التغيرات الفسيولوجية لأعضاء الجسم نتيجة السباحة لمسافات قصيرة

اقرأ في هذا المقال


إن السباحة تختلف عن الفعاليات الرياضية الأخرى التي تجري على الأرض، حيث أن محيط الحركة في السباحة هو ليس الهواء، وإنما الماء وهو أعلى كثافة من الهواء.

التغيرات الفسيولوجية التي تحصل في الأعضاء أثناء السباحة

عندما يعمل السباح على ممارسة رياضة السباحة، فإن هناك تغيرات فسيولوجية تحصل لأعضاء اللاعب الممارس، منها:

  • إن ظروف التنفس والدورة الدموية ستتغير عند السباحة، كما أن فقدان حرارة الجسم سيزداد وينقص العرق وفرز الماء من الجسم تبعاً لمتطلبات التكيف.
  • كما أن الماء يظهر مقاومة وتزداد هذه المقاومة كلما زادت سرعة السباح مما يؤدي إلى زيادة الإرهاق والتعب.
  • إن مجرد التواجد في الماء بدون أي حركات فعالة، أي وجود الجسم طائفاً فوق سطح الماء متخذاً وضع السباحة، يؤدي إلى زيادة كبيرة في عمليات الأيض، كما يرتفع نقص الأكسجين النسبي إلى 35_ 55% ويمكن العمل على تفسير ذلك قبل كل شيء بأن أعضاء الجسم تفقد في الماء حرارة أكبر أربع مرات مما تفقده في الهواء، إذا كان الهواء والماء في نفس الدرجة من الحرارة.

1. السباحة للمسافات القصيرة

إن التغيرات التي تحصل نتيجة السباحة لهذه المسافة هي:

  • ترتفع كمية حامض اللبنيك في الدم ارتفاعاً واضحاً، ويتبع ذلك نقص في الاحتياطي القلوي للدم بمعدل 45%.
  • ارتفاع عالي في النقص النسبي لكمية الأكسجين.
  • إن أكثر تغير يحصل بسبب سباحة هذه المسافات هو ذلك الذي يحصل عند سباحة 400 متر، حيث يصل انخفاض الاحتياطي القلوي إلى 60% وترتفع نسبة حامض اللبنيك في الإدرار ارتفاعاً كبيراً، وتصل إلى أعلى من القيمة التي تصلها في إدرار الراكض لنفس المسافة، والسبب في ذلك هو أنه عند الركض يفرز قسم من حامض اللبنيك مع العرق عدا ذلك الذي يفرز مع الإدرار، وأما عند السباحة لنفس المسافة ووجود الجسم في الماء فلا يوجد عملياً إفراز عرق، وبالتالي تزداد كمية الأمونيا في الإدرار زيادة كبيرة.
  • نقصان الوزن الذي يحصل نتيجة السباحة عند السباحين، وهو أقل بكثير مما عند الرياضيين الذين يمارسون ألعاباً على الأرض، وذلك لأن الفقدان عند السباحة يتم عن طريق الرئتين وأجزاء الجلد الغير مغمور في الماء فقط.
  • إن مقدار التغيرات البيو كيميائية نتيجة السباحة تتوقف على عوامل كثيرة منها، أسلوب السباحة ودرجة حرارة الماء وغيرها.

كما أنه لغرض الوصول إلى أقصى سرعة مثلاً يستعمل السباح أسلوب السباحة الحرة، وهذا الأسلوب يحتاج إلى صرف أقصى حد من الطاقة ويكون مصحوباً بأقوى التغيرات البيو كيميائية، وكذلك انخفاض درجة حرارة الماء يتطلب من السباح صرف طاقة إضافية تبعاً لمستويات التكيف الرياضي.

2. سباحة المسافات المتوسطة والطويلة

التغيرات التي تحصل للاعب عند العمل على ممارسة السباحات للمسافات المتوسطة والطويلة هي:

  • تكون الزيادة في حامض اللبنيك في الدم قليلة عند السباق لهذه المسافات، وهذا يؤدي بدوره إلى انعطاف قليل فقط في تفاعلات المحيط الداخلي للأعضاء نحو الجهة الحامضية، وخاصة في سباحة المسافات الطويلة.
  • تناقص الاحتياطي القلوي يكون قليل أيضاً فمثلاً عن السباحة للمسافات الطويلة يبلغ بالمعدل 17%.
  • يحصل تناقص في كمية الجلوكوز في الدم، ولهذا يصبح تناول المغذيات خلال سباحة المسافات الطويلة أمراً ضرورياً.

كما أن تأثير العمل خلال السباحة بالمقارنة مع الألعاب الأخرى يختلف تماماً، ففي السباحة يصل هذا التأثير إلى 25_ 30% وتعتمد درجة الجهد على طول المسافة وطريقة السباحة ومستوى اللاعب، وخلال سرعة متساوية وتأثير المقاومة للذراعين الذي يبلغ من 0.56 إلى 1.92% بينما للساقين تساوي 0.05 إلى 1. 23%، ولكن الأطراف السفلى تتأثر بشكل كبير في السباحة للمسافات الطويلة.

كما أن تأثير ضغط الدم على الجسم يظهر بالدرجة الأولى على الأوعية الدموية، كما أن وضع الجسم الأفقي في الماء مع ضغط الماء على القفص الصدري ينتج عنه انخفاض حجم الرئتين وخلال الغطس تجري تغيرات كثيرة في أجهزة الجسم، وكذلك يزداد الحمل على عمليتي الشهيق والزفير وأن عضلات الجهاز التنفسي يحب أن تتحمل مجهوداً أكبر؛ لأجل التغلب على مقاومة ضغط الماء، وكذلك فإن عملية التنفس غير سهله ولذلك فإن سرعته وانتظامه يعتبر جزء من الأداء الفني للسباحة.

وإن مستوى تبادل الغازات وسرعتها يعتمد على طريقة السباحة وسرعة حركة الذراعين وطول المسافة، وعلى الرقم الذي يريد الحصول عليه فضلاً عن مستوى اللاعب من اللياقة والتدريب، وخلال السباحة بطريقة الظهر ترتفع سرعة التنفس إلى 64 مرة، وهذا يعادل التنفس مرتين خلال حركة واحدة، وأما خلال استعمال الطرق الأخرى فتكون سرعة التنفس 28 مرة في الدقيقة وهذا يعادل تنفساً واحداً عند العمل عل أداء حركة واحدة.

كما أن عمليات تبادل الغازات في الرئتين تجري على مستوى أقل ويصل مقدارها إلى 1.9 ملليتر في الدقيقة في جميع الطرق باستثناء طريقة الظهر، حيث تصل مقدار التهوية إلى 159 ملليتر في الدقيقة الواحدة، والسباحة للمسافات 50 متر و 200 متر و 400 متر تقود إلى الحاجة الكبيرة للأكسجين، وفي نفس الوقت تكيف الجسم للعمل بغياب الأكسجين، ومع نمو الحد الأقصى من الحاجة الأكسجين تنمو أيضاً النتائج وتتحسن الإمكانات والظروف لإعطاء نتائج أفضل.

إن رفع قدرة عضلات التنفس خلال التدريب؛ ينتج عنه تطوير نظام التنفس وسرعته وإن قدرة الرئتين عند اللاعب الذي يمارس التدريب بشكل منتظم، فإنها ترتفع بزيادة من 6 إلى 13% عند الحد الطبيعي وعند الأبطال إلى 25%، وبعد 3 إلى 4 سنوات من التدريب المستمر خاصة عند العمل على إعداد الناشئين في سن مبكر، تظهر التطورات بشكل سريع وفعال لوظيفة الأجهزة الداخلية والرئتين في العمل على استيعاب كميات أكبر من الهواء وسرعة تبديل الغازات.

إن الغطس في ماء درجة حرارته تساوي 18_ 30 يؤدي إلى انخفاض في نبضات القلب، والعكس عند الغطس في ماء درجة حرارته مرتفعة من 35_ 37، ويؤثر الغطس على عمليات التنفس (توقف التنفس وبعد 30_ 40 ثانية تنخفض سرعة القلب إلى 50_ 60 نبضة في الدقيقة)، وبعد الخروج من الماء أو فوق سطح الماء فإن نبضات القلب ترجع إلى البداية بسرعة ثم بالتدريج تعمل بشكل مثالي، كما أن ثقل الجسم يحمله الماء وأن الوضع الأفقي للجسم يقع تحت تأثير ضغط الماء، وإن هذا الضغط يقلل من شدة العمل العضلي الثابت.

كما تعمل على الوصول إلى حالة الإسترخاء العضلي، كما أنه كلما يتسع حجم القفص الصدري خلال عملية الشهيق، فإن الجسم ينخفض وزنه أي بخلاف عملية الزفير، حيث يرتفع الضغط حين وضع الرأس تحت الماء وخاصة بالنسبة لماء البحر الذي يمتاز بوزن نوعي، إن الماء بالمقارنة مع الهواء له كثافة أكبر وهذا ما يعادل 750 مرة بقدر كثافة الهواء، ويواجه الجسم في وضعه الأفقي مقاومة شديدة بالمقارنة مع التمرين خارج الماء، وعلى الفرد أن يتغلب على مقاومة الماء وذلك من أجل رفع نشاط جسمه إلى الحركة الجيدة وبالسرعة المطلوبة.

كما أن ضغط الماء يعمل على التخفيف من وزن الجسم ويؤثر على النشاط والتناسق الحركي لأجزاء الجسم، وإن خلق المهارة الحركية خلال العمل الحركي في المحيط غير المكيف للسباح، وفي الوضع الأفضل للجسم مرتبط ارتباطاً كبيراً بالمراكز العصبية، ومع الكميات المحددة في استعمال المهارة الحركية التي تتكون عند اللاعب من خلال ممارسته لأشكال رياضية أخرى ولكل طريقة في السباحة، فمن الضروري العمل على تطوير المهارة الحركية فضلاً عن تكوين ارتباطات جديدة بين المراكز العصبية والجهاز الحركي (التناسق الحركي).

وخلال التدريب المنتظم ترتبط مسافة الإثارة والشعور بحرارة الجلد، ويؤثر إلى جانب الكمي والنوعي لتأثير المحيط الخارجي (الضغط والكثافة والحرارة وسرعة الماء)، مع العمل على إثارة أجهزة الحواس والقوة والسرعة وسعة الحركة، وتبديل فترات الهدوء العضلي وكل هذه النواحي تؤثر على عمليات تطوير النتيجة في كل شكل من أشكال السباحة، كما أن إعادة الإثارة المركبة لهذه الأجهزة الحسية تقود إلى خلق الشعور الخاص والمركب.

فمثلاً الشعور بالماء بالمساعدة وتخفيف الحمل لوظائف الأجهزة الداخلية، مثل القلب والدورة الدموية والجهاز التنفسي، كما أن تدريب السباحة في الماء يسهل حركة العضلات ويرفع من مقدرتها في الارتخاء والسعة الحركية، وكذلك يبعد التعب ويمدد من فترة النشاط العضلي، كما أن السباح خلال تدريب السباحة (المسافة أو مجموعات المسافة من 4_ 10 كم إلى 6000 سعرة حرارية خلال 24 ساعة)، وأن القسم الكبير من الطاقة يصرف خلال التغلب على مقاومة الماء، وأن انخفاض درجات حرارة الجسم تؤثر تأثيراً كبيراً في زيادة صرف الطاقة.

وخلال السباحة تحت الماء فإن الهدف العمل من قبل الرياضي على قطع أطول مسافة من دون تنفس، كما أنه خلال الساعات الأولى من الممارسة ترتفع سرعة القلب إلى 140 نبضة في الدقيقة، وبعد ذلك يحدث انخفاض من 35_ 40 نبضة في الدقيقة، وتستمر هذه الحالة مع اللاعب حتى نهاية المسافة، ومع البدء بالسباحة فإن سرعة التنفس تبدأ بالارتفاع وإلى حد أقصى وبعد فترة ترجع إلى الحالة الطبيعية التي كانت عليها في التدريب.


شارك المقالة: