معبد البارثينون في اليونان

اقرأ في هذا المقال


معبد البارثينون:

معبد البارثينون هو من أهم المعالم اليونانية الإغريقيةالأثرية القديمة، حيث أنه من رموز اليونان المهمة وله أهمية تاريخية وثقافية ومر بالعديد من الأحداث جعلته يرمز دائما لليونان، كما أنه واحد من مواقع التراث العالمي لليونسكو، معبد البارثينون هو جوهرة العقد في العمارة اليونانية القديمة ودرة الأثار الإغريقية بذلك الموقع الفريد الذي يحتله فوق قمة الأكروبوليس، يجعل كل زائر في المدينة ينظر دائما إلى أعلى كي يتمكن فقط من مشاهدة الأثر الفني الفريد.

أين يقع معبد البارثينون؟

معبد البارثينون الذي يعتبر من أهم الأثار في العالم وأفضل المعالم الإغريقية القديمة، يقع في اليونان في مدينة أثينا، ويعتبر من أقدم المعابد، كما أنه يقع فوق جبل الأكروبوليس.

نبذة عن معبد البارثينون وتاريخه:

معبد البارثينون هذا المعبد الأثري التاريخي الذي تم تأسيسه عام 438 قبل الميلاد الذي قام ببناءه الإغريق لتحية الإلهة التي قامت بحماية المدينة خلال الغزو الفارسي، حيث تم بناءه على أنقاض معبد هيكاتومبيدون في القرن السادس، والذي دمره الفرس عام 480 قبل الميلاد، يعتبر البارثينون واحد من أفضل نماذج العمارة الإغريقية أو اليونانية القديمة، وقد صممه ونفذه المهندسان الإغريقيان اكتينوس وكاليكراتس، وتم تكريسه للإلهة أثينا.

معبد البارثينون حيث أنه في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر كان يسمى معبد مينرفا وهو الاسم الروماني لأثينا، كما أنه في عام 500 تم تحويل المعبد إلى كنيسة، ولكن بعد انتهاء الغزو العثماني تم تحويله إلى مسجد عام 1460 وتعرض لتدمير عظيم عام 1687 بعد أن اشتعل مخزن للذخيرة العثمانية فيه بعد محاولات سكان البندقية استعادة اليونان، حيث أن بين عامي 1801 و 1803 باع توماس بروس التماثيل المتبقية وغيرها من المصنوعات اليدوية إلى المتحف البريطاني في لندن، وقد أرسلت الكثير من التماثيل التي كانت موجودة فيه إلى بريطانيا عام 1816 للحفاظ عليها، ولكن تحاول اليونان استعادتها منذ عام 1983.

معبد البارثينون يعود سبب تسميته بهذا الاسم إلى احتواء المعبد على غرفة خاصة للمرأة غير المتزوجة وكان يطلق على هذه الغرفة اسم البارثينون وبقيت فترة من الزمن إلى أن توسع الأسم لباقي أجزاء المعبد. وقد استخدمت في المعبد الكثير من أنواع العمارة غير التقليدية والتي تتمثل في الأعمدة الشاهقة وزيادة قطرها والزخارف والتماثيل التي تزينه لتجعل كل قطعة فيه تحفة معمارية مستقلة بحيث يصدق القول أنه تحفة معمارية مثالية.

بالإضافة إلى أن معبد البارثينون في البداية كان يضم أعمدة تحيط بالمعبد بأكمله مع وجود 8 أعمدة في الواجهة الرئيسية و 17 عمود على كل جانب، حيث تم بناءه من الرخام الغني بالحديد وتم أخذه من جبل بنتليكوس، حيث بلغ طول المعبد الكبير 70 متراً وعرضه 30 متراً، وتصطف فوقه مجموعة من المنحوتات التي تمثل المعارك الأسطورية الشهيرة بين اللابثيين والقناطير وبين الآلهة وسلالة العمالقة وبين الغريق والأمازونيات، وأيضا منحوتات تمثل الكهنة والوصيفات والفرسان على ظهور الخيل في الموطب السنوي الذي كان يتم الاحتفال فيه بالإلهة أثينا.

معبد البارثينون الذي تم بناءه بالرخام من الجبل وذلك لحفظ تمثال أثينا التاريخي الهائل المصنوع من الذهب والعاج والذي يبلغ طوله حوالي 12 متر، حيث أن النحات فيدباس هو من قام بتصميم التمثال الرائع. يتم حاليًا ترميم البارثينون وبالتالي فهو محاط بالسقالات والرافعات، وسيتم الانتهاء من أعمال الترميم هذا العام 2020 حسب تصريحات الحكومة اليونانية.

الهندسة المعمارية لمعبد البارثينون:

معبد البارثينون الأثري الرائع تم بناءه بشكل كلاسيكي على الطراز اليوناني الدوري ما يعني أن أعمدته بها عواصم بسيطة وأعمدة مخططة ولا توجد قواعد، حيث يوجد ثمانية من هذه الأعمدة على طرفي المبنى وسبعة عشر عمودًا ممتدة على جانبيها، ويُحسب في الواقع أنه إذا كان بإمكانك رسم خط مستقيم من مركز كل عمود لأعلى مسافة ميل واحد في السماء فإن الأعمدة ستجتمع معًا وتلامس بعضها البعض.

معبد البارثينون الذي خالف كل المعابد الإغريقية باحتوائه عل أربعة أقسام بالرغم أن المعابد الأخرى تحتوي على ثلاثة أقسام فقط، وهي:

  • المدخل الذي يحمله ستة من الأعمدة.
  • الجزء المقدس الذي يوجد فيه تمثال أثينا.
  • المكان الذي يحتوي على غرف الهدايا المقدمة للمعبد.
  • وأخيراً الجزء الذي يوجد في الجهة الخلفية من المعبد وهو يشبه الجزء الأول في الفن المعماري.

منحوتات البارثينون:

معبد البارثينون الغني بالمنحوتات الرخامية الرائعة التي تحاكي الأساطير اليونانية القديمة، حيث أنه يوجد ثلاثة أنواع من النحت المعماري الموجود في المعبد وهي:

  • النحت داخل الأورقة الذي يمتد للأعلى في جميع الجهات الأربعة ويعرف بنحت الإفريز (المنحوت بالحفر المنخفض).
  • النحت فوق العتبة التي تقع فوق الأعمدة الموجودة خارج المعبد ويعرف باسم المنحوتة بالحفر البارز وهو الذي ينحت على نفس مستوى الإفريز.
  • النحت الذي يكون بالشكل الدائري وهي التي تملأ التماثيل المنحوتة المثلثة في كل الأطراف.

ولكن عند تم السيطرة على الأكروبوليس من قبل سكان مدينة البندقية أحدث ضرر كبير في محاولة لإزالة المنحوتات من المنحدر الغربي، وهي معروفة الآن فقط من خلال الرسومات التي تم إجراؤها في عام 1674 من قبل فنان من المحتمل أن يُعرف باسم جاك كاري.

حقل الرخام من البارثينون:

معبد البارثينون حيث استخدم حوالي اثنين وتسعين حقل من الرخام في الزخرفة والنحت والتي تبين أحداث معركة أسطورية، حيث أن الجهة الجنوبية من المعبد كانت تمثل أحداث من تصور لابيث البشرية في قتال مميت مع قنتورس، حيث كان القنطور جزءاً من رجل وجزءاً من حصان، وبالتالي كان لديهم جانب مدني ووحشي لطبيعتهم، كما أن شاب لابيث يحمل القنطور من الخلف بيد واحدة، بينما يستعد لتوجيه ضربة باليد الأخرى، التركيبة متوازنة تمامًا، حيث يسحب الأبطال في اتجاهات متعاكسة، حول مساحة مركزية مملوءة بطيات متتالية من عباءة لابيث.

تمثال أثينا الذي يوجد في معبد البارثينون هو من المعالم الأثرية الرائعة فيه، حيث أن هذا التمثال يعبر عن قوة وثروة أثينا، كما أن معبد البارثينون تعود تسميته بسبب ذلك التمثال أثينا بارثينوس والتي تعني أثينا العذراء، وهو تمثال ضخم من الذهب والعاج أنشأه فيدياس، الذي يفترض أنه المشرف العام على برنامج البناء بأكمله، من أجل الغرفة الرئيسية في البارثينون، يبدو أن التمثال كان طوله أكثر من 12 متراً، كانت أجزاء جسدها المرئية مصنوعة من العاج، ولباسها ودرعها ومجوهراتها من الذهب حوالي 40 إلى 44 وزنة من الذهب، وبالتالي ارتدت أثينا على جسدها مبلغًا هائلاً وكانت أكبر الأصول المالية للمدينة.


شارك المقالة: