الاستثارة والأداء الرياضي

اقرأ في هذا المقال


الاستثارة الانفعالية:

تعتبر الاستثارة الانفعالية في المجال الرياضي من الظواهر النفسية المهمة التي تؤثر على الأداء الرياضي للاعبين؛ حيث أن الاستثارة الانفعالية تعتبر تنشيط لأعضاء الجسم المختلفة التي تكون واقعة تحت سيطرة الجهاز العصبي الأوتونومي (وهو عبارة عن جهاز ذاتي الحركة).
والاستثارة المثلى تعتمد على فكرة، وهي أن لكل مهارة رياضية مستوى أمثل للاستثارة الرياضية تتيح للاعب أقصى أداء في اللعب، وذلك باعتبار أن الاستثارة تقوم بالتعبير عن حالة الرياضي الانفعالية بالشكل العام، وأيضاً عن أنها خلاصة العديد من الانفعالات الرياضية المختلفة.
فالانفعالات مثل القلق والخوف والغضب)تقوم بمجموعة من الوظائف التنشيطية، التي من الممكن توجيهها بطريقة يتم الاستفادة منها عن طريق إضافة طاقات فسيولوجية تكون دافعة للأداء الرياضي، ومن خلال ذلك يصبح لصفة القلق قوة دافعة إيجابية، ويتم تسميتها في هذه الحالة بالقلق الميسر، فالتوتر مصاحب للمنافسات الرياضية وهو موجود فعلياً ومطلوب أيا كان مستوى هذه المنافسات الرياضية.

علاقة الاستثارة بالأداء الرياضي:

  • تتميز المنافسات الرياضية بزيادة مستويات الحماس لدى اللاعبين، وارتفاع مستويات الدافعية الرياضية والاستثارة لديهم، وهذا قد يؤدي في معظم الأوقات إلى درجات عالية من مستوى الانفعالات الرياضية والتوتر لدى الرياضيين.
  • تؤثر الانفعالات الرياضية النفسية المصاحبة لإجواء المنافسات الرياضية على الأداء الرياضي في مواقف رياضية معينة.
  • توجد الكثير من الأرقام القياسية والعمل على تسجيل الأرقام، وهذا يحصل في المنافسات الرياضية الهامة والبطولات الرياضية الدولية، وتحت ظروف من الشحن والاستثارة العالية، وفي بعض الأحيان ينخفض مستوى الأداء الرياضي في المنافسات الرياضية الهامة.
  • ويوجد أيضاً انخفاض في مستوى الأداء الرياضي لدى الرياضيين تحت مجموعة من الظروف المشابهة.

العوامل التي تلعب دور في تحديد مستوى أداء الرياضي يوم المنافسة:

  • عوامل ترتبط باللاعب نفسه:
    • استعداد اللاعب البدني والمهاري: وهو عبارة عن جزء من اللياقة البدنية العامة للفرد، وهو حالة تختلف من لاعب لآخر، وتقوم على قدرة اللاعب في التكييف مع الواجبات الرياضية المطلوبة منه بأقل نسبة ممكنة من الجهد دون الوصول إلى حالة من التعب المفرط، وأيضاً سلامة أعضاء الجسم لدى اللاعب كالقلب والرئتين واللياقة الحركية.
    • النمط العصبي للرياضي: حيث أن التمرينات الرياضية تولد مجموعة متعددة من التأثيرات العصبية والحيوية، التي تتضمن مدى واسع من التأثيرات التي تظهر على التركيبة الأساسية ووظائفها وأيضاً على الإدراك المعرفي للرياضيين، فقد أثبتت مجموعة من الدراسات التي أجريت على أن القيام بممارسة التمارين الهوائية بشكل مستمر (أي ما يقارب 30 دقيقة يوميًا مثلاً) تؤدي إلى تحسين مستمر على مستويات الرياضيين في الوظائف المعرفية المحددة الخاصة بهم.
    • السمات الشخصية للرياضي: ومن الأمثلة على هذه السمات: حب النشاط والحركة، الاهتمام بالروابط الاجتماعية، الميول للاشتراك في الأنشطة الرياضية الاجتماعية، الرغبة في تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية جديدة، التفاؤل، الميل للعدوان، سهولة استثارته ويحبّ المرح.
    • حالة الرياضي يوم المنافسة: تعد المنافسة الرياضية محكاً أساسياً للظروف في التدريب الرياضي والأجواء الاجتماعية ونتائج الجهود القائمين على التدريب، ومن الممكن النظر إلى المنافسة الرياضية على أنها عبارة عن موقف رياضي واختياري لكل من الرياضيين والفرق الرياضية وأيضاً المدربين، حيث تظهر من خلاله جميع الخبرات الرياضية والمهارات الرياضية والقدرات الرياضية للرياضيين، والفِرق الرياضية والمدربين التي يتم اكتسابها من خلال العمل في التدريبات الرياضية المستمرة؛ من أجل تحقيق التفوق الرياضي على الفرق المنافسة في موعد تحكمه القواعد والأنظمة المحلية أو الدولية أو العالمية.
    • مستوى دافعية الرياضي: حيث أن لمستويات الدافعية في المجال الرياضي دور في نجاح أداء الرياضيين في محاولات لأجل تحقيق الأهداف الرياضية، حيث يتم تقويم أداء الرياضيين عن طريق إشباع حاجات الاعتزاز بالأنشطة الرياضية التابعة للرياضي نفسه، وإن لمستويات الدافعية في المجال الرياضي أهمية كبيرة، حيث أنها تعتبر من المواضيع الرياضية التقليدية و المهمة في مجال الألعاب الرياضية.
  • الظروف البيئية المحيطة باللاعب: ما يصاحب المنافسة من شعور بالاستثارة العالية والقلق يؤثر على مستوى الأداء الرياضي، وهذه الظاهرة معروفة لدى اللاعبين والمدربين ولكن الاهتمام بها ودراستها لم يحدث إلا من زمن قريب، حيث ازداد اهتمام العاملين في مجال علم النفس الرياضي في التعرف على العلاقة بين الظواهر النفسية والأداء المهاري للرياضيين في التدريب والمنافسات، فالظروف البيئية المحيطة باللاعب هي عبارة عن الأمور المرتبطة غالباً بالمنافسة، وهي:
    • طبيعة المنافسة الرياضية: تتضمن طبيعة المنافسات الرياضية بأنشطة يحاول اللاعب فيها تحقيق الفوز، وذلك لا يقوم على الدوافع الذاتية لدى الرياضيين فقط، بل يقوم أيضاً على الدوافع الاجتماعية، مثل رفع مستوى الفريق (سمعة النادي أوالوطن)، وهذا يُعدّ من أفضل العوامل التي تشجع الرياضيين للوصول إلى أعلى المستويات في المجال الرياضي.
    • أهمية المنافسة الرياضية: فللمنافسات الرياضية فوائد عديدة منها: العمل على بناء الشخصية الرياضية وذلك من خلال تعزيز الثقة بالنفس وخفض مستويات التوتر والقلق، وكذلك تعليم المبتدئين طريقة حل المشكلات التي تواجههم وتقدير قيمة الالتزام الذاتي وأيضاً احترام الآخرين لهم.
    • نظام المنافسة الرياضية: حيث نظام المنافسات الرياضية هو عبارة عن الموقف الذي يعمل على إظهار نتيجة الجهود التدريبية المبذولة للاعب وللجهاز التدريبي، ومن الممكن أن يحدث ذلك خلال القليل من الدقائق وقد يستمر أيضاً لساعات طويلة.
    • مكان المنافسة الرياضية: ونعني بمكان المنافسة الرياضية أي المكان أو الموقع الذي ستقام به المباريات أو المنافسات، مثل: الملاعب الخارجية، القاعات الداخلية والصالات الرياضية.
    • حجم الجمهور وكثافته ونوعيته: ويقصد بذلك عدد الحظور أو أعداد الجماهير المشاركة في حضور المنافسة أو المباراة؛ بهدف تشجيع الفرق والاستمتاع بالمشاهدة.

    • حُكّام المنافسة الرياضية: وهم المشرفون على الفعاليات الرياضية، فلَهم السلطة على اتخاذ القرارات وتطبيق قوانين اللعب وإعلان نتائج المنافسات من وجهات نظر محايدة، فيكون الحُكّام في المنافسات هم المشرف على الفعالية الرياضية؛ بحيث تتم المنافسات في نطاق القواعد والقوانين الخاصة باللعبة الرياضية، ولهم السلطة في اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تُغيّر مجرى المباريات. 
  • العوامل التعلقة بطبيعة المهارات الرياضية:
    • درجة صعوبة المهارات الرياضية: حيث تمتاز المهارات الرياضية بالتفاوت في درجات الصعوبة، فبعضها يكون صعب بدرجة بسيطة وبعضها صعب بدرجة متوسطة وبعضها الآخر صعب بدرجات عالية، وهذا يعود للرياضي نفسه وقدراته المهارية والبدنية؛ حيث أن هذه المهارات متفاوتة بين الرياضيين، ويعتمد ذلك على الكتلة الرياضية لكل منهم وطاقة التحمل لديهم.
    • حجم المجموعات التي يؤديها الرياضيين: ويقصد بها عدد مرات تكرار التمارين الرياضية، حيث أن لكل تمرين رياضي عدد معين لتكراره، ويتم ذلك عن طريق تقسيم العدد على شكل مجموعات ومن ثم البدء بالأداء؛ وذلك بهدف التنظيم وأخذ فترات راحة بين كل مجموعة وأخرى.
    • القوة العضلية المستخدمة في أداء المهارات الرياضية، مثل: الجمباز، ألعاب القوى، ألعاب المضرب.
    • متطلبات المهارات الرياضية من عناصر السرعة والدقة والقوة.

المصدر: علم النفس الرياضي،د.عبدالستار جبار الضمد، الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،أسامةكامل راتب، الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،كامل لويس، الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،أ.م.د حسين عبدالزهرة عبدأليمه، الطبعة الأولى.


شارك المقالة: