تعتبر كرة اليد من أكثر الألعاب الجماعية المثالية؛ وذلك لاستعمال ما يعرف بقاعدة وأسلوب تحليل المباراة فيها، حيث تتيح ظروف هذه اللعبة وطرق أدائها الفرصة المناسبة لتتبع المباراة لحظة بلحظة.
أهمية تحليل المباراة في كرة اليد
يعتبر أسلوب تحليل المباراة في كرة اليد أحد الطرق التي يستعملها المدرب؛ وذلك من أجل التعرف بطريقة مباشرة على مستوى كل لاعب من لاعبي فريقه أو مستوى الفريق الآخر، سواء أكان ذلك الشيء خلال فترات التدريب أو المباريات نفسها، كما أن نظام تحليل المباراة يقصد به العمل على تتبع أداء كل رياضي على حدة خلال التدريب أو المباراة، وذلك عن طريق ممارسة المهارات الأساسية للعبة سواء الدفاعية أو الهجومية.
كما أن تحليل الأداء يشمل مراقبة مدى تنفيذ اللاعب للجوانب أو المهام الخططية سواء أكانت الدفاعية أو الهجومية، أو من خلال تتبع تطبيق اللاعب لكل هذه الجوانب أو المهام بشكل مرتبط مع بعضها البعض، وأما بالنسبة لتحليل أداء الفريق فيقصد به العمل على تتبع أداء الفريق كله خلال المباراة أو التدريب في مختلف الجوانب، مثل الجوانب المهارية أو الخططة.
كما أن نظام تحليل المباراة لا يستعمله المدرب لتحليل أداء لاعبيه أو فريقه فقط، بل يستعمله أيضاً في تتبع أداء لاعبي الفريق الآخر؛ حتى يستطيع التعرف على نقاط القوة والضعف في الفريق الآخر، مما يساعد ذلك الشيء المدرب على بناء الخطط المضادة التي تعتمد على استغلال ثغرات الفريق المنافس، والتأكيد على نقاط القوة في الجوانب التي يعمل على تدريبها، وهذا الشيء يؤدي إلى تنفيذ الخطط بشكل متقن في ضوء دراسة موضوعية لمستوى اللاعبين والفرق المنافسة.
كما أن أسلوب تحليل المباراة يعد من أحد أساليب القياس، حيث يمكن عن طريق كتابة الملاحظات الكمية عن أداء اللاعبين والفرق ومستوياتهم، وتقدير هذه المستويات تقديراً كمياً تبعاً لمنهج معين من المقاييس المعروفة، كما أن هذا الشيء يتيح مقارنة اللاعب لنفسه ومقارنته بغيره من نفس الفريق أو الفرق المنافسة، أي مقارنة الرياضي بغيره من الرياضيين وأيضاً مقارنة الفريق ككل بالفرق الأخرى، وخاصة الفرق التي يتنافس معها.
ويعتبر أسلوباً تربوياً لتتبع حالة الرياضي في الفريق ومستوى تقدمه، حيث يعتمد ذلك على توضيح القدرات التي يتمتع بها اللاعب والفريق، وبالتالي توضيح إمكانات النقد بأسلوب واضح، وهذا الشيء يعمل على توفير فرص النجاح والفوز في المباريات، وبالتالي تحقيق الأهداف المحددة للفريق.
ويوفر هذا الأسلوب الدافعية اللازمة لدى أفراد الفريق، وذلك بما يوفر الاستمرارية في التدريب والمحافظة على المستوى والدليل للتقدم، فمعرفة اللاعب لقدراته الحقيقة ومستويات تقدمه يعد دافعاً عالياً للاستمرار في الممارسة والتقدم، وبالتالي تحقيق الهدف المنشود، فإذا استطاع اللاعب من الاطلاع على البيانات التي تسجل عنه، فإن ذلك يمثل أحدى الدوافع الهامة التي تدفعه إلى تصحيح أخطائه ومتابعة تقدمه.
طرق تحليل المباراة في كرة اليد
توجد طرق متعددة لتحليل المباراة، وكل طريقة من هذه الطرق لها مجالاتها وظروفها التي تستعمل بها، وعلى الرغم من اختلاف هذه الطرق، إلا أن جميعها تهدف إلى ملاحظة وقياس الأداء للاعب أو الفريق ككل، فمن المعروف أنه غالباً ما يصعب على المدرب قياس كافة صفات وقدرات الإنجاز للاعب على شكل رقم أو درجة دون مشاكل، ولذلك في كثير من الأحيان يتعين لمتابعة الإنجاز العمل على تتبع وملاحظة أداء اللاعب في المباراة أو التدريب.
ويمكن استعمال الملاحظة كأحد أساليب المتابعة البسيطة للاعب في المباراة أو التدريب بأشكال عديدة، وأما بالنسبة للملاحظة المقيدة تتم وفقاً لنظام مفصل تفصيلاً قوياً نسبياً، ويختص هذا التفصيل بدرجات الملاحظة، كما أنه في لعبة كرة اليد تكون الملاحظة المقيدة تقييداً منتظماً على درجة عالية الأهمية، ويتم هذا النوع من الملاحظة على شكل العمل على ملاحظة منافسات ثابتة، أو الملاحظة وفقاً لنموذج ملاحظة، ومن أكثر الطرق استعمالاً هي الملاحظة الثابتة؛ وذلك لسهولة استعمالها من قبل المدرب.
الملاحظة الثابتة أثناء المنافسات
غالباً ما يستعمله المدربين هذا الشكل من أشكال الملاحظة، وفيه يتم العمل على تقييم ظروف وعوامل المباراة إلى مجالات مختلفة، ويهدف هذا الشكل للتعرف على العوامل والظروف المحددة لمستوى الإنجاز، فالمدرب دائماً ما يرغب في جمع معلومات تساعده في معرفة وتتبع مدى تنفيذ لاعبيه للخطط المتبعة، ومستوى إتقانهم للمهارات حتى يتم التركيز في التدريبات فيما بعد على نقاط القوة.
بالإضافة إلى ذلك يحتاج إلى جمع معلومات عن الفرق المنافسة حتى يتبع تطور أي خطط أو مهارات سواء في الدفاع أو الهجوم من الممكن أن تظهر، وفي نفس الوقت الحصول على معلومات تفيده عند تحديد الخطط التي سيواجه بها هذا الفريق، وفي كلا الحالتين يحصل على هذه المعلومات عن طريق ملاحظة الأداء خلال اللعب، وأول وأهم المشاكل التي سيقابلها هي ظروف ملاحظة مستوى إنجاز كل لاعب على حده ويرجع ذلك إلى:
- إن الفريق بشكل عام كأحد الفرق الجماعية يتكون من عدد كبير نسبياً من اللاعبين.
- توجد في كرة اليد عدد كبير من المواقف والمتغيرات المحددة لمستوى الإنجاز، والتي يصعب مراقبة أو رصد كل منها بصورة منفردة أثناء مواقف اللعب المختلفة.
- المسار اللحظي السريع للمواقف تؤدي إلى اضطراب المراقب (الملاحظ)، من ناحية محاولة الإحاطة بالموقف ورصده من خلال نظرة سريعة شاملة على مواقف اللعب.
ولهذا السبب غالباً ما يتم تصوير المنافسة بالفيديو؛ حتى يتمكن المدرب من ملاحظة أحداث المباراة فيما بعد على هدوء، والحصول على المعلومات الهامة عن طريق تكرار مشاهدة أي موقف هام، وفي الغالب يرغب المدرب في ملاحظة أداء أو تشكيل معين سواء أكان دفاعي أو هجومي، ومدى نجاح هذا التشكيل.
كما أن القياس بما فيه من متابعة وملاحظة والتحليل، تهدف جميعها في النهاية الوصول إلى جعل عملية التعليم والتدريب طريقة علمية قابلة للتغيير الموضوعي من خلال استعمال هذه العناصر الجزئية، وتلعب الأداة المستعملة في تحليل المباراة دوراً كبيراً في تحديد درجة موضوعية التحليل، فالملاحظة والاستمارات تجعل التحليل أميل إلى التحليل الاعتباري، كما أنه عند استعمال أية طريقة من طرق تحليل المباراة، فأن اختيار الطريقة المثلى يتوقف على عدة اعتبارات هامة، ومنها:
- الهدف من إجراء عملية التحليل.
- الحالات التي يريد المدرب مراقبتها وإخضاعها للتسجيل والدراسة.
- نوع المعلومات والمعارف التي يريد المدرب الحصول عليها.
- كفاءة التجهيزات والأدوات والإمكانات الممكن استعمالها.
- عدد الأفراد الخاضعين لعملية التحليل.
- كفاءة القائمين بعملية التحليل.