مدينة كييف في أوكرانيا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة كييف:

هي من أقدم المدن في أوروبا الشرقية، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 1400 سنة، كما أن لها دور كبير في تطوير حضارة السلاف الشرقيين خلال القرون الوسطى وأيضاً في دولة أوكرانيا الحديثة، كما تبدو مدينة كييف الأوكرانية اليوم كوجهة متعددة الأوجه بشكل لا يصدق، حيث تأخذ زائريها في رحلة لا تقارن بين المعالم السياحية والأماكن الأثرية ذات التصاميم المعمارية الفريدة التي تستحق الزيارة.

بالإضافة إلى أن المدينة غنية بالعديد من المتاحف، كما تضم مجموعة كبيرة من المعالم التاريخية والأثرية والمباني القديمة التي تمتاز بالفن المعماري الفريد من نوعه، كما تعد أيضاً مركزاً للعلوم والثقافة والصناعة في أوكرانيا، ولكنها قد دمرت في الحرب العالمية الثانية، وهي إحدى المدن الأربعة التي سميت باسم البطلة أثناء الحقبة السوفياتية، مدينة كييف هي عاصمة أوكرانيا الخضراء وهي موجودة على تلال بالقرب من نهر دنيبر.

تاريخ مدينة كييف:

تتمتع كييف بتاريخ طويل وغني وعاصف في كثير من الأحيان، حيث ضاعت بداياتها في العصور القديمة، كما تشير الاكتشافات الأثرية للأدوات الحجرية والعظمية وبقايا المساكن البدائية المبنية من الخشب والجلود والتراكمات الكبيرة من الماموث إلى أن المستوطنات الأولى في المنطقة المجاورة تعود إلى العصر الحجري القديم المتأخر حوالي 40.000 سنة مضت، كما في وقت مبكر من 3000 قبل الميلاد عاشت قبائل العصر الحجري الحديث المنخرطة في الزراعة وتربية الحيوانات من منتصف الألفية الخامسة إلى الثالثة قبل الميلاد في موقع كييف الحديثة.

تستمر الحفريات في الكشف عن العديد من القطع الأثرية من المستوطنات التي يرجع تاريخها إلى العصور النحاسية والبرونزية والحديدية، حيث كانت قبائل المنطقة تتاجر مع البدو الرحل في السهوب في الجنوب وكذلك مع المستعمرات اليونانية القديمة التي كانت تقع على ساحل البحر الأسود.

العام المعترف به لتأسيس كييف هو 482م، وفي عام 1982 احتفلت المدينة بالذكرى السنوية الـ 1500 لتأسيسها، ومع ذلك تشير الأدلة الأثرية إلى أن المدينة تأسست في القرن السادس أو السابع، حيث تأسست كييف من قبل ثلاثة أشقاء وهم كي وشيك وخوريف، وهم قادة قبيلة بوليانيان من السلاف الشرقيين، حيث أسس كل منهم مستوطنته الخاصة.

حيث أصبحت هذه المستوطنات مدينة كييف، التي سميت على اسم الأخ الأكبر كي، كما تم تسمية جدول صغير قريب باسم أختهم ليبد، على الرغم من أن سرد الوقائع أسطوري إلا أن هناك إشارات معاصرة إلى كييف في كتابات المؤرخين والجغرافيين البيزنطيين والألمان والعرب.

استولى الفايكنج على كييف في منتصف القرن التاسع، حيث تطورت النخبة الحاكمة السلافية الفارانجية، إذ بدأت كييف بموقعها الدفاعي الجيد على منحدرات النهر العالية وكمركز لمنطقة زراعية غنية ومجموعة من المدن السلافية المبكرة تكتسب أهمية.

كما أن حاكم نوفغورود استولى على كييف وجعلها عاصمته ومركز الدولة السلافية الشرقية الأولى، حيث ازدهرت المدينة بشكل رئيسي من خلال التجارة على طول نهر دنيبر المتجه جنوبا إلى الإمبراطورية البيزنطية والشمال عبر الحمولات إلى الأنهار المتدفقة إلى بحر البلطيق ما يسمى بالطريق من الفارانجيين إلى الإغريق أو طريق المياه، كما ذهبت التجارة أيضاً إلى بحر قزوين وآسيا الوسطى.

في عام 988  أدى إدخال المسيحية إلى كييف؛ وذلك لتعزيز أهميتها كمركز روحي لروسيا، حيث بحلول القرن الثاني عشر ووفقاً للسجلات التاريخية تم إثبات ثروة المدينة وأهميتها الدينية من خلال أكثر من 400 كنيسة، كما لا تزال كاتدرائية القديسة صوفيا وأجزاء من كييف بيتشيرسك لافرا دير الكهوف وأطلال البوابة الذهبية اليوم شاهدة على كييف في أوج روعتها.

كما اشتهرت المدينة بفنونها وفسيفساء كنائسها ولوحاتها الجدارية وحرفها في الفضة وجودة العديد من المصنوعات، كما تعد واحدة من المدن الرئيسية في أوروبا، حيث أقامت كييف علاقات دبلوماسية مع الإمبراطورية البيزنطية وإنجلترا وفرنسا والسويد ودول أخرى.


شارك المقالة: