مدينة العقبة في الأردن

اقرأ في هذا المقال


مدينة العقبة هي المنتجع والمدينة الساحلية الفريدة من نوعها في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تقع سواحلها على شواطئ البحر الأحمر، وهي دافئة ومشمسة وجذابة، ولديها عالم مبهر تحت البحر يضم بعض الشعاب المرجانية الأكثر روعة التي يمكن العثور عليها في أي مكان آخر، وتقع على بعد 332 كم (206 ميل) جنوب عمان.

السياحة في مدينة العقبة:

تضم مدينة العقبة العديد من المواقع السياحية منها المائية ومنها الأثرية التي يمكن للزائر الاستمتاع بها، ومن أبرز هذه المناطق ما يلي:

قلعة العقبة:

تم بناء قلعة العقبة في مكان ما بين عامي 1510 ميلادي و1517 ميلادي، واستخدمتها الإمبراطورية العثمانية حتى عام 1917 ميلادي، بعد ذلك استولى تي إي لورانس المتحالف مع الأمير فيصل والعديد من القوات البدوية المحلية على مدينة العقبة بسهولة بمساعدة البحرية الملكية البريطانية التي قصفت ودمرت بشكل كبير أجزاء من الحصن.

حتى يومنا هذا يوجد في مدينة العقبة شعار النبالة الهاشمي موضوع فوق المدخل للاحتفال بانتصار معركة العقبة وبداية مناورات ناجحة للثورة العربية.

متحف العقبة الأثري:

يقع المتحف في منزل الشريف حسين بن علي في مدينة العقبة، وقد افتتح المتحف للجمهور عام 1990 ميلادي، ويضم حاليًا مجموعة مهمة من موقع أيلة الإسلامي، تعود إلى فترات الراشدين والأمويين والعباسيين والفاطميين، وبالتالي تمثل الفترات الإسلامية من منتصف القرن السابع حتى بداية القرن الثاني عشر الميلادي.

ومن بين المعروضات نقش كوفي، وآية الكرسي من القرآن الكريم الذي يعلو البوابة الشرقية للمدينة، وكنز من الدينار الفاطمي الذهبي ضُرب بسجلماسة بالمغرب.

ساحة الثورة العربية:

جولتك في المواقع التاريخية في العقبة تتوج بساحة الثورة العربية الكبرى، هذه الساحة الضخمة هي مساحة كبيرة للاسترخاء والاستمتاع بمناظر الشاطئ الأوسط، وبالتالي فهي تعتبر ملاذًا مثاليًا للزوار، تكمن أهمية البلازا في قيمتها التاريخية.

تحتضن علم الثورة العربية الكبرى، وبيت قائد الثورة العربية الحسين بن علي، وهي تحمل رمزية وطنية عميقة ذات مغزى حيث تطأ أقدام جيوش الثورة بقيادة الشريف حسين بن علي أول أرض أردنية، وهو أيضا الموقع الذي أطلقت فيه الرصاصة الأولى للثورة العربية.

سوق على البحر:

يحتفل الميناء البحري الوحيد في الأردن بتاريخه كل يوم جمعة، والذي يضم أكثر من 50 حرفيًا محليًا والموسيقى الحية والمأكولات التقليدية الشهية، من أكتوبر إلى مايو، يدعوك هذا السوق الأسبوعي لتجربة الثقافة النابضة بالحياة ودعم الحرفيين المحليين أثناء العثور على قطع ثمينة لتحملها إلى المنزل مع ذكرياتك.

مسجد الشريف حسين بن علي:

سُمي المسجد على اسم الحسين بن علي الذي كان شريف وأمير مكة من عام 1908 ميلادي حتى عام 1917ميلادي، وعرف الشريف حسين بن علي بكونه مبادر الثورة العربية، وقد وقف ضد الإمبراطورية العثمانية القومية المتزايدة خلال الحرب العالمية الأولى.

يعد مسجد الحسين بن علي بهيكله الأبيض البكر ونوافذه الزجاجية المعقدة ومآذنه الشاهقة، منارة للعمارة الإسلامية ومشهد متحرك وسط صخب الحياة في المدينة.

كما يضم أكبر قبة بين مساجد الأردن، يعتبر من المساجد الرئيسية لمواطني العقبة، يمكن للزوار التنزه بهدوء حول المناطق الداخلية الأنيقة ومشاهدة الحياة اليومية للمدينة في أكثر أوقاتها هدوءً وتقوى.

