يجب على المدرب العمل على تحديد حجم وشدة التدريب بشكل يتناسب مع قدرات الرياضي ضمن البرنامج التدريبي، وذلك حتى لا تؤدي أي زيادة في التدريب إلى عدم قدرة اللاعب على الاستمرار في الممارسة.
تأثيرات شدة الحمل التدريبي على لاعبي الرياضة
تعتبر شدة الحمل التدريبي هي درجة أو قيمة أو مستوى صعوبة الأداء، ويقاس بالزمن أو المسافة أو الكيلوغرام، ومن الضروري التمييز بين نوعين من الشدة وهي الشدة القصوى التي تستعمل عادة في المنافسات، والشدة النسبية التي تستعمل في التدريب وفي الألعاب التي يكون فيها الزمن حاسماً في النتيجة، كألعاب القوى والسباحة وغيرها فإن استعمال القيمة القصوى للسرعة كمؤشر للشدة القصوى في المنافسات يكون مبنياً على أساس غير سليم.
فمثلاً سرعة معدل عدائي المستويات العليا في فعالية عدو 400 متر تساوي 9.13 م/ ث، ولكن في عدو مسافة 30 متر من البدء المتحرك تصل السرعة القصوى إلى 11.5 م/ ث، كما أن تحديد شدة التدريب هو عملية تخصصية ولذلك من الضروري العمل على الاهتمام بالمؤشرات التي تستعمل في الحمل التدريبي بدقة عالية؛ وذلك لأنه أي تلاعب أو تغير بأحد المؤشرات كالحجم أو الشدة أو الراحة فإن هدف التدريب سوف يتغير في ألعاب القوى والسباحة والتجديف.
وفي بعض الفعاليات الأخرى تتحدد شدة التدريب في ضوء قيمة أو سرعة العدو إذا تم أخذ ذلك بعين الاعتبار في أن الشدة القصوى للتدريب تقاس من خلال سرعة المنافسة، فالعداء الذي يقطع مسافة 1500 متر في 4 دقائق، فإن معدل سرعة الركض ستساوي في هذه الحالة 6.25 م/ ث، وهذه تعتبر الشدة القصوى في المنافسة، ولذلك يفضل العمل من قبل المدرب على قياس الشدة النسبية للتمرين من الشدة القصوى للمنافسة.
كما أن شدة التمرينات تحدد عمق التغييرات الوظيفية للجسم ويعتبر استعمال متوسط ضربات القلب لتحديد الشدة القصوى، على اعتبار أن متوسط ضربات القلب خلال الجهد والراحة هو أفضل مؤشر فسيولوجي يمكن من خلاله تحديد الكثير من المتغيرات، ومنها مستوى الحالة التدريبية وطول فترات الراحة بين التمارين تعمل على تحديد نظم الطاقة المستعملة في التمرين.
وفي ألعاب القوة السريعة كالألعاب الرياضية فإن الطبيعة المتغيرة للتمارين في هذه الألعاب والتغيرات في الأحمال التدريبية خلال التمارين، فإن قياسها مباشرة يكون صعباً نوعاً ما وأما قياس المتغيرات الفسيولوجية لهذه الألعاب يكون أقل صعوبة، كما أن هناك علاقة بين سرعة العدو ومعدل ضربات القلب للاعبي كرة القدم، وهذه العلاقة تعمل على التنبؤ في سرعة الجري بدقة عالية.
كما أنه في رياضة رفع الأثقال يعتبر أفضل إنجاز في تمرين ما هو مؤشر للشدة المطلقة، ففي حال رفع اللاعب وزن يساوي 120 كغم في إحدى السباقات أو الاختبارات التدريبية، بحيث أنه لا يستطيع العمل على رفع أكثر من هذا الوزن، فيسمى هذا الوزن بالقوة القصوى في هذا التمرين أو الشدة القصوى، وأما بالنسبة للشدة النسبية فهي تكون مقدار الأثقال المرفوعة نسبة إلى القوة القصوى للاعب أثناء ممارسة هذه الرياضة.
كما أن لمؤشر ضربات القلب دور كبير في قياس وتقويم الشدة في ألعاب المصارعة، فقيمة الشدة خلال هذه المباريات تعتبر هي الشدة القصوى وفي التمارين تعتبر معياراً للشدة النسبية، كما يترتب على المدرب العمل على تحديد حجم وكثافة التدريب بشكل يتناسب مع كافة اللاعبين في الفريق، ويجب عليه معرفة مستوى كل لاعب قبل العمل على وضع البرنامج التدريبي، حيث أن أي ارتفاع في حجم وأحمال ووحدات التدريب تؤدي إلى حصول تعب على اللاعب.
وكذلك على المدرب لأنه سوف يضطر إلى القيام في التقليل من كثافة الأحمال التدريبية لتناسب كافة أعضاء الفريق واللاعبين، كما أن هناك فعاليات رياضية يترتب على المدرب العلم بها من ناحية صرف الطاقة بشكل كبير أثناء ممارستها من قبل اللاعبين، مثل عدو المسافات القصيرة والقفز العالي والرمي ورفع الأثقال، على الرغم من أن مجموع الطاقة المصروفة قليلة خلال الفعالية، إلا أن قيمتها كبيرة عند العمل على قياسها بوحدة الزمن الثانية.
وفي هذه الرياضات يترتب على المدرب العمل على وضع برنامج مناسب مع الطاقة التي يستهلكها ويصرفها اللاعب أثناء الممارسة، مع الأخذ بعين الاعتبار الحرص على وضع فترات راحة تلائم كافة الطاقة والجهد المبذول خلال النشاط الرياضي.