نهر هدسون

اقرأ في هذا المقال


ما هو نهر هدسون؟

نهر هدسون هو نهر طوله 315 ميلاً (507 كم) يتدفق من الشمال إلى الجنوب بشكل أساسي عبر شرق نيويورك في الولايات المتحدة، حيث ينبع النهر من جبال آديرونداك في شمال ولاية نيويورك، ويتدفق جنوباً عبر وادي هدسون إلى خليج نيويورك العلوي بين مدينة نيويورك وجيرسي سيتي، ويصب في نهاية المطاف في المحيط الأطلسي في ميناء نيويورك، كما يخدم النهر كحدود سياسية بين ولايتي نيو جيرسي ونيويورك في نهايته الجنوبية، وفي أقصى الشمال فإنه يمثل الحدود المحلية بين العديد من مقاطعات نيويورك.

إن النصف السفلي من النهر عبارة عن مصب للمد والجزر أعمق من المسطح المائي الذي يتدفق إليه، ويحتل مضيق هدسون وهو مدخل تشكل خلال الفترة الأخيرة من التجلد في أمريكا الشمالية، والذي يقدر بنحو 26000 إلى 13300 عام. تؤثر مياه المد والجزر على تدفق هدسون من أقصى الشمال حتى مدينة تروي، فقد تمت تسمية النهر على اسم هنري هدسون وهو رجل إنجليزي يبحر لصالح شركة الهند الشرقية الهولندية، والذي اكتشفه عام 1609 وسُمّي أيضاً باسم خليج هدسون في كندا.

كان المستكشف الإيطالي جيوفاني دا فيرازانو قد لاحظه سابقاً وهو يبحر للملك فرانسيس الأول ملك فرنسا في عام 1524، حيث أصبح أول أوروبي معروف بدخوله أعلى خليج نيويورك لكنه اعتبر النهر مصباً، كما أطلق الهولنديون على النهر اسم نهر الشمال ونهر ديلاوير المُسمَّى (بالنهر الجنوبي) وشكل العمود الفقري للمستعمرة الهولندية نيو نذرلاند، وتجمعت مستعمرات المستعمرة حول نهر هدسون وأدت أهميتها الإستراتيجية كبوابة إلى الداخل الأمريكي إلى سنوات من المنافسة بين الإنجليز والهولنديين للسيطرة على النهر والمستعمرة.

خلال القرن الثامن عشر كان وادي النهر وسكانه موضوعاً وإلهاماً لواشنطن إيرفينغ أول مؤلف أمريكي مشهور عالمياً، ففي القرن التاسع عشر ألهمت المنطقة مدرسة نهر هدسون لرسم المناظر الطبيعية، وهو أسلوب رعوي أمريكي بالإضافة إلى مفاهيم البيئة والبرية، وكان (Hudson) أيضاً المنفذ الشرقي لقناة إيري، والتي أصبحت عند اكتمالها في عام 1825 شرياناً مهما للنقل في أوائل القرن التاسع عشر للولايات المتحدة.

ممر النهر:

مصدر نهر هدسون هو بحيرة دموع الغيوم في حديقة آديرونداك على ارتفاع 4322 قدماً (1317 متراً)، ومع ذلك لا يُطلق على النهر من حيث الخرائط اسم نهر هدسون حتى أميال في اتجاه مجرى النهر، ويُطلق على النهر اسم (Feldspar Brook) حتى التقائه بنهر (Opalescent) ثم يُطلق عليه اسم نهر (Opalescent) حتى يصل النهر إلى (Calamity Brook)، ويتدفق جنوباً من مخرج بحيرة هندرسون، ومن تلك النقطة فصاعداً يُعرف الجدول من ناحية رسم الخرائط بنهر هدسون، حيث تستخدم هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) هذا التعريف الخرائطي. 

أطول منبع لنهر هدسون كما هو موضح في خرائط هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية الأكثر تفصيلاً هو (نهر أوبالسينت) على المنحدرات الغربية لجبل ليتل مارسي، والذي نشأ على بعد ميلين شمال بحيرة دموع الغيوم وعدة أميال عبر الأراضي المتدفقة إلى نهر هدسون، وميل أطول من (Feldspar Brook) الذي يتدفق من تلك البحيرة في جبال (Adirondack)، ومع ذلك فإن الثقافة الشعبية والاتفاقية تستشهد في كثير من الأحيان بفوتوجيك ليك دموع الغيوم كمصدر، وباستخدام أسماء الأنهار، كما تظهر على الخرائط يتدفق (Indian Pass Brook) إلى بحيرة هندرسون ويتدفق المخرج من بحيرة هندرسون شرقاً ويلتقي بالجنوب الغربي المتدفق (Calamity Brook).

التقاء النهرين هو المكان الذي تبدأ فيه الخرائط في استخدام اسم نهر هدسون، وإن جنوب مخرج بحيرة سانفورد يتدفق نهر أوبالسينت إلى نهر هدسون، ثم يتدفق نهر هدسون جنوباً ليأخذ بيفر بروك ومخرج بحيرة هاريس، وبعد التقائه بالنهر الهندي يشكل نهر هدسون الحدود بين مقاطعتي إسيكس وهاملتون، وفي قرية نورث ريفر يتدفق نهر هدسون بالكامل في مقاطعة وارن ويأخذ نهر شروون، وإلى الجنوب يشكل النهر الحدود بين مقاطعتي وارين وساراتوجا، ثم يأخذ النهر نهر (Sacandaga) من بحيرة (Great Sacandaga).

بعد ذلك بوقت قصير يغادر النهر منتزه (Adirondack) ويتدفق تحت الطريق السريع 87 وعبر (Glens Falls) جنوب بحيرة جورج مباشرة، على الرغم من عدم تلقي تدفق مجرى من البحيرة وبعد ذلك يمر عبر شلالات هدسون، وفي هذه المرحلة يشكل النهر الحدود بين مقاطعتي واشنطن وساراتوجا، ويبلغ ارتفاع النهر هنا 200 قدم (61 م)، جنوباً في حصن إدوارد يصل النهر إلى نقطة التقاءه مع قناة شامبلين، والتي كانت توفر تاريخياً حركة مرور بالقوارب بين مدينة نيويورك ومونتريال وبقية شرق كندا عبر نهر هدسون وبحيرة شامبلين وممر سانت لورانس البحري.

إلى الجنوب من نهر هدسون يأخذ المياه من نهر باتن كيل وفيش كريك بالقرب من شويلرفيل، ثم يشكل النهر الحدود بين مقاطعتي ساراتوجا ورينسيلير، ثم يدخل النهر في قلب منطقة العاصمة، حيث يأخذ الماء من نهر (Hoosic) الذي يمتد إلى ماساتشوستس، وبعد ذلك بوقت قصير يلتقي النهر بنهر الموهوك أكبر رافد لنهر هدسون في ووترفورد، ثم يصل النهر إلى السد الفيدرالي في طروادة مؤشراً على احتجاز النهر، وعلى ارتفاع 2 قدم (0.61 م) يمثل الجزء السفلي من السد بداية تأثير المد والجزر في نهر هدسون وكذلك بداية انخفاض نهر هدسون.

جنوب السد الفيدرالي يبدأ نهر هدسون في التوسع بشكل كبير، حيث يدخل النهر إلى وادي هدسون ويتدفق على طول الضفة الغربية لألباني والضفة الشرقية لرينسيلير، ويعبر الطريق السريع 90 نهر هدسون إلى ألباني في هذه المرحلة من النهر، ثم يغادر (Hudson) منطقة العاصمة ويشكل الحدود بين مقاطعتي (Greene) ،(Columbia)، ثم يلتقي مع التقاء شوداك كريك ويتسع بشكل كبير في هذه المرحلة، وبعد تدفق نهر هدسون يشكل النهر الحدود بين مقاطعات أولستر وكولومبيا ومقاطعات أولستر ودوتشيس ويمر جيرمانتاون وكينغستون.

تلتقي قناة ديلاوير وهدسون بالنهر في هذه المرحلة، ويتدفق النهر بعد ذلك من هايد بارك المقر السابق لفرانكلين دي روزفلت وإلى جانب مدينة بوكيبسي يتدفق تحت الممشى فوق جسر هدسون وجسر ميد هدسون، فبعد ذلك يمر (Hudson) عبر (Wappingers Falls) ويأخذ (Wappinger Creek)، ثم يشكل النهر الحدود بين مقاطعات أورانج ودوتشيس، ويتدفق بين نيوبورج وبيكون وتحت جسر نيوبورج بيكون، ويأخذ فيشكيل كريك وفي هذه المنطقة بين (Gee’s Point) في الأكاديمية العسكرية الأمريكية وكونستيتيوشن آيلاند المنطقة المعروفة باسم (نهاية العالم) تمثل أعمق جزء من نهر هدسون على ارتفاع 202 قدماً (62 متراً). 

بعد ذلك بوقت قصير يدخل النهر مرتفعات هدسون بين مقاطعات بوتنام وأورانج ويتدفق بين الجبال مثل (Storm King Mountain) ،(Breakneck Ridge) ،(Bear Mountain)، حيث يضيق النهر هنا بشكل كبير قبل أن يتدفق تحت جسر (Bear Mountain Bridge) الذي يربط بين مقاطعتي (Westchester) ،(Rockland)، بعد ذلك بعد مغادرة مرتفعات هدسون يدخل النهر خليج هافرسترو وهو أوسع نقطة في النهر بعرض 3.5 ميل (5.6 كم)، وبعد ذلك بوقت قصير يشكل النهر (Tappan Zee) ويتدفق تحت جسر (Tappan Zee) الذي يحمل طريق ولاية نيويورك (Thruway) بين (Tarrytown) ،(Nyack) في مقاطعتي (Westchester) ،(Rockland) على التوالي.

على خط الولاية مع نيو جيرسي تدخل الضفة الغربية لنهر هدسون مقاطعة بيرغن، حيث أن الحواجز هي منحدرات صخرية كبيرة على طول الضفة الغربية للنهر، ويُعرف أيضاً باسم بيرغن هيل عند الطرف السفلي في مقاطعة هدسون إلى الجنوب من الضفة الشرقية للنهر تصبح يونكرز ثم حي ريفرديل في برونكس في مدينة نيويورك، ففي جنوب ملتقى خور هدسون وسبويتن دوفيل تصبح الضفة الشرقية للنهر مانهاتن، ولا يزال يُسمَّى النهر أحياناً بالنهر الشمالي في هذه المرحلة، ويعبر جسر جورج واشنطن النهر بين فورت لي وحي واشنطن هايتس في مانهاتن، كما يعبر نفق لينكولن ونفق هولاند أيضاً تحت النهر بين مانهاتن ونيوجيرسي، وفي جنوب البطارية ينتهي النهر الصحيح ويلتقي بالنهر الشرقي ليشكل خليج نيويورك العلوي والمعروف أيضاً باسم ميناء نيويورك، حيث يستمر تدفقها عبر المضيق بين بروكلين وجزيرة ستاتن تحت جسر فيرازانو وإلى أسفل خليج نيويورك والمحيط الأطلسي.

أنشطة النهر:

بارك لاند تحيط بمعظم نهر هدسون، حيث تشمل المتنزهات البارزة منتزه باتري بارك ومتنزه ليبرتي ستيت عند مصب النهر  ريفرسايد بارك في مانهاتن وكروتون بوينت بارك وحديقة بير ماونتن الحكومية وستورم كينج ستيت بارك ومرتفعات هدسون ومنتزه بحيرة مورو ومصدره في منطقة هاي بيكس البرية، كما يحتوي جسر (New Tappan Zee) بين مقاطعتي (Westchester) ،(Rockland) على مسار للمشاة وركوب الدراجات يغطي مسافة حوالي 3.6 ميل، ويوجد مسار آخر للمشاة والدراجات في الشمال بين مقاطعتي دوتشيس وأولستر (Walkway Over the Hudson) الذي يبلغ طوله في اتجاه واحد 1.2 ميل.

يُسمح بالصيد في النهر على الرغم من أن وزارة الصحة بالولاية توصي بعدم تناول الأسماك التي يتم صيدها من سد ساوث جلينز ​​فولز إلى السد الفيدرالي في تروي، فلا يُنصح النساء دون سن الخمسين والأطفال دون سن الخامسة عشرة بتناول أي سمكة يتم صيدها جنوب سد بالمر فولز في كورينث، بينما يُنصح البعض الآخر بتناول ما بين وجبة إلى أربع وجبات في الشهر من أسماك نهر هدسون اعتماداً على الأنواع والموقع الذي تم صيده، وتستشهد وزارة الصحة بالزئبق وثنائي الفينيل متعدد الكلور والديوكسين والكادميوم كمواد كيميائية تؤثر على الأسماك في هذه المناطق، حيث تشمل الأنواع المحلية الشائعة التي يتم صيدها بشكل ترفيهي سمك القاروص المخطط (الذي كان من الأنواع التجارية الرئيسية في السابق والذي يتم أخذه بشكل قانوني من قبل الصيادين فقط) وسمك السلور وسمك السلور الأبيض والثيران البني والفرخ الأصفر والجثم الأبيض، كما تحظى أسماك الارجموث وسمولماوث غير الأصلية بشعبية كبيرة، وتعمل كمحور لمسابقات صيد الأسماك وإطلاقها.


شارك المقالة: