إن القوة العضلية تتعلق بالخاصية الفسيولوجية للعضلة، وإن هذه العلاقة تعمل على تحسين التوجيه العصبي الذي له علاقة بالعمل على تحسين القوة، كما أن درجة الانقباض العضلي تتغير بتأثير الجهاز العصبي المركزي.
الأسس الفسيولوجية للقوة العضلية في المجال الرياضي
إن قدرات الانقباض والانبساط له أثره العالي لأي عضلة تعمل على أداء نشاط معين، وهذا بدوره يتعلق بالوزن المثالي لتوجيه إثارة العضلات التي تتعلق بدرجة انقباض وانبساط الشعيرات الدموية، وبتأثير الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يؤدي إلى عمليات التعود، كما أن انقباض العضلات بكون أقوى وأسرع في حال كانت في حالة تعدد، وإن قوة الإنسان متعلقة بحجم العضلة، كما أن هناك علاقة بين الحجم المطلق للقوى القصوى ووزن الجسم، ولذلك فإن أي نشاط للإنسان يتطلب طاقة بيولوجية.
وكلما كبرت القوة المراد التسلط عليها كلما وجب من الرياضي العمل على زيادة الطاقة المبذولة، ولتطوير القوة العضلية لرياضيي المستويات العليا، فإنه يمكن العمل على استعمال طريقتين رئيسيتين هما:
- الطريقة الأولى: تشمل العمل على التحسين من القوة دون التركيز على نشاط عمليات التبادل، ولذلك يكبر حجم العضلة بشكل ملحوظ وأن تطوير القوة العضلية في هذه الحالة يتم بالدرجة الأولى بواسطة تكامل الانعكاس الإرادي، الذي يكون مرتبط في الجهاز العضلي المركزي والذي يسير مع تحسين توافق عمل العضلة.
- الطريقة الثانية: تتم عن طريق القوة العضلية لصالح زيادة حجم العضلة، وهذا الشيء يتم بواسطة رفع نشاط عمليات التبادل في العضلة عن طريق وظائف الانعكاس الإرادي، والمرتبط في الجهاز العصبي المركزي الذي ينتج التوافق العضلي اللازم.
وأما بالنسبة إلى القوة العضلية فإنها تتطور أسرع في حال كان التركيز الرئيسي على الطريقة الثانية، كما أن القوة متعلقة بالسير الوظيفي للعضلة إذا كان متحركاً أو ثابتاً، كما أنه خلال العمل العضلي المتحرك فإن القوة العضلية يمكن أن تتحسن من خلال تقصير شعيراتها، وأما في العمل العضلي الثابت فيمكن أن تتطور القوة العضلية من خلال العمل العضلي الإيجابي أو السلبي، وبذلك لا يتغير طول العضلة سواء أكان في الحالة الأولى أو الحالة الثانية.
كما أن تحليل حامض الفوسفات الثلاثي الذي نسبته عند العمل العضلي ثابتاً يعاد تركيبه بسرعة أثناء فترة الشفاء، وبواسطة التحويلات الكيمائية خلال الحالات الهوائية واللاهوائية، ويعتبر أساس الطاقة البيولوجية عند الانقباض العضلي، ولذلك فإن زيادة قوة العضلة عند ثبات الشروط والمتطلبات (طول العضلة عند الابتداء بالتدريب ثم وضع الجسم)، ترتبط بالدرجة الأولى مع زيادة الطاقة البيولوجية.
كما أن ارتفاع تمديد الجسم بالطاقة أثناء العمل على التحسين من القوة العضلية يمكن الوصول إليها بمختلف الطرق، ولذلك فإن القسم الكبير من حامض الفوسفات الثلاثي يوجد في الشعيرات العضلية، وأثناء الانقباض العادي أو القصوي للعضلة تتم الحركة على حساب نشاط عمل أعداد كبيرة من الشعيرات العضلية التي تعمل سوية وبصورة مشتركة، كما أن قسماً من الشعيرات العضلية لا يشترك في العمل وأما بالنسبة للعضلة الغير مدربة بلغ نسبة اشتراكها بمقدار 20% خلال العمل.
وبالنسبة للعضلات الصغيرة فيصل نسبة اشتراكها في العمل بنسبة تقدر 50%، وأما عند العمل على تحسين حالة التدريب تنمو قابلية العمل بحيث تطابق الشعيرات الدموية، وإن عملية تكامل عمل العضلة الداخلي يعتبر الطريق الرئيسي لتطوير قوة العضلة خلال نشاط وعمل اشتراك أكبر عدد من الشعيرات العضلية التي لديها قابلية عالية للشد أثناء الانقباض لمرة واحدة.
كما أن زيادة عدد الشعيرات العضلية يتم بواسطة الجهد القصير مع الحافز الشديد، كما أن مثل هذا النوع من العمل العضلي لا يؤدي إلى تضخم الجهاز العضلي، كما أنه لا يؤدي إلى نمو حجم العضلة؛ وذلك لأن الشد العضلي القصوي وغير القصوي يحدد حجم العمل عند أداء التمرين، ولذلك لا تتمكن العمليات البيو كيميائية من النشاط بشكل كبير، كما أن الشعيرات الدموية يمكن السيطرة على عملية بنائها ونتيجة لذلك لا تحصل زيادة في الشعيرات الدموية البيضاء في العضلة أثناء فترة الراحة، وزيادة الشعيرات الدموية البيضاء يؤدي إلى زيادة القوة العضلية.
كما أن زيادة الشعيرات الدموية البيضاء أثناء فترة الراحة تكون أكثر كلما قصرت فترات الراحة لصالح العمل، كما أن تطور القوة العضلية يتحقق بالدرجة الأولى بواسطة انعكاسات إرادية مناسبة مرتبطة بالجهاز العصبي المركزي، وإن عملية الترابط هذه تضمن التركيز اللازم لعمل المثيرات والقوة المناسبة وعدد المحفزات التي تسير بواسطة الأعصاب الحركية وتأثير بناء الجهاز اللمفاوي، كما أن لهذه الحركات أهمية كبيرة لتكامل توافق العمل العضلي الداخلي.
كما أنه خلال هذا التكامل يتم التوافق بين عمل العضلات المتدربة والعضلات المتقابلة التي بدورها تؤدي إلى نمو حجم القوة العضلية، كما أن هناك طرقاً أخرى لارتفاع القوة العضلية بواسطة العمل على ارتفاع حجمها؛ وذلك لأن القوة العضلية تسير بشكل متوازن مع نموها، كما أن تضخم العضلة يوضح من خلال شدة تبادل عمليات الراحة والعمل تحت ظروف الحالة اللاهوائية، ونتيجة العمل العضلي تزداد تحلل الشعيرات الدموية البيضاء، ويؤدي هذا الشيء بدوره إلى بناء كمية الشعيرات وزيادتها خلال فترات الشفاء.
وبالتالي يحصل تضخم في حجم العضلة كلما قلت نسبة الشعيرات الدموية البيضاء أثناء العمل العضلي، وكلما زادت الشعيرات أكثر في فترة الشفاء، ومن أجل العمل على تكبير حجم العضلة لا تحتاج إلى الشد العضلي القصوي، فالشد يترتب أن يؤدى بشكل يؤدي إلى تغذية العمل العضلي بالطاقة على حساب العمل الهوائي الذي يجب أن تتم فيه عمليات التبادل بشكل فعال، كما أن أداء تمارين القوة بشدة أقل من الإنجاز القصوي بكثير لا يؤدي إلى تكامل توافق العمل داخل العضلة.
وبذلك لا يحصل تطابق في عمل الشعيرات العضلية وفعاليتها، وذلك لأن عملية التكامل تتم عند أداء التمرين بالشدة العالية فقط، ولذلك فإن توافق العمل داخل العضلة يحصل عندما تتحسن عمل تطابق الشعيرات العضلية بواسطة كبر الشدة العضلي وكمية الحمل التدريبي، ولهذا يؤثر توافق العمل داخل العضلة على تطوير حجم قوة المجموعات العضلية، ويقدر قرب الشد العضلي إلى الحجم القصوي وينخفض نشاط نمو حجم العضلة.
كما يحصل هبوط واضح في الشد العضلي عندما تكبر فترة العمل العضلي، ومتطلبات تغذية الطاقة للنشاط العضلي والتغيرات الحاصلة على حساب الحالة اللاهوائية، كما أن التدريب الخاص يصل تغيراً في الشعيرات الحمراء، حيث تزداد سرعة الانقباض فيها، ويمكن بيان ذلك في أن تحسين القوة العضلية يفتقر إلى تدريب طويل وتمارين ذات فترة زمنية قصيرة لمثيرات أو حوافز للجهاز العصبي المركزي.