مدينة عجلون في الأردن

اقرأ في هذا المقال


مدينة عجلون هي واحدة من المدن الواقعة في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تقع المدينة في الجزء الشمالي من الأردن، وتحتضن المدينة العديد من المواقع الأثرية والسياحية الخلابة، وتعد مدينة عجلون من المدن قليلة المساحة الجغرافية بالنسبة إلى باقي المحافظات.

تاريخ مدينة عجلون:

لقد أولى الرحالة والمؤرخون الدوليون والعظماء اهتمامًا كبيرًا لعجلون لكونها نقطة اتصال بين سوريا الكبرى وسواحل البحر الأبيض المتوسط وموقعًا استراتيجيًا بين أرض الفرات ونهر النيل، اعترف القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي بهذه الحقائق عن عجلون،  فأمر أحد جنرالاته عام 1184 م (580 هـ)، وهو عز الدين أسامة ببناء حصن على قمة جبل عوف في عجلون التي تقع على ارتفاع (1023) م.

كانت منطقة عجلون موطنًا لمجموعة من الكتاب والشعراء والعلماء، على سبيل المثال لا الحصر: الكاتبة عائشة الباعونية، والعلامة إسماعيل العجلوني، وصف الرحالة الشهير ابن بطوطة عجلون بأنها مدينة ساحرة، كتب وصفاً لعجلون في كتاباته، حيث وصف وديانها وحدائقها ومحلاتها وأسواقها المشيدة وقلعتها وأشجارها.

احتلت عجلون موقعًا مهمًا في العهد العثماني، حيث كانت منطقة إدارية تغطي مساحة(419.6 كلم 2) يحدها نهر اليرموك من الشمال، ونهر الزرقاء في الجنوب، ونهر الأردن من الغرب، ووادي الشلال في الشرق، في وقت لاحق تم رفعها لتصبح مقاطعة داخل مقاطعة سوريا الكبرى التابعة للإمبراطورية العثمانية، والتي تضمنت الأجزاء الشرقية مما يسمى حاليًا بالأردن.

علاوة على ذلك فقد أصبحت في عام 1517 ميلادي المقاطعة الكبرى (سنجوق)، حيث كانت البلقاء والكرك جزءًا منها، في عام 1921 ميلادي أصبح صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله أمير شرق الأردن، حيث انتهت فترة “الحكومات المحلية” واستبدلت المقاطعة بلقب (سنجوق)، حيث سميت على اسم عجلون، في عام 1927 ميلادي أصبحت مدينة اربد مركز محافظة عجلون.

الموقع الجغرافي لمدينة عجلون:

تقع مدينة عجلون في الجزء الشمالي الغربي في إشارة إلى العاصمة عمان وتبعد عنها 76 كم، تمتد حدودها إلى محافظة إربد شمالاً وغرباً التي تبعد 32 كم، وتبعد عن مدينة جرش من الجهة الشرقية مسافة ما يقارب 25 كم، ومحافظة البلقاء جنوباً التي تبعد عنها مسافة 72 كم، تتكون مدينة عجلون من مقاطعتين ومنطقتين وخمس بلديات.

السياحة في مدينة عجلون:

تعد مدينة عجلون من المدن المميزة على الصعيد الداخلي والخارجي، حيث تضم المدينة أنواع السياحة جميعها، حيث تعد غابات الصنوبر المتواجدة في عجلون في منطقة دبين أهم الأماكن في السياحة الطبيعية، وتعد القلعة الأيوبية الموجودة على إحدى تلال المدينة من أهم المناطق للسياحة التاريخية، ومن أبرز المناطق السياحية في مدينة عجلون ما يلي:

قلعة عجلون:

قلعة عجلون المعروفة رسمياً باسم قلعة الربض، تعد واحدة من الأبراج فوق تلال عجلون الخضراء ويمكن رؤيتها من على بعد أميال عديدة، مما يخون غرضه الاستراتيجي كمركز مراقبة عسكري يحمي طرق التجارة في القرنين الثاني عشر والخامس عشر.

تم بناؤه لأول مرة في عام 1184 ميلادي من قبل معاوني القائد صلاح الدين الأيوبي لصد التهديدات الصليبية لشمال الأردن، حيث كان الصليبيون قد احتلوا بالفعل جنوب الأردن، ويدل على ذلك قلاعهم الضخمة في شوبك والكرك، وتم طردهم من شرق الأردن عام 1188 ميلادي / 1189 ميلادي، تم توسيع قلعة عجلون إلى شكلها الحالي في عام 1214 ميلادي.

تم تزويد قلعة عجلون بالمياه من خلال نظام مصمم بعناية استفاد من مجاري المنطقة وينابيعها، أنشأ المهندسون المعماريون للقلعة نظامًا لتجميع مياه الأمطار داخل منطقة القلعة، كان يتألف من آبار وحاويات حجرية لتجميع المياه، ثم يتم نقلها عبر أنابيب تحت الأرض وأنابيب مطعمة في جدران القلعة.

يقع الخزان الرئيسي في الجزء الجنوبي الشرقي من الخندق الجاف، كانت مقاومة للماء بطبقة من الجير وكانت سعتها 16.590 متر مكعب، يمكن سحب المياه من فتحة في وسط سقف الصهريج أو من نافذة في المدخل المائل للقلعة.

تمت تصفية مياه الأمطار والثلج باستخدام نظام من سبع طبقات من الحجارة الصغيرة والرمل والنباتات الخاصة. كان نظام التنقية هذا ضروريًا، حيث تم تخزين المياه لفترات طويلة من الزمن.

كما تم وضع نظام مبتكر لتصريف مياه الصرف الصحي، عملت الأنابيب الخزفية الموجودة داخل جدران القلعة على تصريف مياه الصرف الصحي في بركة خارجية، تم التنقيب عن هذا البركة وتضمنت محتوياتها أملاح خاصة جلبت من البحر الميت، تم استخدام هذه لإعادة تدوير مياه الصرف الصحي لإعادة استخدامها في عماية الري.

تل مار الياس:

يقع تل مار الياس المرتبط بالنبي إيليا بالقرب من أنقاض قرية معروفة باسم لستب، يُعتقد أن هذا المكان كان سابقًا في موطن إيليا  وهو من موطن جلياس في ترانجوردان، حقيقة أن هذا موقع ديني تم إثباته من خلال الكنيستين اللتين تم بناؤهما على التل (قمة التل) في نهاية الفترة البيزنطية.

كنيسة السيدة في الجبل:

تقع كنيسة سيدة الجبل في مدينة عجلون في قرية عنجرة التي تتبع إلى المدينة في منطقة شمال الأردن، يوجد في كنيسة سيدة الجبل كهف أعيد بناؤه ومقدَّر كمكان مر فيه يسوع ووالدته مريم خلال رحلاتهما بين بحيرة الجليل، ويوجد أيضاً عين الفاتيكان أنجارا كموقع حج الألفية 2000.

محمية غابات عجلون:

تقع هذه المحمية الطبيعية الجميلة في مرتفعات عجلون شمال الأردن، وتتكون من 13 كيلومتر مربع من التلال المنحدرة التي تهيمن عليها الأراضي الحرجية المفتوحة التي تضم مجموعة متنوعة من الأنواع النباتية والحيوانية.

تجعل المساحات الخضراء من عجلون مكانًا شهيرًا للمتنزهين وخاصة في فصل الربيع عندما تكون المحمية مغطاة بمجموعة متنوعة من الزهور البرية.

طريق رو دير:

يبدأ هذا المسار الدائري القصير من موقع المخيم ويوفر إطلالات رائعة على المحمية، ليس بعيدًا عن موقع المخيم ستجد معصرة نبيذ حجرية قديمة.

مسار بيت الصابون:

يبدأ هذا المسار من مركز الزوار في ويأخذك إلى (Soap House) في قرية عرجان المجاورة، في الطريق سوف تتجول في الغابات السميكة والصحية المليئة بأشجار البلوط والفستق والفراولة الشرقية.

اسلك منعطفًا قصيرًا لمشاهدة معصرة نبيذ مدمرة قبل أن تمر بأحد أقدم أشجار الفراولة في المحمية في طريقك إلى الوادي. يصعد الممر إلى 1100 متر فوق مستوى سطح البحر، ثم ينزل إلى (Soap House)، حيث تتبع النساء المحليات العملية التقليدية لصنع صابون زيتون عرجان النقي.

مسار بيوت عجلون:

يأخذك هذا المسار في جولة في منازل عجلون الثلاثة الشهيرة، ومنها بيت الصابون وبيت البسكويت في قرية عرجان وبيت الخط في قرية راسون.

مسار قرية عرجان:

يأخذك هذا المسار عبر الوديان المشجرة إلى البساتين الخضراء المورقة في قرية عرجان، مما يتيح لك فرصة اكتشاف نمط الحياة الريفية في المنطقة، يوفر الينابيع التي تصطف على جانبيها أشجار الحور تباينًا رائعًا مع الجبال القاحلة في المراحل السابقة من المسار.

أثناء التنزه لاحظ الجدران الصخرية الدرامية وطواحين المياه القديمة التي استخدمها السكان المحليون لطحن بذورهم وشجرة الجوز المجوفة، استمتع بوجبة تقليدية لذيذة في بستان من أشجار التين والرمان والتفاح والمشمش.

مسار روك روز:

تم تسمية حلقة التنزه هذه بالزهور التي يمكن رؤيتها حول الممر كل ربيع، وهي تمر عبر الغابات الكثيفة والبساتين والمزارع والقرى داخل المحمية وحولها. يطل على مناظر جميلة للضفة الغربية وسوريا والريف الأردني، في منتصف الطريق تقريبًا راقب معصرة النبيذ والزيتون من العصرين البيزنطي والروماني، وقبل الوصول إلى نهاية المسار استرح في ظل شجرة معلول كبيرة، لكل موسم نباتات مختلفة للاستمتاع بها.


شارك المقالة: