أثر التدريب الفتري والمستمر على لاعبي السباحة

تعتبر رياضة السباحة من الألعاب المائية التي تعمل على إدخال الفرح والسرور إلى ممارسيها، بالإضافة إلى أنها تقدم للممارس العديد من الفوائد التي لا تعد ولا تحصى.

أثر التدريب الفتري والمستمر على لاعبي السباحة

من الطبيعي أن استعمال التدريبات التي تتطلب نشاطاً عالياً للجهاز الدوري والجهاز التنفسي، تؤدي إلى زيادة هائلة لقدرة الرياضيين الهوائية وإلى حصول التكيف المناسب، كما يصل مستوى الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين للسباحين ذو المستويات العالية إلى أكثر من 70 مللي ليتر/ كيلو جرام من وزن الجسم في الدقيقة منيجة للتكيف، بينما يكون أكثر من 50 مللي ليتر/ كيلو جرام لسباحي الدرجة الثالثة، ويمكن أن يؤدى التدريب الخاص بالتحمل لفترة تتراوح بين 6 إلى 12 أسبوعاً وبزيادة حوالي من 10 إلى 20%.

وتستعمل طريقة التدريب الفتري والمسافات لتنمية القدرة الهوائية، كما تؤدى هذه المسافات إما بطريقة مستمرة أو متقطعة، ويتأسس التدريب الفتري على زيادة حجم ضربات عضلة القلب خلال فترة الراحة البينية، وبهذا الشكل تتعرض عضلة القلب في بداية الراحة إلى تأثير خاص يزيد عما يلاحظ أثناء النشاط العضلي.

وتستعمل طريقة التدريب الفتري بهدف العمل على التحسين من المقدرة الهوائية، ويجب أن تكون في إطار المبادئ الفسيولوجية الآتية:

• يجب ألا يزيد زمن سباحة المسافة عن 1_ 2 دقيقة.

• فترة الراحة البينية ترتبط بطول المسافة، بحيث تكون بمثابة قاعدة عامة في حدود 45_ 90 ثانية.

كما يجب أن تصل سرعة النبض بعد قطع كل مسافة إلى 170_ 180 نبضة في الدقيقة، وفي نهاية فترة الراحة تصل إلى 120_ 130 نبضة في الدقيقة، كما سوف يرتفع النبض بعد قطع المسافة أكثر من 180 نبضة في الدقيقة، كما سوف يقل النبض بعد الراحة عن 120 نبضة في الدقيقة وبهذا الشيء سوف يفقد الهدف من التدريب، وتهدف طريقة التدريب الفتري في الأساس إلى رفع كفاءة القلب الوظيفية.

وعلى الرغم من تأثير طريقة التدريب الفتري الإيجابي فإنه لا يمكن إغفال بعض عيوبها حيث أن تأثيرها على زيادة عمل القلب لا تعتبر ثابتة، كما أن الزيادة المفرطة في استعمال طريقة التدريب الفتري لها خطورتها على جسم اللاعب، وخاصة القلب والجهاز العصبي المركزي ولذلك يجب إجراء الكشف الطبي الدوري بصفة منتظمة ودائمة، واستعمال طريقة تدريب المسافات يؤدي إلى تحسين وظيفة الجسم في استهلاك الأكسجين.

كما أن سباحة المسافات الطويلة عندما تكون سرعة القلب من 145_ 175 نبضة في الدقيقة، يؤدي إلى العمل على رفع كفاءة القلب بالإضافة إلى تأثير هذه الطريقة في تفتيح الشعيرات الدموية، مما يؤدي إلى زيادة مقدرة العضلات على استهلاك الأكسجين.

العوامل التي يجب مراعاتها عند استعمال طريقة التدريب الفتري في رياضة السباحة

يترتب أن تكون شدة التدريب عالية بدرجة تسمح بزيادة حجم ضربات القلب، ومستوى استهلاك الأكسجين بحيث تكون أقرب إلى الحد الأقصى بقدر الإمكان لجصول التكيف المطلوب، كما أن طول المسافة وتحديدها يرتبط بمستوى السباح ولذلك فإن السباحين ذوي المستويات العالية يمكن أن يسبحوا من 4000_ 6000 متر، ويجب عدم إغفال أن زيادة استمرار المسافة بما يزيد عن مقدرة السباح يؤدي إلى نقص استهلاك الأكسجين، واختلال النشاط لأعضاء وأجهزة استهلاك الأكسجين وذلك الشيء يؤدي إلى تأثيرات سلبية بالنسبة للتدريب.

وإلى جانب هذه الطرق تستعمل السباحة مع السرعة المتغيرة، وذلك من أجل تنمية التحمل في ظروف العمل الهوائي ولحصول التكيف بالطريقة المثالية التي تنعكس على سرعة السباح أثناء الأداء، وقطع المسافة بحيث يسبح السباح جزءاً سريعاً يليه جزء بطيء وهكذا، بحيث تكون سرعة القلب في نهاية الجزء السريع من 170_ 175 نبضة في الدقيقة، ويجب عدم الاعتقاد أن العمل على تحسين المقدرة الهوائية لا يتم إلا بسباحة المسافات الطويلة بسرعة ثابتة فقط، فالسباحة الطويلة بكثرة تؤدي إلى تأثيرات سلبية تنعكس على سرعة السباح ومقدرته اللاهوائية، كما تؤدي إلى انخفاض الحالة الوظيفية للعضلة.

ولتجنب أي تأثيرات سلبية على جوانب بناء السباح أو حالته الصحية، يمكن العمل على استعمال وسائل التدريب المتنوعة والمختلفة التي تشمل ظروف التدريب الفتري، أو طريقة التدريب المسافات ذات السرعة المنتظمة والمتغيرة، أي أنه لا يجب ألا تستعمل طريقة واحدة من أجل العمل على تنمية المقدرة الهوائية، ولتحديد استعمال هذه الطرقة يجب معرفة كيف تؤثر هذه الطرق على تحسين المقدرة الهوائية.

وكذلك معرفة كيف تؤثر على التحميل للعمل لفترة طويلة، ومن المهم أيضاً معرفة كيف تؤثر طريقة التدريب الفتري وطريقة تدريب المسافات على إمكانيات السباح اللاهوائية أثناء حدوث التكيف، وكذلك تأثير هذه الطرق على طول فترة إعداد السباح.