قد نشأت حول مستوطنتين، في عام 1356 تم ضم المدينة التي كانت جزءاً من الإمبراطورية الرومانية المقدسة إلى مقاطعة فلاندرز وفقدت الكثير من امتيازاتها لصالح بروج، ولكن بعد خمسين عاماً انقلب المد السياسي والاقتصادي مرة أخرى ومع تقدم العصر الذهبي أصبحت أنتويرب مدينة عالمية المستوى، حيث توصف بأنها أجمل مدينة في العالم.

بعد الهجرات الأوروبية الآسيوية العظيمة في القرنين الرابع والخامس، احتلت المنطقة من قبل فرانكس وربما الفريزيان الذين أعطوها اسمها الحالي من البادئة الجرمانية، مما يشير إلى هيكل ربما يكون قلعة أنتويرب المحصنة في القرن التاسع، أيضاً هناك أصل أكثر روعة لاسم المدينة وهي قصة العملاق الشرير الذي قطع أيدي ملاحي النهر عندما رفضوا دفع رسوم عبوره الباهظة، تحداه الجندي الروماني سيلفيوس برابو في قتال وقطع إحدى يديه وألقاه في النهر، وبذلك وضع حداً لابتزاز العملاق وأعطى المدينة اسمها.

من المحتمل أن تكون المدينة قد تطورت من نواتين، والتي أصبحت في النهاية الأكثر أهمية، كما ظهرت المسيحية في القرن السابع، أما في القرن التاسع أصبحت المنطقة مقاطعة حدودية للإمبراطورية الرومانية المقدسة، وفي عام 1124 تم نقل المركز الديني من شانيلوس إلى النواة الشمالية، أما القلعة التي بنيت في الأصل كمقر للمقاطعة الحدودية طورتها أنتويرب، على مر القرون.

تقع أنتويرب في مكان بعيد نسبياً في الداخل على الضفة اليمنى العميقة لشيلدي، وقد تم تحديدها لتصبح مركزاً للتجارة والشحن، كان هذا هو الحال بالفعل في القرن الثالث عشر، أما في نهاية ذلك القرن وبداية القرن الرابع عشر مُنحت حرية التجارة للإنجليز والفينيسيين وجنوة من قِبل دوقات برابانت الذين جعلوا أنفسهم سادة المقاطعة.

أصبحت مدينة أنتويرب إحدى عواصم الدوقية جنباً إلى جنب مع لوفين وبروكسل في بلجيكا ومدينة إس هيرتوجينبوش بوا لو دوك في هولندا، أما في الربع الأول من القرن الرابع عشر بدأت معارض أنتويرب في الازدهار، كما أصبحت هذه جنباً إلى جنب مع معارض بيرجن أوب زوم القريبة الآن في هولندا، أحد أسس النمو الاقتصادي في أنتويرب في العصور الوسطى.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة أنتويرب:

الساحة الكبرى جراند بلاس:

توجد الساحة مع مجلس المدينة والعديد من بيوت النقابات في قلب المدينة القديمة والتاريخية الغنية بالمعالم الأثرية، في المنتصف تقف نافورة برابو المزخرفة التي أقامها جيف لامبو في عام 1887 وتصور الجندي الروماني سيلفيوس برابو، وهو يقذف اليد المقطوعة من أنتيجونوس العملاق في شيلدت، كما يهيمن مجلس المدينة على الجانب الغربي من الساحة، وقد بناه كورنيليس فلوريس دي فريندت بين عامي 1561 و1565، وفي الداخل تم تعليق الغرف بلوحات من القرن التاسع عشر توضح تاريخ أنتويرب، كما يوجد فيها العديد من البيوت التي تعود إلى القرن 16 و 17.

كاتدرائية السيدة العذراء:

هي أكبر كنيسة قوطية في بلجيكا، كما بدأ العمل في الكاتدرائية في عام 1352، واستمر حتى عام 1521، كان جاكوب فان ثينين وبيتر أبيلمانز وجان تاك وإفيرايرت سبورووتر وهيرمان ودومينيك دي واغيماكيري ورومبوت كيلديرمانز من بين المهندسين المعماريين والبنائين الذين ساهموا في بنائها، كما تعرضت الكنيسة لأضرار جسيمة في عدد من المناسبات على مر السنين مما حرمها من العديد من أثمن أعمالها الفنية.

اندلع حريق لأول مرة في عام 1533، ثم نهبت على أيدي المنشقين عن الأيقونات في عام 1566، والكالفينيون في عام 1581، والقوات الجمهورية الفرنسية في عامي 1794 و1800، للأسف لم يتم استرداد سوى عدد قليل من الكنوز المفقودة منذ ذلك الحين، كما بدأ ترميم السطح الخارجي في القرن التاسع عشر، وبالتالي فإن جميع الأعمال الحجرية المنحوتة على السطح الخارجي للمبنى حديثة.

قصر بلانتين موريتوس:

هو المنزل الذي عاش فيه بلانتين وورثه من عائلة موريتوس، أصبح الآن مثالاً رائعاً على فن العمارة الفلمنكي في عصر النهضة، اليوم المبنى هو متحف الذي يدمج تاريخ الطباعة بالإضافة إلى عرض أجواء منزل أرستقراطي فلمنكي قديم، المفروشات الأصلية والمعارض الواسعة، وقبل كل شيء الجو الملموس الناشئ عن قرب المنزل، ومكان العمل يجعل هذا المتحف أحد أكثر مناطق الجذب السياحي روعة في أنتويرب.

بالإضافة إلى أن الغرفة رقم 7 مكرسة لتاريخ الكتب والعمليات التي ينطوي عليها إنتاجها من الأشكال الأولى للكتابة وتطوير الأبجدية، كما تشمل المعروضات والمكتشفات والمخطوطات الأثرية المهمة حتى يوهانس جوتنبرج واختراع الطباعة بالحروف باستخدام الكتابة المتحركة، وبعد ذلك الغرفة رقم  24، وهي احتفال بفن الطباعة في أوروبا ككل، والجوهرة الموجودة في التاج هي عبارة عن كتاب مقدس من 36 سطراً.

منزل روبنزو:

هو منزل تاريخي ومن أبرز المعالم الأثرية في المدينة الذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1610، سكن فيه روبنز مع زوجته إيزابيلا برانت وعاش هناك حتى وفاته عام 1640، ولكن بعد الثورة الفرنسية تم استخدامه كسجن، وبعد ذلك سقط أكثر فأكثر في حالة سيئة، استحوذ منزل روبنز أخيراً على مدينة أنتويرب في عام 1937، وقد تم ترميمه بدقة بين عامي 1939 و1946 بمساعدة المستندات والرسومات القديمة، بالإضافة إلى تميزه باللوحات الأصلية والأعمال التي قام بها روبنز التي يعود تاريخها إلى عام 1625 والعديد من أعمل تلاميذه.

كنيسة القديس بولس:

في وسط المدينة موطناً لكنيسة القديس بولس التي تنتمي إلى العمارة القوطية، التي بدأ بناءها في عام 1517 ولم تكتمل حتى عام 1639، كما يرجع تاريخ برج الساعة الباروكي إلى 1680، وقد حدث حريق في عام 1968 الذي ألحق أضراراً بالغة بالكنيسة ولم يحل سوى الجهود الحماسية للسكان المحليين دون فقدان الأثاث الداخلي القيّم، لا سيما أن الكنيسة هي موطن لرسومات روبنز ويوردان وفان ديك، وتشمل هذه اللوحات اعترافات الباروك الرائعة لبيتر فيربروجن الأكبر وثلاث لوحات لروبنز، وهي جلد المسيح 1617 في الممر الأيسر وعشق الرعاة والجدل على القربان المقدس في الجناح الأيسر.

قاعة الجزار:

تشمل الغرف الأنيقة لقاعة الجزار القوطية المتأخرة غرفة المجلس السابقة لنقابة الجزارين، تم بناء هذا المبنى المبهر من الطوب في 1501، وقد تم وضعه بالقرب من نهر شيلدت، مما سمح بدماء الحيوانات المذبوحة بالمرور في النهر، أما الآن هي متحفاً للفنون التطبيقية وعلم الآثار مع مجموعات من المصنوعات اليدوية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ والمصرية والرومانية والميروفينجية.

بالإضافة إلى الأسلحة والدروع وسيراميك وأثاث المنزل والنحت والأعمال الخشبية والعملات المعدنية، ومن بين أغلى ممتلكاتها تصوير القرن السادس عشر لتحويل شاول الذي تم إنشاؤه من بلاط أنتويرب بواسطة بيتر كويك فان إيلست، كما تعد القاعة أيضاً موطناً لمجموعة رائعة من الآلات الموسيقية بما في ذلك القيثارة الرائعة من ورشة صانعي الآلات.

نافورة برابو الأسطورية:

هي من أكثر المعالم جذباً للزوار في المدينة، ويعود ذلك إلى أنها تجسيد لأسطورة رومانية قديمة وشهيرة، والتي تعبر عن انتصار الخير على الشر، والنافورة عبارة عن شكل جندي شجاع وهو سيلفيوس برابو الذي يتمثل في يد العملاق المرعب للمدينة.

قلعة ستين:

هي عبارة عن حصن دفاعي للمدينة التي يعود تاريخ بناءها إلى القرن الثاني عشر، كما يطلق عليها اسم الصخرة، بالإضافة إلى أنه تم استخدامها سابقاً سجناً ومستودعاً للأسماك، وفي فترة محددة كان مكان إقامة لبعض من أهم الأمراء في القرون الماضية، عند مدخل القلعة يمكنك رؤية اسطورة الغول الذي يعيش في المياه الأسطورية.


شارك المقالة: