أهداف علاج وتأهيل الإصابات الرياضية

اقرأ في هذا المقال


بعد إصابة اللاعب أثناء ممارسة الرياضة تكون هناك مراحل تأهيل؛ وذلك من أجل تمكين اللاعب على العودة مرة أخرى إلى ممارسة النشاط الرياضي.

أهداف علاج وتأهيل الإصابات الرياضية

يمكن أن يكون للإصابات العضلية الهيكلية آثار ضارة فورية وهامة على الوظيفة، حيث أنه عندما يعاني الفرد أو يُحتمل أن يعاني من قيود في الأداء اليومي بسبب الشيخوخة أو حالة صحية، بما في ذلك الأمراض المزمنة أو الاضطرابات أو الإصابات أو الصدمات، يكون هناك حاجة إلى مجموعة من التدخلات، حيث أن إعادة التأهيل تمكن الأفراد من جميع الأعمار من الحفاظ على أنشطة حياتهم اليومية أو العودة إليها، والوفاء بأدوار حياتية ذات مغزى وتعظيم رفاهيتهم.

كما يمكن أن تكون هذه الإصابات أولية (بسبب تلف الأنسجة المباشر) أو ثانوية (بسبب انتقال القوى أو إطلاق الوسطاء الالتهابيين والسيتوكينات الأخرى)، كما أن إصابات الصدمات الدقيقة هي إصابات مزمنة تنتج عن الإفراط في استخدام بنية مثل العضلات أو المفاصل أو الأربطة أو الأوتار، وهذا النوع من الإصابات أكثر شيوعًا في الرياضات مثل السباحة وركوب الدراجات والتجديف، حيث يجب أن تبدأ عملية إعادة التأهيل في أقرب وقت ممكن بعد الإصابة وتشكل سلسلة متصلة مع التدخلات العلاجية الأخرى، كما يمكن أن يبدأ أيضًا قبل الجراحة أو بعدها مباشرة عندما تتطلب الإصابة تدخلًا جراحيًا.

خطة إعادة التأهيل

يجب أن تأخذ خطة إعادة التأهيل في الاعتبار حقيقة أن هدف المريض (الرياضي) هو العودة إلى نفس النشاط والبيئة التي حدثت فيها الإصابة، كما يجب أن تكون القدرة الوظيفية بعد إعادة الشفاء هي نفسها إن لم تكن أفضل عما كانت عليه قبل حصول الإصابة، كما أن الهدف الأخير لعملية إعادة التأهيل هو الحد من مدى الإصابة، وتقليل أو عكس الضعف والفقدان الوظيفي، ومنع المشاكل أو تصحيحها أو القضاء عليها تمامًا.

نهج متعدد التخصصات

تتم إدارة إعادة تأهيل الرياضي المصاب من قبل فريق متعدد التخصصات مع طبيب يعمل كقائد ومنسق للرعاية، حيث يضم الفريق على سبيل المثال أطباء رياضيين وأطباء فيزيائيين (ممارسي طب إعادة التأهيل) وأخصائي تقويم العظام وأخصائي العلاج الطبيعي، وعاملي إعادة التأهيل والمربين البدنيين والمدربين والمدربين الرياضيين وعلماء النفس وخبراء التغذية، حيث يعمل فريق إعادة التأهيل بشكل وثيق مع الرياضي والمدرب لتحديد أهداف إعادة التأهيل، ومناقشة التقدم الناتج عن التدخلات المختلفة وتحديد الإطار الزمني لعودة الرياضيين إلى التدريب والمنافسة.

كما أن التواصل عامل حيوي حيث يمكن أن يؤدي إلى التواصل القليل بين مقدمي الرعاية الطبية ومتخصصي القوة والتكييف، والمدربين إلى إبطاء أو منع الرياضيين من العودة إلى كامل قدراتهم وارتفاع مخاطر إصابات جديدة وحتى إصابات أكثر تدميراً.

المبادئ الأساسية في عملية إعادة التأهيل بعد الإصابة الرياضية

1. تجنب التفاقم

من المهم عدم تفاقم الإصابة أثناء عملية إعادة التأهيل، كما قد تؤدي التمارين العلاجية إذا تم إجراؤها بشكل غير صحيح أو بدون حكم جيد إلى تفاقم الإصابة.

2. التوقيت

يجب أن يبدأ جزء التمرين العلاجي من برنامج إعادة التأهيل في أسرع وقت ممكن، أي بمجرد حدوثه دون التسبب في تفاقم الحالة، حيث أنه كلما أسرع المرضى في بدء جزء التمرين من برنامج إعادة التأهيل، كلما تمكنوا من العودة إلى النشاط الكامل في أسرع وقت، وبعد الإصابة فإن الراحة ضرورية ولكن الراحة الزائدة يمكن أن تضر بالشفاء، ومع ذلك يمكن للرياضيين إراحة الجزء المصاب فعليًا من الجسم وتشغيل بقية الجسم، وغالبًا ما يشار إليها باسم “الراحة النسبية”.

3. الامتثال

بدون مريض متوافق لن ينجح برنامج إعادة التأهيل، ولضمان الامتثال من المهم إبلاغ المريض بمحتوى البرنامج والمسار المتوقع لإعادة التأهيل، كما أن تحديد الأهداف وإشراك الرياضيين في صنع القرار يعمل كعامل دافع لمواصلة عملية إعادة التأهيل، وبالتالي فإن الأهداف التي تعمل كعامل محفز تزيد من الجهد للوصول إلى الهدف، وبالتالي تزيد التركيز والتحمل والتوجيه للرياضيين للاستمرار، وهو جزء مهم من إعادة التأهيل بعد الإصابة.

4. التفرد

كل شخص يستجيب بشكل مختلف لإصابة وبرنامج إعادة التأهيل اللاحق، وذلك على الرغم من أن الإصابة قد تبدو متشابهة في نوعها وشدتها مثل إصابة أخرى إلا أن الاختلافات التي لا يمكن اكتشافها يمكن أن تغير استجابة الفرد لها، حيث تؤثر الفروق الفسيولوجية والكيميائية الفردية بشكل عميق على استجابات المريض المحددة للإصابة.

5. اتباع تسلسل محدد

يجب أن يتبع برنامج التمرين العلاجي سلسلة محددة من الأحداث، حيث يتم تحديد هذا التسلسل المحدد من خلال استجابة الشفاء الفسيولوجية للجسم.

6. الشدة

يجب أن يتحدى مستوى شدة برنامج التمرين العلاجي المريض والمنطقة المصابة ولكن في نفس الوقت يجب ألا يسبب تفاقم الحالة، كما إن معرفة متى يجب زيادة الشدة دون إرهاق الإصابة يتطلب مراقبة استجابة المريض والنظر في عملية الشفاء، كما أنه من المهم أن تظل المناطق غير المصابة من الجسم مضبوطة بدقة، وهذا يعني الحفاظ على نظام القلب والأوعية الدموية عند مستوى ما قبل الإصابة والحفاظ على نطاق الحركة والقوة والتنسيق والتحمل العضلي للأطراف والمفاصل غير المصابة.

كما يجب أن يكون الجسد كله هو محور برنامج إعادة التأهيل وليس فقط المنطقة المصابة، حيث إن تزويد المريض ببرنامج للحفاظ على المناطق غير المعنية في حالة الذروة، بدلاً من مجرد إعادة تأهيل المنطقة المصابة، حيث سيساعد في إعداد المريض جسديًا ونفسيًا بشكل أفضل عندما يتم إعادة تأهيل المنطقة المصابة بالكامل.

المكونات الأساسية التي يجب تضمينها في جميع برامج إعادة التأهيل الناجحة

1. إدارة الألم

الأدوية هي الدعامة الأساسية لعلاج الرياضي المصاب سواء من حيث تخفيف الآلام أو خصائص الشفاء، حيث يوصى باستخدامها بحكمة مع مراعاة المخاطر والآثار الجانبية بالإضافة إلى الفوائد المحتملة، والتي تشمل تخفيف الآلام والعودة المبكرة للعب، حيث تلعب الأساليب العلاجية دورًا صغيرًا ولكنه مهم في إعادة تأهيل الإصابات الرياضية، حيث قد تساعد في تقليل الألم والوذمة للسماح لبرنامج إعادة التأهيل القائم على التمرين بالمضي قدمًا.

ومن خلال فهم الأساس الفسيولوجي لهذه الطرق يمكن اتخاذ خيار علاج آمن ومناسب، ولكن فعاليته ستعتمد في النهاية على استجابة اللاعب الفردية والشخصية للتأهيل.

2. إعادة التأهيل الوظيفي

يجب أن تأخذ جميع برامج إعادة التأهيل في الحسبان وتعيد إنتاج الأنشطة والحركات المطلوبة عندما يعود الرياضي إلى الميدان بعد الإصابة، كما أن الهدف من برامج إعادة التأهيل القائمة على الوظيفة هو عودة الرياضي إلى الوظيفة الرياضية المناسبة، حيث أن الوظيفة الرياضية المثلى هي نتيجة الحركات الفسيولوجية، والتي تنتج حركات ومواقف ميكانيكية حيوية محددة باستخدام هياكل مناسبة لتوليد القوى والحركات السليمة.


شارك المقالة: