الانفعالات وعلاقتها بالدافعية والحالة المزاجية في الرياضة

اقرأ في هذا المقال


الانفعال الرياضي والدافعية الرياضية:

إنه من الصعب وضع حدود فاصلة ما بين الانفعالات والدافعية في المجال الرياضي، وذلك يعود إلى:

  • يعتمد أي دافع رياضي على شحنة انفعالية رياضية معينة تكون مقترنة به، ومن الأمثلة على ذلك: اقتران دافع الهروب بانفعال الشعور بالخوف، واقتران دافع الضرب أو القتال بانفعال الشعور بالغضب، واقتران دافع رفع مستوى الأداء بانفعال الشعور برفع المعنويات.
  • ينفعل الرياضي إذا أدى مثير رياضي معين سواء كان المثير ذاتي (داخلي) أو خارجي إلى إحباط محاولة إشباع دافع أو حاجة لديه، ولهذا من الممكن اعتبار أن كل انفعال رياضي هو دافع رياضي؛ لأنه لا يمكن أن يكون حالة من حالات التوتر النفسي والجسدي التي تدفع الرياضي إلى القيام بالسلوك الرياضي اللازم لخفض ذلك التوتر أو إزالته؛ حتى يستعيد الرياضي توازنه الذي اختل.
  • يقومان الانفعال الرياضي والدافع الرياضي بوظيفة دفع الرياضي إلى السلوك الرياضي وتوجيهه، ومع ذلك فإن كان الدافع الرياضي يوجه السلوك الرياضي بصورة منتظمة فهذا يؤدي إلى إشباع هذا الدافع الرياضي، وبهذا فإن الانغعال الرياضي لا يعمل على توجيه السلوك الرياضي بالصورة المنتظمة نفسها ولا يعطي نتائج سليمة.
  • تحدد درجة قوة الدافع الرياضي ودرجة شدة الانفعال المصاحبة له مستوى أداء الرياضي، فإن انخفاض مستوى الدافع الرياضي وضعف شدة الانفعال الرياضي يؤديان إلى ضعف في مستوى الأداء الرياضي، وكلما زاد مستوى شدة الدافع الرياضي وزاد مستوى شدة الانفعال الرياضي زاد مستوى الأداء الرياضي إلى مستوى رياضي معين، فيعود ويتراجع بعد ذلك.
  • يوجد مجموعة من الأسس الرياضية التي من الممكن استخدامها للتمييز ما بين الانفعالات الرياضية والدافع الرياضي وهي:
    • غالباً ما يتم استثارة الانفعالات الرياضية من خلال مثيرات خارجية معينة، في حين يتم استثارة الدوافع الرياضية في أغلب الأوقات من خلال عدة منبهات داخلية.
    • عند التطرق إلى موضوع الانفعالات الرياضية، فمن الملاحظ أنها تركز اهتماماتها على الخبرات الذاتية والوجدانية التي تصاحب السلوك الرياضي، بينما عند التطرق لموضوع الدافعية الرياضية فهي في العادة تركز اهتماماتها في الأنشطة التي يتم توجيهها نحو الهدف.

الانفعال الرياضي والحالة المزاجية:

بما أن المزاج حالة انفعالية معتدلة نسبياً تصيب الرياضي فترة من الزمن أو ترجع إليه بين الحين والآخر، فبالتالي هي حالة مؤقتة وقد تتصف بالمرح أو بالاكتئاب، بالفرح أو الحزن، بالهدوء أو بالغضب والتهجم)، فإذا تم استثارة اللاعب الرياضي في أثنائها خرج الانفعال الرياضي الغالب على الحالة المزاجية، كما أن الحالة المزاجية تجذب الأفكار التي تجانسها، فالرياضي المكتئب تراوده أفكار من الاكتئاب والغاضب تراوده أفكار الاعتداء أو التهجم، فبالتالي الخلاصة هي أن الحالة المزاجية للاعب الرياضي تكون عادة أقل عنفاً وأكثر بقاءً وأقل شدة من الانفعالات الرياضية.
وساهمت الخصائص التي تتميز بها الحالة المزاجية لدى الرياضيين إلى توصل علماء النفس الرياضي إلى دراسة المزاج باعتباره سمة من سمات الشخصية في المجال الرياضي، ويقصد بذلك أن هناك نمط رياضي انفعالي يتصف بدرجة كبيرة من الثبات والاستقرار، ويتم ملاحظته في الكثير من سلوك الرياضيين وتصرفاتهم، وتوضح تلك الصفة في درجة تأثر الرياضي بالمواقف الرياضية التي تقوم على إثارة انفعالاته ونوع الاستجابة الانفعالية وأيضاً الحالة المزاجية الغالبة على الرياضي.

الانفعال الرياضي والعاطفة:

بما أن العاطفة عبارة عن استعداد وجداني للشعور بتجربة ذاتية خاصة، وهي القيام بسلوك معين اتجاه شيء أو شخص أو موقف أو فكرة؛ فهي استعداد وجداني مركب وتنظيم مكتسب لبعض الانفعالات الرياضية نحو مواقف رياضية معينة تدفع الرياضي إلى القيام بسلوك معين، بمعنى إذا تجمعت مجموعة من الانفعالات الرياضية حول موضوع واحد فإنه ينتج عنها عاطفة معينة تدفع الرياضي للقيام بسلوك رياضي خاص بخصوص هذا الموضوع.
وتصدر العاطفة عن التجارب الانفعالية في المجال الرياضي التي يمر بها الرياضيين وتولد لديهم مشاعر معينة، ومن خلال تكرار هذه التجارب تنشأ لديهم رغبة وجدانية جديدة في العاطفة. وممّا سبق يتّضح الفرق ما بين الانفعالات الرياضية والعاطفة؛ فإن كان الانفعال الرياضي حالة مفاجئة وطارئة فإن العاطفة تكون على درجة من الثبات النسبي، وبذلك فإن الانفعال الرياضي يكون استجابة لمواقف رياضية معينة، في حين أن العاطفة تكون عبارة عن استعداد للقيام بنوع معين من الاستجابات تبعاً للحالة الشعورية الواقعة، أما العلاقة بينهما؛ هي أن لكل عاطفة انفعال رياضي يُميّزها، وأنه من الممكن التنبؤ بسلوك الرياضيين عن طريق العاطفة السائدة لديهم.


شارك المقالة: