مدينة بطليوس هي مدينة في مقاطعة إكستريمادورا في مملكة إسبانيا على بعد 6 كيلومترات فقط من الحدود مع دولة البرتغال، في القرن الثامن تم غزوها من قبل المغاربة ثم بعد الاسترداد كانت محل نزاع على مدى قرون من قبل الإسبان والبرتغاليين، تعلوها قلعة بطليوس المغاربية، وتتميز المدينة بمزيج مثير للاهتمام من المباني المغربية والإسبانية، المبنى المغربي الرئيسي هو قلعة القصبة وتحيط أسوارها المحصنة بقصر دوقات روكا الذي أصبح الآن المتحف الأثري الإقليمي المتحف مجاني للدخول، وتوجد أيضًا بعض الحدائق الجميلة في الجدران (Jardines de la Galera) أثناء تجولك في الحدائق هناك العديد من الأطلال المغاربية لاستكشافها.
نبذة عن مدينة بطليوس
عند سفح القصبة توجد الشوارع الرئيسية وساحات مدينة بطليوس، وتعد العديد من هذه الأماكن جذابة للغاية خاصة ساحة (Plaza Alta) الجميلة المحاطة بالأروقة ونمط الطوب الجميل لمبنى القرن الخامس عشر على حافته، وتعد (Plaza de Espana) هو موقع كل من كاتدرائية مدينة بطليوس وقاعة المدينة، الكاتدرائية التي تعود للقرن الثالث عشر على الطراز القوطي الروماني ولها جدران دفاعية سميكة، يوجد داخل الكاتدرائية بعض الأعمال الفنية المثيرة للاهتمام في عصر النهضة وبعض المفروشات الفلمنكية.
ساحة أخرى مثيرة للاهتمام هي ساحة بلازا دي لا سوليداد وهي موقع برج جيرالدي الصغير الذي تم بناؤه على نفس طراز جيرالدا في مدينة إشبيلية، وبالقرب من الكاتدرائية يمكن زيارة متحف (Museo Provincial de Belles Artes) مجانًا ويقع في مبنى جميل، ولديها مجموعة جيدة من الأعمال الفنية المعروضة، ويقع في مدينة بطليوس على حافة نهر (Guadiana) ويمر عبر جسر (Palmas) الذي يؤدي إلى بوابة (Palmas) المهيبة ببرجيها الحجريين، ويعد الجسر نفسه مثير للإعجاب مع 32 قوسًا حجريًا يعبر النهر.
تاريخ مدينة بطليوس
تطفو مدينة بطليوس استراتيجيًا على حدود البرتغال وقد حُكم عليها بأنها ساحة معركة مروعة غيّر فيها حصار ويلينجتون عام 1812 ميلادي وجهة نظر بريطانيا في سلوكها العسكري إلى الأبد، ويعد الموقع الأسطوري لواحدة من أعظم معارك التاريخ حيث تتلألأ مدينة بطليوس أسفل الجدار الذي يبلغ ارتفاعه 60 قدمًا عند مفترق طرق نهر رئيسي وطريق سريع استراتيجي بين البرتغال وإسبانيا، ومنعت هذه المدينة الحصينة وصول آرثر ويليسلي (لاحقًا دوق ويلينجتون) إلى جيوش نابليون، في الصراع الأوروبي المسلح الكبير في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر كان على مدينة بطليوس الفوز إذا ما تم عكس ثروات ذلك الديكتاتور المرعب.
كانت المعركة هائلة حيث خسر الآلاف من الجنود البريطانيين لكن المدينة التي تم احتلالها لا تزال حتى يومنا هذا شهادة على بداية النهاية لتلك الكورسيكية الشهيرة، وفي مارس من عام 1812 ميلادي وصل آرثر ويليسلي مع 25000 رجل إلى قاعدة أسوار مدينة بطليوس العملاقة لهزيمة فيليبون الجنرال الفرنسي الذي كان مكلفًا برجاله البالغ عددهم 4700 شخصًا بالدفاع عن المدينة، كان الحصار يعمل بشكل جيد ولكن عندما وردت أنباء عن أن مارشال سولت كان يسير لمساعدة فيليبون أدرك ويلينجتون أن وقته قد نفد.
لحسن الحظ كان لديه أفواجه المخضرمة والسترات الخضراء الأسطورية التي اشتهر بها شارب الرماة، رغم كل الصعاب وبأمل بائس في ليلة السادس من أبريل عام 1812 ميلادي تسلقت القوات البريطانية فوق موتاها وخرقت الجدران بوحشية واستوعبت 2000 ضحية، ثم تبع انتصار النصر مستوى من سوء السلوك من قبل البريطانيين لا يزال أسطورة في تاريخ النهب والاغتصاب، استغرق الأمر قرابة 3 أيام لاستعادة النظام ولا يزال أطفال أبناء سكان المدينة يرتجفون في ذكرى ذلك الحدث.
السياحة في مدينة بطليوس
القصبة
بالنظر إلى جغرافيتها وتاريخها فإن القصبة هي أبرز مبنى في مدينة بطليوس، وهي شهادة على التأثير المغربي الذي بناه ابن مروان في القرن التاسع، كان هذا أيضًا المقر الرسمي لحكام طوائف بطليوس في القرنين الحادي عشر والثاني عشر وبعد ذلك تم طردهم، ثم قام بتحصينها يعقوب يوسف عام 1169 ميلادي وأصبحت أهم حصن على الحدود البرتغالية في القرنين السابع عشر والثامن عشر ونقطة انطلاق للغزوات البرتغالية الأخرى، وتضم القلعة الآن المتحف الأثري لمقاطعة بطليوس.
كاتدرائية بطليوس
يعود أصل هذه الكاتدرائية إلى عام 1238 ميلادي، وتتميز الكاتدرائية بنوافذ قوطية ونوافذ من طراز (Rennaissance) و(Platersque).
قصر الكونجرس
يعود تاريخ هذا القصر إلى عام 1852 ميلادي، حيث قام على تصميمه المهندسان المعماريان (Lucia Cano) و(Jose Selgas)، وهو الآن مقر مجلس المدينة.
قلعة فوبان العسكرية
بنيت في القرن السابع عشر للدفاع عن المدينة من الهجمات من الشمال الغربي والجنوب الشرقي وجميع الاتجاهات الأخرى ذات التعريفات الطبيعية التي قدمتها (Guadiana) و(Rivilla).
بويرتا بالماس
وهما برجان أسطوانيان يعملان كنقطة دخول إلى المدينة، تم بناء هذه الأبراج في عام 1551 ميلادي وهي مزينة بميداليات الإمبراطور تشارلز الخامس.