محافظة الطائف في السعودية

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة الطائف:

هي إحدى المدن في المملكة العربية السعودية التي تقع ضمن منطقة مكة المكرمة، حيث تقع على ارتفاع يبلغ 1،879 متر  (6،165 قدمًا) وتعد جزء من سفوح جبال الحجاز التي تعد نفسها جزءًا من جبال السروات.

تسمية مدينة الطائف وتقسيمها وعدد سكانها:

تسمية مدينة الطائف غير واضحة، حيث كانت تسمى قديماً بمدينة “وج” فمن المعروف أنه في عصر العرب قبل الإسلام، كانت مدينة الطائف تضم صنمًا للإلهة لات، وكان يتردد عليها الحجاج، مما قد يفسر الاسم. تمت الإشارة إلى الطائف بشكل غير مباشر في القرآن في الآية 31 من سورة الزخرف. ومن روايات تسمية مدينة الطائف بهذا الاسم هو وجود الحائط المطاف والذي يحيط بها.

ورواية أخرى أنّ نبي الله إبراهيم عليه السلام قام بإسكان ذريته بوادي غير ذي زرع في منطقة مكة المكرمة، حيث قام بدعاء الله أن يعطي أهلها الثمرات والخيرات، فالله سبحانه وتعالي استجاب لدعاء سيدنا إبراهيم فأمر قطعة من الأرض أن تطوف الأرض بما تحويه من شجر، وأن تثبت في أرض طائف وطوافها حول البيت، لذلك سميت طائف بهذا الاسم.

سميت مدينة الطائف بالعاصمة الصيفية غير الرسمية للمملكة العربية السعودية، كما تم اعتبارها أفضل وجهة صيفية في المملكة العربية السعودية؛ لأنها تتمتع بطقس معتدل خلال فصل الصيف، على عكس معظم شبه الجزيرة العربية. وتتمتع مدينة الطائف بنسبة كبيرة من السياح القادمين إلى العديد من المنتجعات الجبلية ومناخها المعتدل، حتى خلال فصول الصيف القاسية في شبه الجزيرة العربية.

وتتميز مدينة الطائف عن باقي المناطق التي تقع ضمن منطقة الحجاز بأنها تلعب دورًا فعالاً في الإنتاج الزراعي للمملكة العربية السعودية، فتعتبر مركز منطقة زراعية تشتهر بزراعة العنب والرمان والتين والورود والعسل. تعتبر أيضاً مدينة الطائف من المدن النشطة جدا في الصناعة التقليدية، وتعرف أيضاً باسم مدينة الورود.

تضم محافظة الطائف 15 بلدية صغيرة، وتعتبر عاصمتها مدينة الطائف. ويتم القيام بأعمال الإدارة في المدينة عن طريق 5 بلديات هي شمال الطائف وغرب الطائف وشرق الطائف وجنوب الطائف والطائف الجديدة. ويقوم مطار الطائف الإقليمي على خدمة مدينة الطائف. ويبلغ عدد سكان مدينة الطائف بحسب الاحصائيات لعام 2020 بـحوالي 688،693 نسمة، فتصبح بذلك في الترتيب السادس في مدن المملكة العربية السعودية من حيث عدد السكان.

تاريخ مدينة الطائف:

في القرن السادس قبل الميلاد، كانت مدينة الطائف تحت سيطرة قبيلة ثقيف، الذين لا يزالون يقيمون حول مدينة الطائف إلى هذا الوقت. ويقال أيضاً أن القبائل اليهودية التي طردها المسيحيون الإثيوبيون في حروب المملكة الحميرية استقرت بالقرب من مدينة الطائف. كانت مدينة الطائف محاطة بالأسوار، حيث كانت تعتبر مركزًا دينيًا لضمها صنم لات، إذ أنها كانت تعرف ذلك الوقت باسم “سيدة الطائف”. كما كان يُزرع القمح والعنب والفاكهة في جميع أنحاء الطائف. وكانت مدينة الطائف مقصداً للحج.

في أوائل القرن السابع، ظهر الدين الإسلامي، حيث قام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوة للدين الإسلامي في مدينة الطائف. وفي عام 630 ميلادي، وقعت معركة حنين في منطقة حنين بالقرب من مدينة الطائف. بعد ذلك بقليل، وقع حصار الطائف، حيث تعرضت مدينة الطائف للهجوم من قبل بني داوس، لكن المدينة تصدت لهجوم.

في غزوة تبوك عام 631 ميلادي أصبحت مدينة الطائف معزولة تماما، حتى وصل أعضاء ثقيف إلى مكة المكرمة للتفاوض على جعل المدينة تحت الدين الإسلامي. وبعد ذلك تم تحطيم صنم لات وجميع المعالم الوثنية في المدينة. ثم مرت المدينة بتبادلات عديدة للسلطة، لكن معظم الأحداث في هذه الصراعات حدثت بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتضاءلت أهمية الطائف على عكس المدينتين المقدستين.

في 17 يوليو 1517، وقعت المدينة تحت الحكم العثماني تحت قيادة السلطان العثماني سليم الأول، وتم تسليم مفاتيح المدن الإسلامية مكة المكرمة والمدينة المنورة  للسلطان العثماني، وتم تسليم الطائف أيضًا إلى السيطرة العثمانية وظلت المدينة عثمانية لثلاثة قرون أخرى، حتى عام 1802، عندما استعادها المتمردون بالتحالف مع آل سعود.

ثم شرعت هذه القوات في الاستيلاء على مكة والمدينة، حيث شعرت الإمبراطورية العثمانية بالخسارة بشدة، والتي اعتبرت نفسها حامية المدن المقدسة. السلطان العثماني محمود الثاني دعا واليه من مصر محمد علي، الذين شنوا الهجوم على الحجاز واستعاد الطائف في 1813.

قبل الثورة العربية، تم تعيين أحمد بك قائدا للقوات العثمانية في مدينة الطائف، حيث كان تحت إمرته قوة عددها 3000 جندي و10 مدافع جبيلية، كما كان غالب باشا والي الحجاز حاضرا في مدينة الطائف. في عام 1916 أعلن الهاشميون ثورتهم ضد الإمبراطورية العثمانية في مكة في يونيو، ثم سقطت المدينة في يوليو.

وعندما قام الملك عبدالله بن الحسين  الأول رحمه الله، الابن الأكبر للشريف الحسين بن علي  رحمه الله بالقدوم إلى مدينة الطائف وبصحبته سبعين رجلاً، حيث أثارت أنشطته في المنطقة شكوك أحمد بك قائد القوات العثمانية، لم يكن غالب باشا  والي الحجاز يعطي أهمية لهذه الأقلية.

بنى الملك عبد الله بن الحسين الأول جيشاً سرياً وصل عدده إلى 5000 رجل، ثم قام بقطع أسلاك التلغراف عن المدينة وشن الهجوم عليها. قامت المدافع الجبلية بصد جميع الهجمات التي قام بها الهاشميون على المدينة، واستقر الطرفان. بعد ذلك، تم إحضار المدافع الهاشمية بسرية إلى مدينة الطائف، ثم ضلت المدينة صامدة لفترة أطول قليلاً؛ قبل أن تستسلم المدينة بشكل نهائي في 22 سبتمبر. وهكذا أصبحت المدينة فيما بعد جزءًا من مملكة الحجاز الهاشمية.

لم تبقى مدينة الطائف كثيراً تحت سلطة الهاشميين. سرعان ما اندلعت التوترات بين ملك الحجاز الشريف حسين بن علي، وعبد العزيز آل سعود أمير نجد والأحساء، وبحلول سبتمبر 1924، اندلعت حرب بين مليشيا الإخوان التي كانت ترعاها السعودية في ذلك الوقت والهاشميين في مدينة الطائف، حيث كانت تحت ولاية نجل الملك علي بن الحسين، كما نتج عنها مقتل ثلاثمائة من رجال علي فيما أصبح يعرف بمجزرة الطائف. وفي غضون عام 1926، تم الاعتراف بعبد العزيز آل سعود رسميًا كملك جديد للحجاز.

مناخ مدينة الطائف:

تتمتع مدينة الطائف بمناخ صحراوي حار، مع صيف حار وشتاء معتدل. درجات الحرارة ليست شديدة في الصيف مثل المناطق المنخفضة في المملكة العربية السعودية، كما يكون الجو أكثر برودة في مدينة الطائف خلال فصل الصيف مما هو عليه في أجزاء أخرى من المملكة العربية السعودية، وخاصة الرياض. هطول الأمطار قليل جداً، ولكن كل الشهور تشهد بهطول خفيف للأمطار، مع زيادة هطول الأمطار في الربيع وأواخر الخريف مقارنة بالأشهر الأخرى.


شارك المقالة: