الجوانب الصحية والفنية في التدريبات الرياضية للمكفوفين

اقرأ في هذا المقال


هناك أمور يترتب على المدرب مراعاتها عند العمل على تدريب الرياضيين المكفوفين، حيث يترتب على المدرب وضع برنامج خاص بهم ليتناسب مع وضعهم.

الجوانب الطبية والفنية في التدريبات الرياضية للمكفوفين

يطلق تعبير كفيف البصر ليغطي أنواعاً عديدة من نقص الإبصار، والتي تتراوح بين كف البصر الكامل أو النقص الشديد في الإبصار، وفي حالة الممارسة الرياضية للمكفوفين يتم العمل على تجزئتهم فنياً بواسطة مختص إلى مجموعتين رئيستين هما:

1. الرياضيون المصابون بالكف البصري الكامل

وهم المكفوفون الذين يتمتعون بعدم قدرتهم على رؤية الضوء.

2. الرياضيون المصابون بالضعف البصر الشديد (الكف البصري النسبي)

مثل ضعف الإبصار حتى 3/ 60.

وللرياضيين من المجموعة الثانية ولو أنهم من ضعاف البصر حتى 3/ 60 إلا أنهم لهم مميزات كبيرة عن المعاقين عن المجموعة الأولى، وتختلف الرعاية الطبية والتدريبية التي تبذل باختلاف نوع المكفوف وتبعيته لإحدى هاتين المجموعتين وهل هو مكفوف تام أم نسبي، أم تصاحب إعاقته إصابة أخرى مثل العصب الشمي أو العصب الثلاثي.

والتي تضاعف من الإعاقة للكفيف وتحدث تلك الإصابة عادة عند تعرض الفرد لانفجار وشظايا قنابل يدوية في الحروب، ويصاحبها متا يسمى بالاستشارة العصبية على هيئة أضواء ونجوم ضوئية سريعة ومبهرة يشاهدها المعاق، والتي قد يصاحبها أيضاً استثارة في حاسة الشم.

كما يجب استبعاد وجود صرع عصبي أو اضطراب مرضي في الأوعية الدموية للمكفوفين، حيث تزيد نسبة هذه الأمراض فيهم عن الأصحاء، كمل يندر إصابة المكفوفين بضعف أو فقدان لحاسة السمع، كما يلزم أيضاً أن يضع المدرب في عين الاعتبار عند فحص المكفوفين نسبياً من ضعاف البصر أن بعضهم يبالغ في إعاقته مدعياً عدم رؤية أي شيء، ولذلك يجب العمل على عمل بعض الفحوص العاجلة المتخصصة للتعرف بدقة على درجة الإعاقة، ويحدث ذلك بهدف التنافس الرياضي مع زملاء في درجات إعاقة أعلى شدة.

كما يلزم لمتخصصي العلاج الطبيعي والمدربين المسؤولين عن التدريبات البدنية والرياضية للمعاق أن يتفهموا من خلال دورات صقل نوعية طبيعة الإعاقة للمكفوفين، وأنواع الرياضة التنافسية والترويحية الملائمة لهم، حيث يساعد ذلك على معاونة المكفوفين في اختيار نوعية الرياضة المناسبة، بعد أن يتم الأخذ في عين الاعتبار لياقته البدنية وحالته الصحية العامة، وأي إعاقات أخرى مصاحبة مثل فقدان الأطراف البتر.

وكذلك يتم الأخذ في عين الاعتبار طبيعة شخصية اللاعب وميوله تجاه نوعيات الممارسة الرياضية قبل الإعاقة، وبعد أن يضع الطبيب أو مدرس التربية البدنية أو المدرب الجزء النوعي للإعاقة والسابق الإشارة إليه، فعليه عمل تقرير بأنواع الممارسة البدنية المنسبة للمعاق وطبقاً لتصنيفه الفني الطبي ولدرجة الإعاقة وكف البصر، كما يترتب الإشارة إلى الصعوبة التي قد تقابل إخراج المكفوف عن عولته الفنية والنفسية، وخاصة في المراحل الأولى من التدريب.

والتي تحتاج إلى درجة عالية من لياقة وثقافة المسؤول عن التدريب البدني عند اقترابه النفسي من المعاق كفيف البصر، كما يجب على المدرب أو مدرس التربية الرياضية أن يضع في اعتباره حدوث الإرهاق البدني السريع لدى كفيف البصر، وذلك عند بداية تدريباته الرياضية والتي يتم العمل على التغلب عليها، وذلك بأن تكون تلك التدريبات متدرجة في الشدة ومنتظمة في الأداء.

كما يجب الإشارة إلى أهمية التشجيع والتهيئة للمعاق كفيف البصر عند حصول أي تقدم إيجابي طفيف في الأداء، أو في التدريبات لتساعده على بذل مجهود أكبر، كما يجب في نهاية البرنامج التدريبي للمعاق وقبل اشتراكه في الرياضة التنافسية والمسابقات، أن يوجه المدرب نصائحه للمكفوف بعدم بذل جهد أكثر من الطاقة ومن ضمن لياقته البدنية العامة، والخاصة تجنباً لحصول أخطار ومضاعفات طبية من مزاولته لرياضة لا تناسب وطبيعة إعاقته مما يعرضه لأخطار كبيرة.

كما يترتب الإشارة إلى الهدف العام من الممارسة الرياضية لمكفوفي البصر ولجميع المعاقين هو العمل على التقليل من الآثار السلبية للإعاقة، وليس زيادتها بأن الرياضات والتدريبات التي تلائم كل نوع من أنواع ودرجات الإعاقة، ويعتبر اختيار نوع الرياضة المناسبة للمكفوف هاماً وحيوياً لتنمية عناصر اللياقة البدنية العامة من مهارة وتحمل وسرعة ومرونة وقوة عضلية وتوافق عصبي عضلي، بالإضافة إلى الآثار النفسية والترويحية والإيجابية؛ مما قد يشجع المكفوف على استمرار الممارسة الرياضية بعد عودته للمنزل، أو بعد إعادة التحاقه بوظيفة مناسبة.

ويتم العمل على تدريب المعاقين من المكفوفين وضعاف البصر على رياضات تشمل أيضاً المشي والجري والرمي في ألعاب القوى، والتي تتم بمساعدات سمعية مثل الأجراس والطبول والوسائل الإلكترونية الصوتية الحديثة، كما يستطيعون أيضاً ممارسة رياضات التجديف بمعاونة بصرية من قائد الدفة أو الزميل المبصر.

ويلزم للمدرب شرح وتعليم قواعد اللعبة الفنية للمكفوفين وإصلاح أ]ة أخطاء في الأداء الفني له، وبالطبع يلزم أن يكون المدرب أو مدرس التربية الرياضية مؤهلاً علمياً لذلك ولشرح تلك الفنيات، يتم التعليم بتقسيم الحركات المركبة فنياً إلى حركات بسيطة ثم العمل على تكرار ذلك مع ضم الحركات البسيطة لبعضها مع الوضع في الاعتبار طبيعة الإعاقة وتأثيرها على الأداء.

وفي حالة عدم استطاعة المعاق الكفيف من أداء الفنيات الأساسية للعبة يفضل العمل على تغييرها واستبدالها برياضة أخرى، وذلك كضمان لتقدمه وعدم تعرضه للإصابات أو للإحباط النفسي، وقد استحدثت بواسطة الاتحاد الدولي لرياضة المكفوفين وضعاف البصر تقسيمات فنية خاصة من ثلاثة أنواع.

تقسيمات الاتحاد الدولي لرياضة المكفوفين

1. المجموعة الأولى

عدم رؤية الضوء وعدم استطاعة تمييز شكل اليد من أي اتجاه ومن أي مسافة.

2. المجموعة الثانية

يتميز بالقدرة على تمييز شكل باليد وحتى حدة إبصار لا تعدى سته على ستين مع أو بمجال رؤية لا يتعدى خمس درجات.

3. المجموعة الثالثة

من حدة إبصار أعلى من اثنين على ستين وحتى سته على ستين مع أو بمجال رؤية أعلى من خمس درجات وأقل من عشرين درجة، ويلزم أن يتم تقييم الإبصار في عيادة طبيب مختص ويجب أن يحمل اللاعب الكفيف أو ضعيف البصر نسخة من تقرير الأخصائي، مع استيفاء استمارة خاصة بذلك يوزعها الاتحاد الدولي لرياضة المكفوفين.

وأحيانًا لا يفكر الرياضيين إلا في الأحداث التنافسية الكبرى مثل الألعاب البارالمبية، ومع ذلك هناك فرص للمشاركة في الألعاب الرياضية على جميع المستويات، سواء في فرق أو بشكل فردي، ويمكن للأشخاص الذين يعانون من إعاقة بصرية المشاركة في الرياضات الخطرة مثل التزلج الحر، ومع ذلك بالنسبة للأشخاص الأقل توجهاً نحو العمل لا يزال هناك الكثير للاختيار من بينها، مثل ركوب الدراجات أو المشي جنبًا إلى جنب.

على سبيل المثال بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في ممارسة الرياضات الجماعية التنافسية، من المهم أن يعرفوا أنهم منفتحون على الأشخاص الذين يعانون من درجات مختلفة من فقدان البصر.


شارك المقالة: