ما لا تعرفه عن نهر السند

اقرأ في هذا المقال


ما هو نهر السند؟

إن نهر السند ويعني باللغة الانجليزية (Indus River) هو أحد الأنهار الأساسية التي تصب في باكستان، حيث يجري النهر من غرب التبت في الصين وشمال الهند وجامو وكشمير الذي يتم النزاع عليها، وكما يعتبر نهر السند أكبر نهر في باكستان، كما أنه كان يُسمَّى في الشعر الهندي القديم باسم النهر الملك، ويُعد أيضاً مصدر لأكبر نظام ري في العالم.
كما يتجه في جريانه باتجاه الغرب والجنوب الغربي لمسافة تصل إلى 2.897 كيلومتر، وينتهي داخل بحر العرب بكثير من المصبات، حيث يُوجد العديد من هذه القنوات داخل وادي نهر السند، وقد ساعدت تجزئة الهند للباكستان المجال من أجل الحصول على أغلب مياه حوض نهر السند، حيث تمتد السدود التي تم بنائها على طول هذا النهر لتصل إلى المناطق التي تحيط به بالماء، وتضم هذه السدود سد تاربيلا، كما أنه يعد في المرتبة الثالثة من حيث الحجم في العالم. 
كما أن اسم هذا النهر تم اشتقاقه من اللفظ الإقليمي الذي يعني (نهر) (وهي سندو)، حيث قام الفُرس بتحويلها إلى كلمة (هندو)، ثم قاموا بعد ذلك بإطلاقها على كل الهند الشمالية في كلمتهم وهي (هندوستان) وتعني (بلاد الأنهار)، ومن هذه الكلمة الفارسية (هندو) قام الإغريق الغزاة بنحت كلمة (الهند) وهي التي بقيت لنا إلى الوقت الحالي.

وصف نهر السند:

إن نهر السند يبدأ منبعه من الجهة الجنوبية الغربية لهضبة التبت، ويكون على بعد يصل إلى 5500 متر تقريباً متجهاً باتجاه الشمال الغربي، حيث يمر عبر جبال الهيمالايا، حتى يدخل الهند من جهة الشمال عند أول جبال قرة قورم، ويدخل بعد ذلك إلى الباكستان الشمالية من إقليم جامو وكشمير، وبعد ذلك يأخذ وجهته إلى الجنوب الغربي باتجاه بحر العرب، فيقوم بصب مياهه بحوض تصل مساحته تقريباً مليون كيلومتر مربع، بعد أن يكون قد قطع مسافة تصل إلى 3168 كم تقريباً.
وقبل المكان الذي يصب النهر فيه بحوالي 175 كيلومتر، تكون بداية دلتا نهر السند، وذلك يكون مباشرة بعد مدينة كوتري، حيث أنه يقوم بصب مياهه داخل البحرعن طريق 7 فروع تمتد بحوالي 160 كيلومتر، حيث تم تقدير مساحة الدلتا بحوالي 8000 كيلومتر مربع، وعند جزئها الغربي المطل على بحر العرب تقع أكبر مدن باكستان (كراتشي).
يستقبل نهر السند مياه روافد كثيرة، فهو يقوم باستقبل مياه خمسة أنهار من الناحية الشرقية، تقع في الجزء الشرقي من باكستان، ويمتد جزء منها في الهند وكشمير، وهذه الأنهار هي كل من: (جيلوم وشيناب ورافي وبياس وسوتلج)، كما يستقبل مياه ثلاثة أنهار غربية أساسية، هي كابول (من أفغانستان)، حيث يمر في كل من العاصمة الأفغانية، كورام، لوني.
ولوقوع مجرى النهر في الأقاليم شبه المدارية والمدارية الموسمية، وبسبب ارتفاع حوضه الأعلى والأوسط، فقد اختلفت أنظمة جريانه في أجزائه الثلاثة: ففي القسم الأعلى الجبلي، حيث يوجد الثلج والحرارة المنخفضة، فإن الشح يكون خلال فصل الشتاء، والجريان الأعظم في النصف الثاني من فصل الربيع وبداية فصل الصيف.
أمَّا داخل الأوسط أي (الجبال المتوسطة)، فإن الحرارة تكون أكثر ارتفاعاً، والجريان الأكبر يحدث خلال فصل الربيع، أمَّا في القسم الأدنى السهلي، فإن التغذية مائية من هطول الأمطار الموسمية أثناء فصل الصيف، لذا يكون الجريان الأكبر صيفاً وأقله خلال فصل الشتاء، وتم تقدير الصبيب المتوسط للنهر عند مدينة حيدر أباد بحوالي (3850م3/ثا)، ويرتفع الرقم خلال وقت الفيضان الصيفي إلى أكثر من 30 ألف (م3/ثا)، كما يرتفع مستوى الماء في النهر إلى حوالي 6 أو 7م.
غير أنه في قاع النهر ينخفض الصبيب بشكل كبير (بضع مئات الأمتار المكعبة في الثانية)؛ نتيجة لعملية التبخر الشديدة ولارتفاع الحرارة وبسبب تحويل قسم كبير من مياه النهر إلى الأراضي الزراعية، من خلال مجموعة من السدود التي تروي حوالي 12 مليون هكتار داخل الباكستان والهند، وفي بعض أعوام الجفاف الشديد ينقطع جريان النهر في أدنى مجراه القريب من مصبه.
ومن أجل تفادي أضرار الفيضانات التي تكون نتيجة الأمطار الموسمية في الأجزاء السهلية داخل إقليم السند، فقد أقيمت حواجز صخرية وترابية، كي لا تغطي المياه السهول الزراعية، وقد أصبح النهر أَقل أهمية بوصفه طريقاً تجارياً، وذلك عندما شيدت خطوط السكك الحديدية على طول وادي السند خلال سنة 1878 ميلادي، واليوم أصبحت كمية كبيرة من ماء النهر يسحب من أجل الري ولا يتبقى به إلا ما يسمح للمراكب الصغيرة باستخدامه.


شارك المقالة: