أهمية التوجيه النفسي في عمليات استعادة الشفاء بعد ممارسة النشاط البدني

اقرأ في هذا المقال


يجب على الرياضي العمل على ممارسة الأنشطة البدنية ضمن الخطوات الفنية والتعليمية الصحيحة؛ وذلك من أجل أن لا يرتكب أخطاء فنية في التدريب أو المنافسات.

أهمية التوجيه النفسي في عمليات استعادة الشفاء بعد ممارسة النشاط البدني

عند إعطاء أهمية للاستراحة النشطة باعتبارها عاملاً يزيد من كفاءة استعادة العمليات، لا ينبغي عدم تقويم الاستراحة الخاملة (السلبية)، بالإضافة إلى ذلك فإن التأثير التنبيهي للاستراحة النشطة لا يظهر في جميع الحالات، فمثلاً في ظروف زيادة التعب تنخفض كفاءة الاستراحة النشطة، كما أن التطبيق الرياضي غني بأمثلة عديدة فحيث يكون الرياضيون قد أوقفوا تدريباتهم مؤقتاً  لسبب ما كالمرض أو الإصابة وغير ذلك، وعند عودتهم للتدريب تحسنت نتائجهم بصورة ملحوظة.

كما أنه بعد العودة للوحدات التدريبية أظهر الرياضيون نتائج اعتيادية وبقى عدد من الحالات أرقاماً قياسية بالنسبة لهم، ويزداد التصور بأنه يمكن زيادة كفاءة الأداء الرياضية التي تلاحظ بعد فترة استراحة خاملة طويلة بدون تدريب؛ بما يؤدي إلى رفع التعب المتجمع في أشكال مختلفة.

وبموجب التصورات الحديثة فإن النوم عبارة عن حالة غير متجانسة حيث هناك مرحلتان من النوم، المرحلة البطيئة والسريعة وهما يتعاقبان 4_ 5 مرات خلال الليل، ففي حالة المرحلة البطيئة يظهر في مخطط الدماغ الكهربائي موجات بطيئة ويصبح التنفس أبطأ وضربات القلب أقل، كما ينخفض الضغط الشرياني ويتباطأ جريان الدم وخاصة في تلك الأعضاء الحيوية المهمة كالمخ والكبد والكلي، ويهبط تبادل المواد وتنخفض درجة حرارة الجسم، وتسترخي العضلات بصورة كاملة.

وأما في حالة المرحلة السريعة فتظهر تيارات حيوية تشبه تلك التيارات التي تحدث في حالة الانتعاش، وتتسم هذه المرحلة بزيادة النشاط الحركي، ويظهر ذلك في تقلص عضلات الوجه وفي ضغط الأصابع وفي تحرك الأطراف وفي الحركة السريعة للعين، ويصاحب هذا الشيء تسارع الفعالية القلبية وزيادة الضغط الشرياني وزيادة تردد التنفس، وفي الأحلام يظهر للنوم للمرة الأولى عادة بعد مضي 90 دقيقة على النوم وهو يشكل 20% من النوم الليلي، ويعتقد أن تعاقب الفترات المختلفة هي ضرورية للنوم الكامل.

وعند تغيير المكان المعتاد في الراحة الليلية، ويمكن أن يكون اضطراب النوم بسبب الاضطراب العاطفي الشديد، وكثيراً ما يسبب الخوف الغير مبرر تعميق الحالة العصبية ويعيق النوم، وينبغي في مثل هذه الحالات التوضيح الدقيق، وإن فقدان بضع ساعات من النوم لا يجب أن يكون سبباً للقلق الإضافي والتخوف، إن نظرة الواقعية للاضطراب الزمني المماثل يساعد في الإسراع في النوم من خلال إتباع وسائل بسيطة في قواعد النوم.

مثلاً من الضروري التوقف عن الوحدات التي تطلب جهداً عصبياً، ومن الأفضل ممارسة الأنشطة الهادئة قبل النوم،  ولا ينصح (وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين ينامون ببطء)، بإجراء محادثات انفعالية قبل النوم أو مشاهدة سينما أو تلفزيون، ومن المفيد جداً ا ممارسة المشي الخفيف قبل النوم، أو الاستحمام بماء دافئ أو في حوض، أو وضع الأرجل في حوض ماء ساخن، كما تتخذ درجة الهواء للغرفة ونقاوته أهمية كبيرة، وبمرور السنين يتعود الكثير من الرياضيين ويصبح لكل واحد عاداته الخاصة، مثل وضع النوم وغير ذلك.

وأثناء البرامج التدريبية من الضروري اتباع هذا النظام، ولا ينصح بالنوم مباشرة بعد وجبة طعام تحتوي على نسبة عالية من الدهون بل ينبغي تناول طعام العشاء قبل ساعتين أو ثلاث ساعات قبل الاستراحة للنوم، وينبغي أن تكون وجبة العشاء خفيفة وبدون مشروبات منبهة، فمن المعلوم أن الطعام المعتدل يرتبط بانخفاض المهيجات لمنظومة العصب المركزي التي تعتبر ضرورية للانتقال من حالة الاستيقاظ إلى النوم.

ومن أجل الاستعادة للقوة في مرحلة الإعداد وفي المباريات فانه ليس النوم المتواصل، هو الذي يحظى وحده بأهمية معينة، فمن المعلوم جداً الاستغلال الأمثل للاستراحات القصيرة، فبعض الرياضيين يمتلكون قابلية فريدة في النوم.

أثر استعمال تمارين التنفس أثناء عمليات الاستراحة في المجال الرياضي

عند العمل على تنفيذ التمارين المكثفة في النشاط الرياضي طالما يحدث عمد انسجام بين الطلب على الأكسجين وبين الاستهلاك، وعندئذ سيحدث دين أكسجيني، كما أن الدين الأكسجيني الكبير والفترة الطويلة اللازمة لإزالته يعقدان سير عملية الاستعادة، وهنا يمكن أن يفيد في هذا المجال ما يسمى بالعلاج الأكسجيني ويعني إدخال جرعة إضافية من الأكسجين في الدم خلال (الاستنشاق).

ولقد تبين أن استنشاق الأكسجين في ظروف المباريات يتحقق في تلك الأنواع الرياضية، حيث توجد فواصل زمنية بين تنفيذ التمارين، مثلاً الجمناستيك (Gymnastics) وألعاب القوى وملاكمة ومصارعة ومبارزة، حيث تكفي الفترة المقررة بين التمارين لإزالة الدين الأكسجيني كما في الملاكمة والمصارعة فيمكن اللجوء إلى العلاج الأكسجيني بعد تمارين التدريب والمنافسات، وعندئذ لن يزال الدين الأكسجيني فقط وإنما تشكل ظروف لاستراحة أكثر فاعلية، حيث تزول عملية الإعاقة في منظومة العصب المركزي.

كما أن استنشاق الأوكسجين بعد أحمال طويلة مثل سباق الماراثون سباق الدراجات لمسافة تزيد على 100 كم وسباق التزلج على الجليد لمسافة 30_ 50 كم، يظهر تأثيرات إيجابية أثناء فترة الاستراحة، وفي هذه ينبغي أن يكون تنفس الأوكسجين لفترة طويلة بما فيها الكفاية من 30_ 60 دقيقة، وينصح عدد من الدراسات من أجل التعجيل في إزالة الدين الأكسجيني بعدم استنشاق الأوكسجين النقي وإنما خليط من الهواء الذي يضم الأوكسجين بنسبة 65_ 70%.

كما أن استنشاق خليط من الهواء بكمية مقدارها من 400_ 600 لتر مع الأوكسجين سيظهر بعد الوحدات التدريبية ووحدات المنافسات تأثير مفيداً  على الرياضيين وتساعد في تحسين استعادة عمليات الأكسدة، وإن استنشاق الأكسجين النقي أو الخليط الهوائي بنسبة عالية من الأكسجين لا يعتبر الطريق الوحيد لإيصال كمية من الأكسجين إلى الجسم، ومن أجل هذا ينصح باستعمال شراب خاص (خلط الأوكسجين بالسوائل).

وعند تنفس خليط هوائي يضم كمية من الأكسجين، فمن المحتمل أن يحدث نقص في ثاني أكسيد الكربون، فمن المعلوم أن هذا الغاز يشكل عاملاً مهماً في في تنظيم العمليات التنفسية، هذا وقد أصبح معروفاً التأثير المختلف لثاني أكسيد الكربون على حجم الدم في الدقيقة الواحدة للدورة الدموية التاجية والدماغية وكذلك على الارتفاع الوعائي والضغط الشرياني وعلى الجهاز العصبي المركزي.

وفي حالة نقص نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم يحدث تضييق في أوعية القلب والدماغ واختلال تزويد
الدم للجهاز العصبي المركزي ووظيفته، كما أن تأثير الوسط الخارجي على الجسم لا يقف عند حدود التركيب الكيماوي للهواء فقط إذ تلعب درجة الحرارة والرطوبة والشحنات الكهربائية، ولذا فإن ممارسة ألعاب جمناستيكية في الصبح وممارسة المشي في المساء والنوم في الهواء الطلق في أماكن ذات هواء طبيعي يساعد في الاستراحة الأفضل.

شارك المقالة: