مدينة قونية هي واحدة من المدن التي تقع في دولة تركيا، حيث تعد مدينة قونية مدينة في وسط الأناضول في تركيا والتي تحمي اسمها لعدة قرون، وتقول الأسطورة أن (Perseus) قتل تنينًا عندما كان يجتاح المدينة، حيث أقام الشعب نصبًا تذكاريًا خاصًا لتكريمه، ومسلة حجرية عليها أيقونة فرساوس منحوتة، وأعطى هذا الحدث اسم المدينة (Iconium)، ومع ذلك قيل بين المسلمين أسطورة أخرى.
مدينة قونية
يظهر علم الآثار أن منطقة مدينة قونية هي واحدة من أقدم المستوطنات في الأناضول، حيث تظهر نتائج الحفريات في (Catalhöyük وKarahöyük وCukurkent وKucukoy) أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري الحديث من 7000 قبل الميلاد، حيث كان المستوطنون الآخرون للمدينة قبل الإسلام؛ حضارات العصر البرونزي والحثيين و(Frigians) ويديانس والفرس والرومان ثم البيزنطيين.
تعتبر مدينة قونية أيضًا مكانًا مهمًا للمسيحيين الأوائل لأن القديس بولس والقديس برنابا أتيا إلى المدينة في إحدى رحلاتهم في آسيا الصغرى حوالي عام 50 بعد الميلاد، والقديس بولس بشر في مدينة قونية لكنها أغضبت كل من اليهود والوثنيون حتى أنهم اضطروا إلى مغادرة المدينة وتوجه الى دربة و سترة، ويعد أول انكشاف للمدينة على الإسلام حدث في عهد الخليفة معاوية.
في وقت لاحق لم تسفر الهجمات التي قام بها المسلمون العرب، سواء كانوا أموي أو عباسي عن أي نتائج، حيث بدأ لقاء مدينة قونية الحقيقي مع الإسلام واعتماده بعد فترة من انتصار السلاجقة في مالازجيرت عام 1071 ميلادي، في عهد كوتالميسوغلو سليمان، لم تستطع هجمات الصليبيين من عام 1076 ميلادي حتى نهاية القرن الثاني عشر انتزاع المدينة من الإسلام.
تطور مدينة قونية
كانت مدينة قونية عاصمة الإمبراطورية السلجوقية بين عامي 1071 و1308 ميلادي، وفي عام 1220 ميلادي أصلح علاء الدين كيكوباد سور المدينة وزينها بالأبراج، ولكن المدينة كانت موقعًا لصراع على السلطة صراع بين السلاجقة و(Karamanoglu) والمغول وإلهان، وتغيرت أيديهم عدة مرات، وفي عهد السلطان محمد الفاتح في عام 1466 ميلادي، انضمت مدينة قونية إلى أراضي الإمبراطورية العثمانية، وتم إجراء أول تعداد العام من قبل السلطان ويتكرر في أوقات بايزيد الثاني.
تأثرت مدينة قونية بتمرد سيلالي، وكان هذا التمرد نتيجة لعدم الاستقرار في الحكومة العثمانية وهزمت أوامر الأراضي في الجيش العثماني بقيادة إبراهيم باشا، الوزير الأعظم للسلطان سليمان القانوني في معركة قونية، وشملت حدود محافظة قونية التي أنشئت في عام 1867 ميلادي، نيغدة واسبرطة وإيتشيل وتيكي سناجق، وفي نفس العام تضررت المدينة من حريق كبير وفي عام 1873 ميلاديعانت من مجاعة خطيرة.
من عوامل الجذب المثيرة للاهتمام في مدينة قونية حديقة الفراشات الاستوائية التي تم افتتاحها في يوليو 2015 ميلادي، ونظرًا لكونها الأولى من نوعها في تركيا، توفر الحديقة مأوى لـ 6000 فراشة من 15 نوعًا مختلفًا، بالإضافة إلى 20000 نبات استوائي، وفي 29 من شهر مارس في عام 2006، شوهد كسوف كلي للشمس من مدينة قونية في الساعة 13:57 مساءً بالتوقيت المحلي.
تاريخ مدينة قونية
مدينة قونية هي إحدى المدن في تركيا، والتي لم يتغير اسمها منذ العصور القديمة، ويُزعم أن اسم قونية مرتبط بكلمة “أيقونة”، والتي تعني “تصوير مقدس”، وهناك شائعات مختلفة حول هذه القضية، وفي واحدة من هؤلاء؛ تم بناء نصب تذكاري للتعبير عن الامتنان للشخص الذي قتل التنين الذي يطارد المدينة ويتم رسم صورة تصور الحدث على النصب التذكاري، والاسم الذي أطلق على هذا النصب هو “إيكونيون”، بينما تطور اسم (Ikonion) إلى (Icconium)، تمت مصادفة عبارات جديدة خلال الفترة الرومانية مع تغيير أسماء الأباطرة، ومدينة قونية الجميلة التي يسميها العرب كونيا، حصلت على اسمها في الفترتين السلجوقية والعثمانية، والتي لم تتغير مرة أخرى ووصلت إلى اليوم قونية.
مدينة قونية هي منطقة مستوطنة منذ عام 7 آلاف قبل الميلاد، وكانت مهد للعديد من الحضارات، وإذا كان على المرء أن يتذكر أن الكتابة قد بدأ استخدامها خلال 3500 قبل الميلاد، فيمكن القول أن قونية هي من بين أقدم مراكز الاستيطان في تركيا، ويُعرف (Çumra Çatalhöyük) بالمركز الأول ليس فقط في تركيا، ولكن أيضًا على المستوى العالمي، حيث بدأت ثقافة الطعام لأول مرة وتم الزراعة واستخدام النار وتبني الحياة المستقرة والدفاع التعاوني ضد الهجمات من قبل الحيوانات البرية، ويعد (Çatalhöyük) مركزًا من العصر الحجري الحديث، في حين أن (Erbaba وKarahöyük) هما مركزان من العصر الحجري النحاسي، ويعد (Alaeddin Hill) مركزًا للعصر البرونزي القديم.
خلال الفترات التاريخية خلال القرن السادس قبل الميلاد كان الحثيون والليديون، وفي القرن الرابع قبل الميلاد كان الفرس، في القرن الثاني قبل الميلاد كان الإسكندر الأكبر والسلوقيون ومملكة بيرغامون، وفي عام 395 بعد الميلاد الإمبراطورية الرومانية سادت في مدينة قونية والمناطق المحيطة بها، وفي بداية القرن السابع غزا الساسانيون، وحوالي منتصف هذا القرن كان الأمويون تحت قيادة معاوية في المدينة مؤقتًا، و مدينة قونية كانت للدولة البيزنطية حتى القرن 10؛ تعرضت لغارات العرب المسلمين.
دور مدينة قونية
بحلول عام 1467 ميلادي، أصبحت مدينة قونية داخل الحدود العثمانية، وهو مكان يرتاده السلاطين العثمانيين مثل يافوز سلطان سليم والسلطان سليمان القانوني ومراد الثاني، الذين قاموا برحلات استكشافية إلى الشرق، وتستمر الأنشطة العلمية والثقافية والفنية دون انقطاع، إنه مركز يجتمع فيه الشعراء والعلماء والمؤرخون والفلاسفة المشهورون، وخلال هذه الفترة تم بناء الأعمال المعمارية مثل المساجد والنوافير والمدارس وما إلى ذلك، ويعود للعصر العثماني كل من مسجد السليمية ومكتبة يوسف أغا ومسجد بيري محمد باشا ومسجد شرف الدين ومسجد كابو ومسجد حاجي فتاح ومسجد ناكيبوغلو والعزيزية وضريح الشيخ هليلي ومولانا كولي هي بعض الأعمال المعمارية في فترة.
خلال الفترة الأخيرة من العثمانيين بدأت التجديدات أيضًا في مدينة قونية من خلال حركة إعادة التنظيم، بالإضافة إلى المدارس الابتدائية ومدرسة المعلمين والمدرسة الثانوية، وتم افتتاح أول مدرسة ثانوية (idadi) في عام 1889 ميلادي، وخلال نفس السنوات تم افتتاح مدرسة قونية للفنون للخدمة من قبل الحاكم فريت باشا، وفي عام 1900 ميلادي بلغ عدد المدارس الدينية في مدينة قونية بما في ذلك المناطق 530 مدرسة.
وبحلول إعلان الجمهورية في 29 من شهر تشرين الأول في عام 1923 ميلادي، وفتح مدارس جديدة بالإضافة إلى تلك القائمة، والصحف والمجلات الجديدة تبدأ في نشرها، وكما هو الحال في جميع أنحاء البلاد يتم نقل المدارس الابتدائية والثانوية والتعليم العالي إلى إدارة الدولة، ويتم إطلاق حملات لبناء المدارس والقراءة، والمدارس التي تعلم المعلمين والمدارس الفنية، ويتم تجديد الأكاديميات وزيادتها على أساس متطلبات الدولة.
من خلال إنشاء وزارة الثقافة تم تسليم المكتبات والمتاحف إلى وزارة الثقافة، بموجب قانون حماية التراث الثقافي والطبيعي رقم 2683، و “قانون حماية التراث الثقافي والوطني، وتم تنظيم المديريات الثقافية الإقليمية لتمثيل الوزارة في جميع المقاطعات، وتم وضع الأنشطة الثقافية والفنية في شكل منظم في الفترة الجمهورية.