أيلة الإسلامية:

تم التنقيب في منتصف القرن التاسع عشر وتعود إلى العصر الإسلامي الأول، أيلة هي بقايا مجتمع إسلامي قديم يقع في وسط العقبة، بنيت عام 650 ميلادي ويمكن للسائح إلقاء نظرة مباشرة على روعة الإمبراطوريات الإسلامية في القرون الماضية.

الكنيسة الرومانية في القرن الرابع:

خلال الفترة البيزنطية، حدث قدر كبير من البناء في جميع أنحاء الأردن، استمرت جميع المدن الرئيسية في العصر الروماني في الازدهار مع نمو السكان الإقليميين، مع انتشار المسيحية عبر هذه المنطقة في القرن الرابع بدأت الكنائس في الظهور في جميع أنحاء الأردن.

من هذا المشهد المسيحي المتنامي جاء أحد أكثر الاكتشافات إثارة في الآونة الأخيرة، حيث اكتشف علماء الآثار في العقبة ما يعتقدون أنه أقدم كنيسة في العالم، منذ نهاية القرن الثالث الميلادي.

وهي أقدم بقليل من كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم، وكلاهما يعود إلى القرن الرابع، ومنذ ذلك الحين تم ملؤها بالأرض للحماية.

الغطس في البحر الأحمر:

بطريقة أو بأخرى يأتي معظم الناس إلى العقبة ليس لأهميتها التاريخية، ولكن من أجل الشواطئ والغطس والغوص في البحر الأحمر، بالنسبة للشعاب المرجانية ذات المستوى العالمي.

البلدة القديمة:

على بعد مسافة قليلة سيرًا على الأقدام من الواجهة البحرية الصاخبة في العقبة، تقدم المدينة القديمة في المدينة طعمًا للأيام الماضية، قلب المدينة هو السوق، وهو سوق آسر مليء بالتذكارات المصنوعة يدويًا، حيث يمكنك الاطلاع على روائح الهيل والياسمين في الهواء المنعش.

تاريخ مدينة العقبة:

تعتبر معركة العقبة من أهم الأحداث التاريخية في مدينة العقبة، حيث تعتبر المدينة المكان الذي اكتسب فيه الضابط العسكري البريطاني تي إي لورانس، خلال الحرب العالمية الأولى.

ثقة الأمير فيصل بالسيطرة على العقبة في السادس من يوليو عام 1917 ميلادي، بعد عبور ناجح وصعب لصحراء النفود، وهو مكان بدون أي إمدادات مياه، كانت قريبة من مهمة انتحارية، وبالتالي تجنب لورانس إبلاغ رؤسائه ومع عدد قليل نسبيًا من الرجال هاجم العقبة من الداخل وهو اتجاه لم يتوقع العثمانيون منه هجومًا وبالتالي لم يدافعوا عنه.

في البداية بدأ لورانس الغارة بأربعين رجلاً من الأمير فيصل، وزادت القوات إلى أكثر من بضعة آلاف مع انضمام بعض رجال القبائل المحلية إلى القضية، وأشهرهم قوات العرب غير النظاميين بقيادة عودة أبو تايه، بعد هذه الرحلة الاستكشافية الناجحة، تم قطع العثمانيين عن البحر الأحمر وأصبح تي لورانس مستشارًا للأمير فيصل في الثورة العربية ضد العثمانيين.

جغرافية مدينة العقبة:

باعتبارها الميناء الوحيد في المملكة الأردنية الهاشمية، تتمتع العقبة بقيمة استراتيجية مهمة جدًا للبلد بأكمله، وهي أهم مدينة في الجانب الجنوبي من البلاد، يقع في نهاية خليج العقبة، ويربط الأردن بالمحيط الهندي عبر البحر الأحمر، من جميع الاتجاهات الأخرى، فهي محاطة بالجبال الصحراوية العالية التي تحافظ على الجو لطيفًا طوال العام.

إلى جانب خليج العقبة، هناك طريقة أخرى أفضل لمعرفة خليج السويس الذي يربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط ​​عبر قناة السويس وله قيمة استراتيجية هائلة، ربما يكون خليج السويس هو المكان الذي قاد فيه موسى الإسرائيليين إلى قارة أخرى بفصل البحر.

بين الخليجين تقع شبه جزيرة سيناء، المنطقة التي كان يجب أن يعبرها تي إي لورانس على جمل من أجل الوصول إلى القاهرة وإبلاغ رؤسائه بالسيطرة الناجحة على مدينة العقبة.


شارك المقالة: