اقرأ في هذا المقال
- تأثيرات أنواع التدريب على النظام البيو كيميائي للأعضاء
- تأثير التدريب على اللياقة البدنية والصحة والقدرة على التكيف الرياضي
إن الأسس البيو كيميائية للتحمل في أداء عمل يستمر لفترة طويلة يتحقق من خلال القدرات الكامنة للأعضاء لإعادة بناء مركبات الفوسفات الغنية بالطاقة من خلال الطريق الهوائي (مشاركة الأكسجين).
تأثيرات أنواع التدريب على النظام البيو كيميائي للأعضاء
إن الأساس البيو كيميائي لهذه العملية مرتبطة بالقدرة الكامنة على أداء العمليات اللاهوائية كطريق لإعادة بناء المركبات الفوسفاتية الغنية بالطاقة، فالعملية تكون مرتبطة بمدى تكيف الأعضاء أو ملائمة الأعضاء للعمل تحت عوامل نقص نسبي لكمية الأكسجين اللازمة لأداء مثل هذا العمل، وهذا يعني العمل تحت ظروف لا هوائية نسبية، كما أن تطوير خواص وصفات الفعاليات الحركية خلال عمليات التدريب تكون عادة مرتبطة بطبيعة التمارين البدنية.
وهذا الشيء يخضع إلى حقيقة أو موضوعية التكيف النوعي أو الملائمة البيو كيميائية النوعية للأعضاء، فتمارين القوة تطور قبل كل شيء القدرة والقوة وتمارين السرعة تطور القابلية على أداء الشغل بشكل سريع، كما أن تمارين التحمل الغرض منها تطوير القابلية والقدرة على التحمل، كما أن التمارين الموجهة لغرض تطوير صفة معينة يمكن أن تؤدي حسب التصورات البيو كيميائية إلى تطوير صفات أخرى، وإن تطوير خواص وصفات الفعاليات الحركية مرتبط بتأثير عملية التدريب على تطوير النظام البيو كيميائي.
تدريبات الإجهاد العنيفة والسريعة
وخلال هذه التدريبات تتم عملية إعادة بناء ثلاثي فوسفات الأدينوزين (Adenosine) من خلال طريق لاهوائي بصورة رئيسية، وخاصة في بداية التمرين وبناءً على ذلك سيؤدي التدريب إلى تقوية هذا الطريق (الطريق اللاهوائي)، كما سيحصل تكيف نوعي للأعضاء للعمل تحت ظروف نقص نسبي في كمية الأكسجين، كما أن الطريق اللاهوائي في عمليات إعادة بناء ثلاثي فوسفات الأدينوزين يكون عادة أقل كفاءة من الطرق الهوائية التأكسدية.
ولذلك فخلال هذا النوع من التدريب سيضعف عملية بناء البروتين، حيث تكون كفة عملية هدم البروتين هي الراجحة، أي أن كمية البروتين المستعمل تكون أكبر من تلك التي يعاد بناؤها، وبالتالي ستتناقص كميته في العضلة، وأما في فترات الراحة فستزداد قوة عملية إعادة البناء، وإن ما يعاد بناؤه من البروتين في العضلة عند فترة الراحة هو أكبر من الكمية التي استهلكت أثناء إجراء التمرين، وبناءً على ذلك فإن كمية البروتين في العضلة ستتجاوز المستوى الأصلي الذي كانت عليه قبل إجراء التمرين.
وينتج عن ذلك كبر كتلة العضلة وإن زيادة البروتين في العضلة يعني زيادة الميوسين، وبالتالي زيادة في فاعلية “ATP” وهي اختصار لـ “Adenosine triphosphate”، كما أن التغيرات البيو كيميائية هي الأساس البيو كيميائي للقوة فالتدريب الموجه لغرض السرعة والتغلب على الإجهاد العنيف؛ سيؤدي بشكل غير مباشر إلى زيادة القوة أيضا ومن ناحية أخرى فإن عملية إعادة بناء ثلاثي فوسفات الأدينوزين أثناء إجراء التمرين ستعوض بطريق هوائية في فترة الراحة.
كما أن هذه الطرق الهوائية ستؤدي إلى الأكسدة المصحوبة بالفسفرة، وكل هذا يؤدي إلى توسع في إمكانية الأعضاء على الاستفادة من من الطريق الهوائي خلال عملية التدريب، وهذا الأمر سوف يساعد على التحمل؛ لأن هذا هو الأساس البيو كيميائي للتحمل، كما أن التدريب على تمارين السرعة يؤدي إلى تحسين الإمكانية على التحمل عند الرياضي إضافة إلى الهدف الأصلي من التدريب، فهذا التوافق يعني أن التمارين العنيفة والسريعة لا تؤدي إلى تطوير زيادة سرعة الرياضي فقط، وإنما تطوير القوة والتحمل أيضاً.
تأثير التدريب على اللياقة البدنية والصحة والقدرة على التكيف الرياضي
وتمنح اللياقة البدنية التي يتم تحقيقها من خلال التمارين المنتظمة أو النشاط البدني العفوي، والمرونة من خلال إحداث فوائد نفسية وفسيولوجية إيجابية وتثبيط تفاعل الإجهاد، والحماية من العواقب السلوكية والتمثيلية الضارة المحتملة للأحداث المجهدة والوقاية من العديد من الأمراض المزمنة، كما أن هذا التراجع يساهم في تقليل التفاعل العاطفي والفسيولوجي والاستقلابي بالإضافة إلى زيادة الحالة المزاجية الإيجابية والرفاهية.
كما أن هناك آلية أخرى يمكن من خلالها ممارسة الرياضة بانتظام أو اللياقة البدنية أن تمنح المرونة من خلال تقليل الالتهاب المفرط، ولقد ارتبط الإجهاد النفسي المزمن والخمول البدني بالتهاب مستمر ومنظم ومنخفض الدرجة وله آثار ضارة على الصحة العقلية والجسدية، ويمكن للتأثيرات المضادة للالتهابات الناتجة عن ممارسة الرياضة والنشاط المنتظم أن تعزز المرونة السلوكية، وتحمي من الأمراض المزمنة المختلفة، علاوة على ذلك قد تفيد التمارين الدماغ من خلال تعزيز التعبير عن عامل النمو والليونة العصبية، وبالتالي المساهمة في تحسين الحالة المزاجية والإدراك.