العمليات العقلية الناتجة عن الفعل الحركي الرياضي

اقرأ في هذا المقال


العمليات العقلية الناتجة عن الفعل الحركي الرياضي:

الانتباه:

حيث يقصد بها قدرة الفرد الرياضي على أداء الأنشطة الحركية مع معرفة ما يحدث، وهي حالة تسبق الأداء الممارس، حيث أن الانتباه مرتبط بحاستين هما النظر والسمع، وهما مهمتان جداً في جميع الحركات الرياضية وفي الحياة الرياضية، ومن أهم الأمثلة على الانتباه في المجال الرياضي، عندما يسمع لاعب كرة السلة من اتجاه معين صوت لاعب ثاني في أثناء الهجوم، حيث أنه سوف يوجه الحركة آلياً ويتكيف مع الأداء في الاتجاه المناسب ويرسل الكرة.

كما أن الانتباه مرتبط بعمليات الدماغ، بالإضافة إلى أنه يعتبر استثارة وتوجيه وانتباه الفرد الرياضي، حيث أنه هو عكس التركيز؛ أي بمعنى أن الانتباه عام والتركيز خاص، ويعرف أيضاً بأنه استثارة وتوقيت، وتوقف أو تعطل أجزاء معينة ومحددة من التفكير في حالة الأداء الحركي.

حيث يمكن أن يرجع الانتباه الخاص باللاعب الرياضي إلى عدة عوامل، وأهم تلك العوامل: (العوامل الجسمية مثل الاضراب في الأجهزة الجسمية، العوامل النفسية مثل القلق، والعوامل الاجتماعية مثل المشكلات الاجتماعية، بالإضافة إلى العوامل الفيزيائية مثل الحرارة والضوء والتهوية).

التركيز:

حيث يعرف التركيز بأنه عبارة عن تجميع الأفكار وتثبيت الانتباه اللاعب الرياضي؛ وذلك لتحقيق الهدف، كما يعرف بأنه تجميع كل القنوات الحسية الخاصة باللاعب الرياضي في موضع واحد، حيث أن التركيز هو عبارة عن جوهرة الانتباه الخاص باللاعب الرياضي، فعلى سبيل المثال، عندما يريد اللاعب الرياضي في لعبة كرة القدم أن يقوم بتنفيذ ضربة الجزاء، فإنه سوف ينتبه على الهدف كله، ولكنه سوف يركز على نقطة معينة في الهدف؛ وذلك لكي يسدد الكرة.

وأيضاً لاعب الملاكمة أثناء المباراة، فإنه ينتبه على حركات خصمه أثناء السباق، ولكنه في ذات الوقت يركز على نقاط الضعف، كما يساعد التركيز على رد فعل جيد ثم استجابة حركية جيدة، فإن تركيز الانتباه يحقق الفعل الحركي الصعب دون الانتباه إلى التفاصيل؛ وذلك لأن الانتباه يعطل الفعل الحركي السريع ومن ثم يصبح رد الفعل ضعيف، حيث يوجد بعض الفعاليات التي تحتاج إلى تركيز طويل الأمد؛ أي بمعنى أن تكون هناك مطاولة في التركيز، مثل (الملاكمة)، كما يوجد أيضاً بعض الفعاليات التي تتطلب لحظات قصيرة من التركيز، مثل (سباق 100 متر).

حيث أن التركيز هو عبارة عن تجميع كافة الأفكار والعمليات الفكرية بعامل واحد؛ وذلك للعمل على تقديم الخدمة للأداء الحركي المهاري المراد تحقيقه، حيث أن التركيز هو عبارة عن عملية قطع عن المحيط الخارجي لأداء أدق الحالات الحركية، كما يرى الأفراد الرياضيين سواء كانوا مدربين أو مدرسين أن التركيز في الساحة والميدان مهم جداً.

حيث يركز اللاعب كل تفكيره ويوقف كل العمليات التفكيرية لخدمة سماع طلقة المسدس، لغرض الركض بسرعة في سباق 100متر؛ وذلك لأن التركيز على الانطلاقة في هذه الفعالية مقروناً برد فعل حركي، وهي التي تحدد من اللاعب الفائز ومن اللاعب الخاسر في هذه الفعالية، بينما ليس مهم هذه الدرجة من التركيز على الإطلاق في سباق 1500متر، حيث يمكن أن يكون الانتباه بديلاً عنه، ولكن التركيز يكون على الخطوات التي يستعملها المتسابق الآخر.

سرعة رد الفعل:

يعد رد الفعل من العناصر المهمة في حياة اللاعب الرياضي، حيث تختلف أهميته من لعبة رياضية إلى لعبة رياضية ثانية، ومن مهارة رياضية إلى مهارة رياضية ثانية؛ أي بمعنى أنه ضروري في الكثير من الألعاب الرياضية، كما يحدث في فعاليات الركض السريع والملاكمة والمبارزة وجميع الألعاب الرياضية الخاصة بالكرة.

كما يعتبر سرعة ردة الفعل أنه الفترة الزمنية التي تدل على وقت حدوث المثير بمختلف أنواعه، حيث أنه هو أول انقباض عضلي كرد فعل لهذا المثير، وأيضاً هو عبارة عن المدة الزمنية المحصورة من بين بداية عرض المثير أو الحافز إلى بداية استجابة اللاعب الرياضي، كما يوجد نوعين من سرعة رد الفعل، وهما:

  • النوع الأول (رد الفعل البسيط): حيث أنه يظهر عندما يكون المثير معروف من قبل اللاعب الرياضي، فضلاً عن معرفة الرياضي أسلوب الاستجابة لهذا المثير، ومن أهم الأمثلة على ذلك: بداية الركض السريع في الساحة والميدان والسباحة.
  • النوع الثاني (رد الفعل المعقد): حيث يظهر عندما لا يعرف اللاعب الرياضي بوقت سابق نوع المثير وتوقيت حدوث المثير مثل مختلف مواقف اللعب، والتي يتطلب فيها أن يتخذ اللاعب الرياضي القرار المناسب للركض على هذا المثير، كما أن في بعض الأنشطة الرياضية خاصةً ألعاب الكرة عادةً ما يحتاج اللاعب إلى أداء أنواع مركبة من رد الفعل، فقد يتطلب من اللاعب الرياضي سرعة رد الفعل خلال اللعب، وبما يتطلب اختيار القرار المناسب والذي تناسب مع الموقف لأداء الحركة المطلوبة وبسرعة.

كما أن الانتباه سبق رد الفعل، فعلى سبيل المثال (في بداية سباق الجري 100متر سوف ينتبه اللاعب على الجمهور وعلى اللاعبين الآخرين وعلى كل ما يدور حوله، ولكن عندما يسمع كلمة على الخط سوف تبدأ عملية التركيز لتحضير الاستجابة، حيث هنا يركز اللاعب لسماع الطلقة بأنه كلما كان التركيز مضبوطاً كلما كان رد الفعل جيد وأسرع).

فعندما تتجمع العمليات الفكرية لهدف التركيز سوف يأتي المثير وهو الطلقة، وعن طريق السمع سوف ينتقل الصوت عبر الأذن ثم العصب السمعي وتفسر بالدماغ، ويكون رد الفعل بشكل مباشر؛ حيث أن ذلك عن طريق انتقال إشارة العصبية إلى أعضاء الحركة.

الإدراك:

حيث يقصد به هو العملية العقلية أو الأنشطة العقلية الذي عن طريقها يستطيع اللاعب أن يتعرف على العالم الرياضي، حيث أن الإدراك هو عبارة عن رد فعل لمثيرات حسية معينة، ويعرف أيضاً بأنه العملية العقلية التي تسبق السلوك الرياضي الممارس داخل الملاعب الرياضية، حيث بدون الإدراك لا يحدث السلوك؛ وذلك لأن اللاعب الرياضي يتعرف وفقاً إلى متطلبات الموقف الذي يدركه؛ أي بمعنى أن الإدراك هو تفسير المعلومات والمعارف الرياضية التي يتم اكتشافها عن طريق حواس اللاعب الرياضي.

فإن الإدراك داخل الملاعب الرياضية لا يأتي فجأة، إنما يأتي بالتجربة والممارسة بوقت مسبق، حيث أن التكرار يعمل على تطوير الإدراك، ونسبةً إلى ذلك يوجد إدراك مبتدئ للحركة الرياضية، ويأتي هذا بشكل دائم في المهارات الحركية عن طريق الشرح والتوضيح وعرض الحركة.

كما يتطلب الأداء الرياضي على أعلى مستوى ثروة من الوظائف المعرفية مثل الانتباه واتخاذ القرار والذاكرة العاملة؛ لتعمل في المستويات المثلى في البيئات المجهدة والمتطلبة، حيث ازداد الدليل على فوائد النشاط البدني على الأداء الإدراكي في السنوات الأخيرة، فعلى الرغم من أن العلاقة بين هذه المتغيرات قد تم تحليلها لعقود من الزمن، إلا أن بعض القدرات المعرفية المحددة للرياضيين يمكن أن تساعدهم على أن يصبحوا أكثر فاعلية وتحسين فرصهم في النجاح.


شارك المقالة: