العمليات الفسيولوجية للتنفس أثناء ممارسة الرياضة

اقرأ في هذا المقال


تعمل الأنشطة الرياضة على إكساب اللاعب العديد من الفوائد المهمة؛ والتي تنعكس بشكل إيجابي على كافة الأجهزة في الجسم.

العمليات الفسيولوجية للتنفس أثناء ممارسة الرياضة

يعتبر أي نوع من النشاط البدني تمارين رياضية، ويمكن أن تكون رياضة مخططة مثل الجري أو السباحة أو التنس أو الركض أو برنامج تدريبي أو هواية مثل ركوب الدراجات أو المشي، ويمكن أن يشمل أيضًا الأنشطة البدنية التي تعد جزءًا من الحياة اليومية، ومن أجل البقاء بصحة جيدة يجب أن تمارس 30 دقيقة من التمارين المعتدلة خمسة أيام في الأسبوع، وبالنسبة للشخص السليم قد تكون التمارين المعتدلة هي المشي بسرعة تتراوح من 4 إلى 6 كيلومترات في الساعة.

وأثناء التمرين يعمل اثنان من أعضاء الجسم المهمة، هما القلب والرئتان وتجلب الرئتان الأكسجين إلى الجسم؛ لتوفير الطاقة وإزالة ثاني أكسيد الكربون، كما يضخ القلب الأكسجين إلى العضلات التي تمارس التمرين، وعندما يمارس الرياضة وتعمل العضلات بجهد أكبر يستخدم الجسم المزيد من الأكسجين وينتج المزيد من ثاني أكسيد الكربون.

وللتعامل مع هذا الطلب الإضافي يجب أن يزيد التنفس من حوالي 15 مرة في الدقيقة (12 لترًا من الهواء)، و عندما تكون اللاعب مستريحاً إلى حوالي 40_ 60 مرة في الدقيقة (100 لتر من الهواء) أثناء التمرين،  تسرع الدورة الدموية أيضًا لتوصيل الأكسجين إلى العضلات حتى يتمكن اللاعب من الاستمرار في الحركة، وعندما تكون الرئتين بصحة جيدة، فإن اللاعب يحتفظ باحتياطي تنفس كبير.

وقد يشعر اللاعب بضيق في التنفس بعد التمرين، ولكن لن يشعر يضيق في التنفس،  عندما يكون لدى اللاعب قصور في وظائف الرئة، ويمكنه استخدام جزء كبير من احتياطي التنفس، وقد يجعل اللاعب هذا يشعر بضيق في التنفس، وهو شعور مزعج، ولكنه ليس خطيرًا بشكل عام.

ومن الطبيعي أن يشعر اللاعب بضيق في التنفس أثناء التمرين، ومع ذلك فإن التمارين المنتظمة يمكن أن تزيد من قوة ووظيفة العضلات؛ مما يجعلها أكثر كفاءة، وسوف تتطلب العضلات كمية أقل من الأكسجين لتتحرك وستنتج كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون، وسينتج عن هذا على الفور إلى تقليل كمية الهواء التي ستحتاج إلى الشهيق والزفير لممارسة معينة، كما يحسن التدريب أيضًا الدورة الدموية ويقوي القلب.

هل يمكن أن تسبب الرياضة أي مشاكل في الرئتين

كما ستعمل التمارين الرياضية على تحسين صحة اللاعب الجسدية والنفسية بشكل عام؛ لتخفيض خطر الإصابة بحالات أخرى مثل أمراض القلب والاكتئاب، وقد يتعرض الأشخاص الذين يتبعون أنظمة تدريب عالية الكثافة، أو الذين يتدربون بانتظام في بيئات معينة لخطر الإصابة بالربو الناجم عن ممارسة الرياضة، أو حالة تُعرف باسم فرط استجابة الشعب الهوائية حيث يتم انسداد الشعب الهوائية بعد التمرين.

كما يكون نتيجة ذلك هو وجود مواد ملوثة في البيئة التي يتدربون فيها، مثل الكلور في حمام السباحة أو الهواء البارد الجاف على منحدر التزلج، كما أن الرياضيون الذين يمارسون رياضة التحمل لديهم القدرة على استنشاق المزيد من المواد الضارة إلى رئتهم، حيث يتعرضون لهذه الظروف لفترات أطول من الوقت.

ومن الممكن للأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة طويلة الأمد المساعدة في تحسين أعراضهم من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وفي حال كان اللاعب يعاني من حالة مزمنة في الرئة، فقد يكون التفكير في فقدان التنفس سريعًا أمرًا شاقًا وقد لا يشعر بالحافز لممارسة الرياضة، وقد يكون من المغري تجنب ممارسة الرياضة لأن اللاعب يعتقد أنها ستجعلك تتنفس، ولكن إذا قام اللاعب بنشاط أقل فسيصبح أقل لياقة وستصبح الأنشطة اليومية أكثر صعوبة.

ومن الأفضل للاعب أن يطلب إرشادات من الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي قبل البدء في ممارسة الرياضة؛ وذلك للتأكد من أن خطط التمرين الخاصة باللاعب تتماشى مع قدرتك وأنها آمنة، ويجب أن يتم بناء جميع برامج التمرين بمرور الوقت للسماح للجسم بالتكيف، ومن المهم أن يمارس الرياضة وفقًا لسرعته الخاصة، وإذا وصل اللاعب إلى مرحلة يشعر فيها بضيق لا يحتمل في التنفس، فيجب عليه القيام بإبطاء السرعة أو توقف مؤقتًا إذا لزم الأمر.

ويمكن أن تساعدك التمارين المتقطعة أيضًا في التعامل مع ضيق التنفس، وفي هذه الحالة يقوم بالتناوب بين تمرين قصير يستمر من دقيقة إلى دقيقتين مع لحظات من الراحة (أو تمرين أبطأ)، وهذا ما يسمى التدريب المتقطع.


شارك المقالة: