نبذه عن مدينة روسيكلد:
روسكيلد لديها تاريخ طويل، حيث يعود تاريخها إلى عصر الفايكنج ما قبل المسيحية، كما تم الانتهاء من الكاتدرائية القوطية المدرجة في قائمة اليونسكو، والتي تضم الآن 40 مقبرة للملوك الدنماركيين، أما في عام 1275 أصبحت مركزاً للتأثير الديني حتى الإصلاح، ومع تطور شبكة السكك الحديدية في القرن التاسع عشر أصبحت روسكيلد مركزاً مهماً لحركة المرور مع كوبنهاغن، وبحلول نهاية القرن كانت هناك مصانع التبغ ومسابك الحديد ومتاجر الآلات.
تعد روسكيلد التي تطورت كمحور لطرق التجارة البرية والبحرية للفايكنج منذ أكثر من ألف عام واحدة من أقدم مدن الدنمارك. من القرن الحادي عشر حتى عام 1443 كانت عاصمة الدنمارك، ولكن بحلول العصور الوسطى وبدعم من الملوك والأساقفة أصبحت واحدة من أهم المراكز في الدول الإسكندنافية، ويربط ساكسو جراماتيكوس ومصادر مبكرة أخرى اسم روسكيلد بمعنى ربيع رو بالملك الأسطوري والذي ربما عاش هناك في القرن السادس.
كما سجلت النصوص الأسطورية والتاريخية التي كُتبت في أوائل العصور الوسطى أن الملك هارالد بلوتوث أسس روسكيلد حوالي 980 بعد الميلاد، وأطلق عليه اسم ملك الأسطورة الذي قيل أنه عاش في المنطقة في القرن السادس الميلادي، ويعتقد أيضاً بأن مدينة روسكيلد قد تم تأسيسها منذ فترة طويلة على أساس كنيسة، وهي كنيسة حجرية مبكرة سانت يورجنسبيرج، والتي تم بناؤها عام 1080 بعد الميلاد، وإنها مثال رائع لأعمال الحجر الجيري ولا تزال قائمة حتى اليوم كأقدم مبنى حجري محفوظ في الدنمارك.
بالإضافة إلى أنه تم اكتشاف بقايا كنيسة خشبية أسفل موقع مقدس في وقت لاحق، وهي كنيسة القديس اب التي يعود تاريخها إلى حوالي عام 1290 بعد الميلاد، ويقال إن رفات هارالد دُفنت في الكنيسة الخشبية التي كانت قائمة في السابق في الموقع، حيث توجد كاتدرائية روسكيلد اليوم، أما بحلول منتصف القرن السادس عشر كان هناك 12 كنيسة وخمسة أديرة منفصلة في روسكيلد وحدها.
كما تم سك العملات المعدنية في مدينة روسكيلد بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر، وتم بناء خندق حول المدينة لحمايتها من الغزاة أثناء الحرب، وازدهرت روسكيلد خلال الجزء الأول من العصور الوسطى، ومع ذلك مع ظهور الإصلاح الدنماركي انخفض تأثير أسقفية روسكيلد بسرعة.
أبرز المعالم الأثرية في مدينة روسكيلد:
كاتدرائية القديس لوقا:
هي الكاتدرائية التاريخية التي تهيمن على المدينة ويعود تاريخها إلى عام 1170 كموقع للتراث العالمي في اليونسكو في عام 1995، وذلك بسبب هندستها المعمارية ومقابر ما يقرب من 40 ملكاً وملكة من الدنمارك، كما يعود هؤلاء إلى ملوك الفايكنج هارولد بلوتوث المتوفى عام 985 وابنه سوين فوركبيرد المتوفى عام 1014 الفاتح لإنجلترا، ومن بينهم الملوك الدنماركيون بدءاً من مارغريت الأولى عام 1412 التي حكمت أكثر من ثلاث دول من شمال أوروبا الدنمارك والنرويج والسويد، كما تم دفن فريدريك التاسع الذي توفي عام 1972، في البداية في كنيسة صغيرة ولكن في عام 1985 تم نقل نعشه إلى ضريح تم بناؤه خصيصاً خارج الكاتدرائية.
أما في سبعينيات القرن التاسع عشر بدأ بناء الكنيسة المبنية من الطوب التي استغرق بناؤها أكثر من قرن، وهو أحد أقدم الأمثلة على العمارة القوطية في شمال أوروبا، على مر السنين تم إجراء إضافات مختلفة، ويحد الصحن المركزي مصلى البرج الشمالي المعروف أصلاً باسم كنيسة القديس سيجفريد، ومصلى البرج الجنوبي الذي منحته الملكة مارغريت الأولى اسم كنيسة بيت لحم، كما توجد القبور في العديد من الكنائس الجنائزية التي دخلت من الممرات، كما تعد الكاتدرائية هي واحدة من المعالم الوطنية العظيمة في الدنمارك والميزة المركزية للمدينة.
الكاتدرائية محمية بموجب القانون الموحد للكنائس وأرض الكنائس لعام 1992، وهذا يتطلب الموافقة على أي تعديل عليها من قبل سلطات الأبرشية بعد التشاور مع المتحف الوطني والمفتش الملكي للمباني الحكومية المدرجة، أما معظم المباني في محيط خارج المنطقة العازلة المحيطة بالكاتدرائية محمية بموجب قانون الحفاظ على المباني، ويتطلب ذلك الموافقة على أي تعديل من قبل وكالة التراث الدنماركية.
القصر الملكي:
هو عبارة عن مبنى باروكي أصفر مكون من أربعة أجنحة، والذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1733 في الموقع الذي كان يقف فيه القس يوماً ما، كما يربط قوس أبسالون كاتدرائية روسكيلد بالقصر الذي كان في السابق مقراً للعائلة المالكة عندما كانوا يمرون أو يحضرون الجنازات الملكية، أما في عام 1835 وإلى عام 1848 كان مقراً لجمعية العقارات في مملكة الجزر التي صاغت الدستور الدنماركي الجديد، أما اليوم هناك معرضان في الموقع: متحف الفن المعاصر وجناح القصر، كما تستخدم الحديقة للمعارض والحفلات الموسيقية والمناسبات الثقافية الأخرى.
قصر ليدربورغ:
هو من القصور الساحرة الواقع وسط حدائق وأراضي باروكية رائعة الذي يعود تاريخ بناءه منذ عام 1739، كما كان القصر موطناً لعائلة هولشتاين ليدربورغ، وهو مثال رائع للهندسة المعمارية الإسكندنافية في القرن الثامن عشر والمناظر الطبيعية، أما داخل القصر فيمكننا الاستمتاع بمجموعة رائعة من اللوحات والأثاث، حيث أنه لم يتغير الطابق الثاني كثيراً منذ إنشائه لأول مرة منذ حوالي 250 عاماً، أما الزنزانة القديمة مثيرة للاهتمام بشكل خاص.
قاعة المدينة وبرج سانت لورانس:
جنوب القصر الملكي وفي وسط المدينة تقع قاعة المدينة التي يعود تاريخ بناءها إلى عام 1880 على الطراز القوطي، كما يعود تاريخ البرج الضخم إلى حوالي 1500 عام وكان في الأصل برج كنيسة سانت لورانس، ولا يزال من الممكن زيارة أطلاله في متحف صغير أسفل ساحة السوق، حيث تم حفر قسم واحد فقط من الكنيسة يعود تاريخه إلى حوالي 1125؛ وذلك لتقدير الحجم الكامل للكنيسة الأصلية، وعندما تم هدم الكنيسة أثناء الإصلاح تم حفظ البرج كبرج مراقبة في المدينة، ثم تم دمجه لاحقاً في قاعة المدينة.
سفن الفايكنج:
يعد متحف سفن الفايكنج من أبرز المعالم في المدينة الذي يحاكي تاريخ الملاحة البحرية وبناء القوارب خلال العصور الوسطى والعصور القديمة، كما يحتوي على أمثلة نادرة باقية من سفن الفايكنج الأصلية التي غرقت عمداً في فم المرفأ؛ لمنع المغيرين من مهاجمة المدينة، ويتكون المتحف من ثمانية مبانٍ ذات وظائف مختلفة للغاية، بما في ذلك حوض بناء السفن، حيث يتم إعادة بناء سفن الفايكنج والقوارب الخشبية التقليدية من الشمال ومركز نشاط ،حيث يمكن للبالغين والأطفال تجربة مهاراتهم في الحرف اليدوية، ويعد هذا حقاً أمراً لا بد منه لجميع أولئك الذين مفتونون بأوقات وثقافة عصر الفايكنج.
أرض الأساطير:
أرض الأساطير هي الاسم الرسمي للمتحف الأثري المكشوف الذي تبلغ مساحته 106 فداناً، وهو مركز الأبحاث والاتصال التاريخي الأثري، ويقع على بعد بضعة كيلومترات غرب روسكيلد، كما سنجد الكثير من الأشياء التي يمكنا القيام بها هنا أثناء قيامنا بجولة في المنازل والمزارع المقلدة من عصور الفايكنج والستون والعصر الحديدي، كما سيستمتع الأطفال بتجربة الملابس المعتادة في تلك الأوقات وتعلم المهارات اليومية مثل: حمل الدلاء على نير الكتف أو طحن القمح إلى دقيق، ويمكن لجميع الأعمار تعلم كيفية غزل الصوف إلى خيوط ومشاهدة الحرفيين المهرة يعملون في الخشب والجلد والمعدن.