مدينة عنابة في الجزائر

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة عنابة:

مدينة عنابة، سابقا بون، أو بونا، بلدة وميناء متوسطي، شمال شرق الجزائر، يقع بالقرب من مصب وادي سيبوس، بالقرب من الحدود التونسية، جذب موقعها على ميناء طبيعي (خليج عنابة) بين رأسي غارد وروزا في وقت مبكر الفينيقيين، ربما في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، انتقلت إلى الرومان، حيث عرفت باسم (Hippo Regius)، وكان مقر إقامة الملوك النوميديين، وحقق الاستقلال بعد الحروب البونيقية (264–146 قبل الميلاد).

أصبحت مدينة عنابة فيما بعد مركزًا للفكر المسيحي، حيث يضم مجلس (Hippo) (393 م ) ويشكل أسقفية القديس أوغسطين (396-430)، دمرها الوندال في 431 ميلادي، انتقل هيبو ريجيوس إلى الإمبراطور البيزنطي جستنيان في عام 533 ميلادي، وبعد حوالي قرنين من الزمان (697 ميلادي) تغلب عليها العرب.

كانت مدينة عنابة مركزًا مبكرًا للقرصنة، وظلت واحدة من المدن الصغيرة في شمال إفريقيا تحت حكم متعاقبين حتى استولى عليها الفرنسيون في عام 1832 ميلادي، وفي عام 1848 ميلادي تم إنشاء بلدية تدار من باريس.

ترتفع عنابة من الشاطئ فوق المنحدرات المغطاة بالفلين والبلوط لسفوح إيدوغ، تهيمن المدينة القديمة بشوارعها الضيقة على وسط المدينة وتتجمع حول (Place du 19-Août) وبيوتها الفرنسية المبكرة ومسجد صلاح باي (1787 ميلادي)، تم بناء مسجد سيدي بو مروان الذي يعود إلى القرن الحادي عشر بأعمدة مأخوذة من الآثار الرومانية.

المدينة الجديدة التي بنيت منذ عام 1870 ميلادي على جانبي الطريق العام (Cours de la Révolution)، تحتوي على كاتدرائية (1850 ميلادي) وكاتدرائية (1881 ميلادي) في (Saint-Augustine) والمباني العامة الرئيسية والمدارس ومتحف (Hippo) والحدائق العامة، عنابة أيضًا موقع لجامعة (تأسست عام 1975 ميلادي) ولها مطار دولي.

اقتصاد مدينة عنابة:

عنابة هي مصدر المعادن الرئيسي للجزائر، حيث إنها تمتلك خام الحديد والفوسفات بشكلٍ رئيسي، وذلك من رواسب تبسة إلى الجنوب الشرقي، محاطة بالمزارع الخصبة (حيث يزرع القمح) والغابات والمناجم، وهي أيضًا بمثابة ميناء للتجارة وصيد الأسماك وميناء للاتصال، وهي متصلة بالطرق أو خطوط السكك الحديدية بالعديد من المدن الأخرى في شمال شرق الجزائر والجزائر العاصمة، تشمل الصناعات الرئيسية في مدينة عنابة مجمع الحديد والصلب ومصنع الأسمدة ومحلات السيارات والسكك الحديدية وأعمال الألمنيوم.

تاريخ مدينة عنابة:

تعتبر مدينة عنابة ميناء طبيعي يعود إلى منطقة نائية خصبة، إذا أبحرت في البحر الأبيض المتوسط ​​وتحتاج إلى قاعدة منزلية آمنة مع إمدادات جيدة من الطعام ، فإن عنابة هي المكان المناسب لك، بالطبع لم تكن تسمى دائمًا عنابة، أطلق عليها الفينيقيون اسم (Hipponensis Sinus)، وعندما استولى الرومان على مدينة عنابة بعد هزيمة قرطاج في الحرب البونيقية الثانية، غيروا اسمها إلى (Hippo Regius).

كان (Hippo Regius) مركزًا للمسيحية المبكرة، واشتهر بأنه المكان الذي عاش فيه القديس أوغسطينوس سنواته الأخيرة، عندما استلقى العالم المسن على فراش موته، كان الفاندال يحاصرون المدينة بالخارج، أصبحت (Hippo Regius) عاصمة لمملكة (Vandal) لمدة عقد من الزمان حتى هزمت قوات الإمبراطورية البيزنطية آخر ملك (Vandal) في عام 439 ميلادي.

اجتاحت موجة الفتح الإسلامي في القرن السابع المدينة في أواخر القرن السابع في مدينة عنابة كما تم تسميتها آنذاك، كانت المدينة أكثر هدوءً بشكل ملحوظ خلال الألفية التالية حتى استولت فرنسا على المدينة في عام 1832 ميلادي، أعيدت تسميتها مرة أخرى، هذه المرة إلى (Bône)، بنى الفرنسيون على نطاق واسع على الطراز الأوروبي، ولا يزال العديد من تلك المباني الكلاسيكية من القرن التاسع عشر في مدينة عنابة اليوم.

بعد انتهاء حرب الاستقلال الجزائرية في عام 1962 ميلادي، تم تغيير العديد من أسماء الأماكن أو تم تعريبها من قبل الفرنسيين، فكان أن أصبح “بون” عنابة، انخفض عدد سكان المدينة بعد الحرب حيث هاجر معظم الناس من أصل أوروبي إلى فرنسا، لكن سحر وسمات عنابة سرعان ما جذبت مواطنين جدد من جميع أنحاء دولة الجزائر.

يبلغ عدد سكان مدينة عنابة اليوم ما يقارب نحو 350.000 نسمة، في حين يبلغ عدد الطلاب المسجلين في جامعة عنابة المرموقة أكثر من نحو 40.000 طالب، حيث لا يزال الميناء يعمل بكامل طاقته ولا تزال الأراضي الداخلية خصبة، مما أدى إلى ازدهار تجارة التصدير ومعدل بطالة أقل من معظم الجزائر عامة ومدينة عنابة بشكل خاص، سيجد المسافرون أن الدخول والخروج من مدينة عنابة أمر سهل نسبيًا، حيث يتم خدمة المدينة جيدًا عن طريق خطوط الطرق والسكك الحديدية وكذلك عن طريق الجو عبر مطار رباح بتات.


شارك المقالة: