اقرأ في هذا المقال
- الاستشفاء وعلاقته بحمل التدريب الرياضي في رياضة السباحة
- المشاكل التي من الممكن أن يتعرض لها السباح عند التدريب المكثف
تعد رياضة السباحة من الأنشطة الرياضية التي يتم ممارستها داخل وسط مائي، كما أنها تعمل على تقديم العديد من الفوائد الهامة للرياضي.
الاستشفاء وعلاقته بحمل التدريب الرياضي في رياضة السباحة
يعتبر تحليل الأحمال التدريبية الداخلية والخارجية مسألة حاسمة في ممارسة الرياضة، كما تعد مراقبة عبء التدريب الداخلي للرياضيين أمرًا ضروريًا لفهم ما إذا كان الرياضيون يتكيفون بشكل إيجابي مع برنامج التدريب الخاص بهم، ويؤدي ذلك إلى فهم استجابات الفرد للتدريب وتقييم التعب والحاجة المرتبطة به إلى التعافي؛ من أجل تقليل مخاطر الإفراط غير الوظيفي والإصابة والمرض.
وفي الرياضات عالية الأداء مثل السباحة يترتب على المدرب بمراقبة فردية لحمل التدريب وحالة الإجهاد والشفاء لمنع التكيفات السلبية، كما يمكن تصنيف مقاييس حمل التدريب على أنها إما داخلية أو خارجية، كما تكون أحمال التدريب الخارجية مقاييس موضوعية للعمل الذي يؤديه الرياضي على سبيل المثال السرعة والتسارع والحجم، ومن ناحية أخرى يعرف حمل التدريب الداخلي بأنه الضغوطات الفسيولوجية والنفسية النسبية المفروضة على الرياضي أثناء التدريب أو المنافسة.
كما توجد طرق مختلفة لقياس الحمل الداخلي مثل تصنيف الجهد الملحوظ وتقييم الجلسات للإجهاد الملحوظ ودافع التدريب، ومؤشرات معدل ضربات القلب ولاكتيك الدم وامتصاص الأكسجين، ومن المفترض أنه في رياضات التحمل مثل السباحة يكون للحجم تأثير أكبر على حالة الإجهاد الناتج عن التعافي أكثر من المدة، كما تعتمد حالة الإجهاد والشفاء على قدرة الفرد على استخدام الموارد اللازمة للتعافي من أجل تعويض المواقف والأنشطة المجهدة.
وفي الرياضة عالية الأداء يكون هناك درجة عالية من الفردية من حيث أحمال التدريب والتكيف مع التدريب، بالإضافة إلى ذلك يتميز هيكل الإجهاد الناتج عن التعافي بمستوى عالي من الفردية، كما أن الحمل التدريبي والحمل الزائد هو نتيجة حتمية للتكيف الرياضي والتدريب والمنافسة، ويمكن تعريف الحمل في النشاط على أنه حافز من ذوي الخبرة والاستجابة من قبل الفرد قبل أو أثناء أو بعد المشاركة.
ويخلق الحمل التدريبي طلبًا أو إجهادًا (فسيولوجيًا ونفسيًا) وله مكونات داخلية وخارجية، وقد يؤدي الحمل الذي يتم إدارته بأمان إلى تحسين القدرة والأداء الرياضي وتقليل مخاطر الإصابة والمرض، كما أن الحمل الزائد هو الحمل المفرط أو الذي لا تتم إدارته بشكل جيد، وسينتج عن ذلك حالات تشريحية وفسيولوجية أو نفسية اجتماعية تظهر على أنها تغير في الأداء والإصابة والمرض.
ويحدث الحمل الزائد عندما يتم تغيير التوازن بين الحمل الخارجي والحمل الداخلي، بحيث تكون قدرة الجسم على التكيف غير كافية؛ مما يؤدي إلى مظاهر تغير الأداء والإصابة أو المرض، كما أن الحمل الخارجي هو العمل الذي ينجزه اللاعب أثناء التدريب والمنافسة، كما تخلق الأحمال الخارجية مطالب جسدية وفسيولوجية ونفسية اجتماعية تتأثر بتكرار النشاط وشدته ومدته.
كما أن الأحمال الداخلية هي الخصائص الجسدية والفسيولوجية والنفسية الاجتماعية الفردية التي تستجيب للحمل الخارجي، وقد تؤدي الأحمال الخارجية المتطابقة إلى أحمال داخلية مختلفة إلى درجة عالية في اثنين من الرياضيين مع خصائص داخلية مختلفة، على سبيل المثال العمر والجنس وتكوين الجسم واللياقة البدنية ومدى الحركة والصحة النفسية والاجتماعية.
كما تختلف الأحمال الداخلية بمرور الوقت؛ مما يتطلب مراقبة مستمرة، كما أن التعافي هو عملية تهدف إلى تحسين التكيف الجسدي والفسيولوجي والنفسي والاجتماعي للأحمال الداخلية والخارجية، وقد يكون هناك حمولة زائدة مطلقة، حيث يكون الحمل مرتفعًا جدًا حتى لو كان الجسم مكيفًا جيدًا، على سبيل المثال رفع الكثير من الوزن، وقد يكون هناك أيضًا حمل زائد نسبي يكون فيه الحمل طبيعيًا ولكن قدرة الجسم تتضاءل، على سبيل المثال الجري السريع مع إصابة في أوتار الركب.
كما أن التعافي هو الفترة والعملية التي يستجيب خلالها الجسم للحمل، وقد يؤدي التعافي الكافي إلى تكيفات إيجابية للقدرة الرياضية والأداء وخطر الإصابة والمرض، في حين أن التعافي غير الكافي قد يؤدي إلى سوء التكيف مع القدرات الرياضية والأداء والإصابة والمرض.
المشاكل التي من الممكن أن يتعرض لها السباح عند التدريب المكثف
قد تنجم المشكلات الطبية عن الحمل الزائد أو التدريب المكثف أو زيادة كثافة التدريب للرياضيين غير المهيئين بشكل صحيح لتحفيز الحمل، وإلى زيادة القابلية للإصابة في الجهاز التنفسي والتي يعتقد أنها مرتبطة باستجابة مستوى المناعة، كما أنه من الممكن أن يستجيب الرياضيون على مستويات مختلفة لأحمال متشابهة بطرق متنوعة.
قد تؤثر زيادة الحمل سلبًا على حجم وجودة النوم، كما أن الحرمان من النوم أو نوعية النوم السيئة قد يؤثران على الأداء الرياضي والتعافي من التمارين والإدراك ووقت رد الفعل والمزاج، وقد يؤدي انخفاض مدة النوم وزيادة حمل التدريب إلى زيادة خطر الإصابة، حيث يعد النوم السيئ أمرًا شائعًا بين الرياضيين وقد يكون أكثر انتشارًا قبل المنافسة.
وغالبًا ما يتميز التدريب المفرط بمستوى أداء لم يتحسن مع دورة الراحة والتعافي المعتادة، ومن الممكن أن يعاني اللاعب من أعراض جسدية، مثل ارتفاع معدل ضربات القلب وفقدان الوزن وآلام العضلات وارتفاع ضغط الدم وضيق الجهاز الهضمي، وتأخر الشفاء من الإجهاد وفقدان الشهية والتعب الشديد واضطراب النوم والإصابات المفرطة والمناعة.
كما أن هناك أعراض جسدية للإفراط في التدريب، بما في ذلك أمراض القلب والجهاز التنفسي والهرموني والمناعة، بالإضافة إلى الأعراض النفسية والاجتماعية، وعادةً ما يتناقص ضربات القلب أثناء الراحة مع اللياقة ولكن يمكن رفعه أو تقليله في حالة الإفراط في التدريب، كما سينخفض ضربات القلب الأقصى الذي يمكن تحقيقه للرياضيين.
كما تحدث إصابات الحمل الزائد عندما يكون الرياضي غير مستعد بشكل كافي للضغط على وحدات العضلات والأوتار والعظام لإدارة التدريب والمنافسة، كما ستؤدي الضغوط الميكانيكية على الأنسجة الرخوة أو العظام التي تتجاوز القدرة على حماية أو استعادة الضرر الناتج عن الحمل الزائد إلى تلف، وتؤدي التكيفات الإيجابية إلى تقوية الأنسجة الرخوة أو العظام، وقد يؤدي سوء التكيف إلى إصابة العضلات أو اعتلال الأوتار أو إصابات إجهاد العظام.
كما تنتج إصابات إجهاد العظام عن الوقت المحدود للتعافي؛ مما يؤدي إلى عدم توازن نشاط ناقضة العظم، وعندما لا يتم الحفاظ على توازن العظام بسبب التدريب المفاجئ أو المستمر أو ضغوط المنافسة، فإن قدرة ناقضة العظم على وضع عظم جديد يتم تجاوزها من خلال النشاط الحركي للخلايا الآكلة للعظم في إعادة تشكيل القشرة، وينتج عن هذا ضعف قشري يظهر أولاً كرد فعل إجهاد مع استمرار الطيف في كسر الإجهاد وفي النهاية كسر حاد إذا لم يتم معالجته.