نبذه تاريخية عن مدينة بروج:
يعود تاريخ مدينة بروج إلى القرن التاسع عندما أسسها الفايكنج، في الواقع يعتقد أن اسم بروج مشتق من الكلمة الإسكندنافية القديمة برياجا، والتي تعني المرفأ أو مكان الإرساء، كما عرفت مدينة بروج في العصور الوسطى بأنها مدينة تجارية في قلب أوروبا وتعكس المدينة تبادلاً كبيراً للتأثيرات على تطور الفن والعمارة، لا سيما في الطوب القوطي الذي يميز شمال أوروبا ودول البلطيق، كما تحدد هذه العمارة بقوة طابع المركز التاريخي للمدينة.
تاريخ بروج هو تاريخ صعود وهبوط وصعود من جديد، في القرن الثاني عشر اكتسبت مدينة بروج مكانة المدينة، حيث تكيفت بروج عن طريق إنشاء منافذ خارجية في دام وسلايس، في الوقت نفسه أصبح النقل البري أكثر انتشاراً واستمر التجار من جميع أنحاء العالم في التدفق على المدينة لبيع بضاعتهم وشراء القماش الفلمنكي المشهود عالمياً، والذي تم إنتاجه في مدن مختلفة بما في ذلك مدينة غنت المجاورة.
في القرن الرابع عشر تطورت مدينة بروج لتصبح مستودعاً للمدن الهانزية في شمال أوروبا، كما للعديد من البلدان مثل إيطاليا وألمانيا وإسبانيا مما يجعلها مركزاً أوروبياً، حيث يمكن سماع لغات مختلفة يومياً، وحيث يمكن العثور على المنتجات الغريبة، كما بدأت ثروة بروج في الانخفاض في القرن الخامس عشر، ولكن استمر الفن والعمارة في الازدهار مع بناء المباني والكنائس الرائعة في أواخر العصر القوطي، وأنتجت مدرسة الرسم الفلمنكية بما في ذلك أنتوني فان ديك وهانز ميملينج أعمالاً رائعة.
بحلول نهاية القرن السادس عشر لم تعد بروج تحتفظ بأي قوة عظمى وبحلول منتصف القرن التاسع عشر كانت بروج أفقر مدينة في بلجيكا، ومع ذلك فقد جلب القرن العشرين حياة جديدة، عندما أصبحت المدينة وجهة سياحية دولية وأصبح تراث بروج في العصور الوسطى مصدراً جديداً للثروة، كما ظلت مدينة هادئة تعود إلى القرون الوسطى، كما احتلها الألمان في الحرب العالمية الأولى وأيضاً في الحرب العالمية الثانية، كما هاجم البريطانيون ميناء زيبروغ في عام 1918.
بالإضافة إلى أن مدينة بروج مثالاً بارزاً على مستوطنة تاريخية من العصور الوسطى، والتي حافظت على نسيجها التاريخي، حيث تطور هذا على مر القرون، وحيث تشكل الإنشاءات القوطية الأصلية جزءاً من هوية المدينة كواحدة من العواصم التجارية والثقافية في أوروبا، كما طورت بروج روابط ثقافية لأجزاء مختلفة من العالم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمدرسة الرسم الفلمنكي البدائي.
أبرز المعالم الأثرية في مدينة بروج:
برج الجرس هالي:
يهيمن هالي على الجانب الجنوبي من سوق بروج في الميدان الرئيسي، حيث يعلو فوقها معلم برج الجرس بروج الأكثر تميزاً، الذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1248 وتم توسيعه مرتين، أولاً في القرن الرابع عشر ثم مرة أخرى في القرن السادس عشر، وكان يعمل في السابق كسوق المدينة الرئيسي، كما يحتوي المبنى على فناء خلاب، وقد استخدم آباء المدينة الشرفة الموجودة فوق المدخل لإصدار قوانينهم للجمهور المجتمعون تحتها.
يعد برج الجرس الذي يبلغ ارتفاعه 83 متراً واحداً من أرقى أبراج الجرس في بلجيكا، ويتم إدخاله من ساحة الفناء الداخلية لهالي، واليوم لا يزال هناك 47 جرساً معلقاً في البرج، للحصول على أفضل إطلالة على مدينة بروج يمكنك تسلق 366 درجة أعلى البرج، كما في الطريق يمكن زيارة غرفة الكنز القديمة، حيث يتم الاحتفاظ بالوثائق القديمة للمدنية.
بازيليك الدم المقدس:
تترأس كنيسة الدم المقدس الساحة المركزية المعروفة باسم ساحة بورغ، التي تشتهر بالقارورة الكريستالية المحفوظة بداخلها والتي تشتهر باحتوائها على قطرة دم المسيح التي أعادها ديتريش الألزاس من الأرض المقدسة عام 1149 عند عودته من الحملة الصليبية الثانية.
كل عام في شهر مايو، يتم نقل هذه الآثار المقدسة في شوارع بروج في موكب الدم المقدس، كما أقيمت واجهة الكنيسة بأقواسها الثلاثة ذات الطراز اللامع والتماثيل المذهبة بين عامي 1529 و1534، وتتكون الكنيسة نفسها من كنيسة منخفضة على الطراز الرومانسكي ومصلى علوي قوطي متأخر يضم آثار القديس باسيل التي جلبها روبرت من فلسطين، والثاني كونت فلاندرز، بالإضافة إلى درج حلزوني أنيق يؤدي إلى الكنيسة العلوية التي بنيت عام 1480، حيث يتم إخراج القارورة التي تحتوي على الدم المقدس كل يوم جمعة وعرضها على المؤمنين.
قاعة المدينة:
على الجانب الجنوبي الشرقي من بورغ توجد قاعة مدينة بروج، وهي واحدة من الأقدم في بلجيكا، وقد تم تشييدها بين عامي 1376 و1420، التي تتميز بالفن المعماري على الطراز القوطي الرقيق، مع الأعمدة الشاهقة الارتفاع، ثلاثة منها بأبراج مثمنة الأضلاع مفصولة بنوافذ قوطية طويلة مقوسة، ومزينة بالعديد من التماثيل الرائعة، أما في الداخل توجد القاعة القوطية العظيمة في الطابق الأول مع قبوها الخشبي الجميل، والذي يعود تاريخه إلى عام 1402 وجدارياتها التي تسجل الأحداث في تاريخ المدينة.
كنيسة السيدة العذراء:
هي من أبرز المعالم الأثرية في المدينة التي يعود تاريخ بناءها إلى القرن الثالث عشر، التي تتميز ببرجها الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 112 متراً وهو الأطول في بلجيكا، كما بدأ العمل في صحن الكنيسة والممرات حوالي عام 1230، وأضيفت الممرات والكنائس الخارجية في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وتحتوي الكنيسة على ثروة من الكنوز الفنية، من بينها تمثال رائع لمايكل أنجلو والعذراء والطفل، بالإضافة إلى النحت على مذبح الكنيسة، كما صُنع الجلجثة على المذبح العالي بواسطة بيرنيرت فان أورلي، أما العشق الثلاثي للرعاة فهو بقلم بيتر بوربوس.
مستشفى سانت جون:
مباشرة مقابل الباب الغربي لكنيسة السيدة العذراء يقف أقدم مبنى في بروج، وهو مستشفى سانت جون، الذي تأسس في القرن الثاني عشر، تم تزيين طبلة الأذن الموجودة فوق البوابة المكسوة بالطوب بنقوش تظهر السيدة العذراء، والتي تحمل تاريخ 1270، أما داخل المبنى القديم يوجد معرض للوثائق والأدوات الجراحية التي تعبر عن تاريخ المستشفى.
كما تم الحفاظ على المستوصف القديم المجاور للأجنحة، ويوجد أيضاً داخل جدران المستشفى القديم متحف وهو مجموعة صغيرة من أعمال تعود إلى 1430-1494، ومن أبرز هذه الأعمال مكتب الإغاثة للقديس أورسولا (1489)، المعترف به كأحد أهم أعمال السيد. كما أن المستشفى محاط بمنازل صغيرة وجميلة بشكل استثنائي من القرنين السادس عشر والسابع عشر.
كاتدرائية سينت سالفاتورز:
هي أقدم كنيسة أبرشية في المدينة وكاتدرائية التي تأسست في الأصل في القرن العاشر، ويعود تاريخ معظم أجزاء المبنى الحالي إلى القرنين الثاني عشر والسادس عشر، كما أنه في القرن الثالث عشر تم بناء البرج الغربي الشبيه بالقلعة والذي يبلغ ارتفاعه 99 متراً على عدة مراحل، أما الجزء السفلي الروماني بين عامي 1116 و1227 وقسم الطوب بين 1183 و1228.
كنيسة جيروزالمكيرك:
يعود تاريخ كنيسة جيروزالمكيرك القوطية المتأخرة إلى عام 1428 وتم تصميمها على غرار كنيسة القيامة في القدس، كما قامت عائلة أدورني التي بنت الكنيسة بالحج في الأراضي المقدسة وبنت هذه الكنيسة عند عودتهم، التي تتميز بالزجاج الملون الرائع للغاية، والذي يعود تاريخه إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وهناك أيضاً قبر المسيح نسخة طبق الأصل من تلك الموجودة في القبر المقدس، أما من الخارج تشتهر ببرجها الذي يختلف اختلافاً واضحاً عن أبراج الكنائس الأخرى في بلجيكا بسبب التأثيرات الشرقية.
معالم أثرية أخرى:
بورترس لوج: تم بناؤه في نهاية القرن الرابع عشر، حيث يضم المبنى وثائق تاريخية و نادرة وهو مثال على العمارة القوطية.
بوابة الحمار: التي تعود للقرون الوسطى في عام 1297.
برج المسحوق: يرجع بناء هذا البرج في القرون الوسطى في القرن الرابع عشر كبرج مياه وكجزء من تحصينات بروج.
- بيت البلادين: تم بناء القصر في عام 1451، أما الآن هو دير ومنزل للمسنين مع متحف صغير في الداخل.
ساحة جان فان إيك: وتعد هذه الساحة من الساحات الرائعة والمفعمة بالتاريخ والجمال فهي تضم المعالم والمباني التاريخية البارزة مثل تمثال فخم برونزي لرسام عصر النهضة.
- بوابة غنتبورت: تعود إلى القرون الوسطى وكانت البوابة جزء من دفاعات المدينة.