العلم غير التقويمي في علم الاجتماع الرياضي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم علم الاجتماع الرياضي:

علم الاجتماع الرياضي: هو العلم الذي يدرس طبيعة وأسباب ونتائج العلاقات الاجتماعية، التي تقع بين أعضاء الفِرق والجماعات الرياضية، كما أنه هو العلم الذي يدرس التحليل لبنيوي والوظيفي للفرق والجماعات والرياضية؛ أي يدرس بناء ووظائف واديولوجية وعلاقات أهداف الفرق والجماعات الرياضية، كفرق كرة القدم أو فرق كرة السلة أو فرق كرة الطائرة أو فرق كرة اليد، ومعاهد وكليات ومديريلات التربية الرياضية، فضلاً عن التوادي والمجمعلت الرياضية الرسمية الأهلية.

ما هو العلم غير التقويمي في علم الاجتماع الرياضي؟

ممّا يعزز الصفة العلمية لعلم الاجتماع الرياضي اهتمامه بوصف وكيفية تحليل الظواهر الرياضية ذات الأبعاد الاجتماعية، حيث يكون الوصف والتحليل مستنبطاً من طبيعة الظواهر والتفاعلات التي يدرسها العلم وليس من المواقف والقيم وتوقعات العالم أو المختص، كما أن علم الاجتماع الرياضي يدرس ما هو كائن ولا يدرس ما ينبغي أن يكون، حيث تعود دراسة ما هو كائن تعود إلى العلوم بينما دراسة ما ينبغي أن يكون يعود إلى الفلسفة، حيث لما كان علم الاجتماع الرياضي مهتماً بدراسة ما هو كائن وغير مهتم بدراسة الأحكام القيمية وتقويم الأنظمة والأنشطة الرياضيين، حيث يُعدّ من المواضيع والأختصاصات العلمية المعروفة للعلماء والمتخصصين.
كما يمكن توضيح الحقائق من خلال النظر إلى الفعاليات والواجبات العلمية والتطبيقية التي يقوم بها علماء الاجتماع الرياضي، فالعالم الاجتماعي الرياضي مثلاً يهتم بدراسة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتربوية لفئة رياضة معينة كالمصارعين أو الملاكمين أو الرباعين، حيث أنه عند دراسته لظروف هذه الفئة فأنه يقوم بالتركيز على تحليل المستوى الثقافي والعلمي لأفرادها اللاعبين والمهن التي يعملوا فيها والرواتب التي يتقاضونها، وأحوالهم السكنية والتوازن بين نشاطات فراغهم والمشكلات التي يواجهونها.
ففي هذا العلم لا يهتم العالم الاجتماعي الرياضي بموضوع التقويم (التفضيل)، مثل تفضيل المصارعين أو الملاكمين الذين ينتمون إلى الطبقة الوسطى أو الطبقة الغنية على المصارعين، أو الملاكمين الذين ينتمون إلى الطبقة الفقيرة (الطبقة العمالية)، وتفضيل المصارعين الحضرين على المصارعين الريفيين، وتفضيل الملاكمين البيض على الملاكمين السود (السمر)، فالتفضيل ينبغي أن لا يدخل في علم الاجتماع الرياضي؛ لذلك أن دخوله يسبب الإفساد في منهجيته العلمية ويعمل على تشويش الحقائق ويسىء إلى طبيعة المعلومات المراد جمعها وتصنيفها ووضعها في قالب نظري سليم، إذن لا يدخل التفضيل في حقل علم الاجتماع الرياضي، وفي حالة كان موجود، فإنه يبعد كل البعد الروح العلمية المجردة التي يحملها العالم الاجتماعي الرياضي.


شارك المقالة: