يجب على
اللاعب العمل عند ممارسة الرياضة أخذ أوقات
راحة كافية؛ وذلك من أجل أن يكون قادر على البدء في ممارسة الأنشطة من جديد.
تأثير التعب البدني على العضلات والعظام والمفاصل
إن ممارسة التدريب إلى درجة الوصول إلى حالة
التعب، يقيد من تحسين عمل الأجهزة الحيوية والقوة العضلية؛ وذلك لأن عضلات الجسم لا تستفيد من التدريبات الرياضية إلا إذا شعر اللاعب في نهاية التدريب بشيء من التعب العضلي ولكن ليس معنى ذلك بسبب الوصول إلى درجة الإجهاد؛ وذلك لأن الإرهاق العضلي يعتبر من أخطر ما يهدد صحة الرياضيين نتيجة تعرضهم للمشاكل العديدة، كتمزق العضلات و
المفاصل ومشاكل الغضاريف.
بالإضافة إلى أن الإرهاق الشديد بجسم الرياضي يرفع من الطاقة الكهربائية والمجال المغناطيسي اللذين يخرجان عن القشرة المخية، وبذلك يصبح المجال المغناطيسي في غير مجاله الصحيح أو الطبيعي، مما يؤدي إلى فقدان اللاعب لدرجة الاتزان وعدم القدرة في السيطرة على الحركات الرياضية وهبوط مستوى سرعة الاستجابة للحركات المطلوب أداؤها في المواقف الفجائية وانخفاض القدرة العضلية، كما أن تكرار الإرهاق العضلي يحدث تغيرات كيميائية في السوائل الزلالية بمفاصل الجسم بشكل عام.
والمفاصل الكبيرة بصفة خاصة وبذلك تصبح سوائل هذه المفاصل أعلى لزوجة، وبتكرار حصول ذلك تتكون الالتصاقات في أربطة المفاصل ويصيبها التليف ثم التصلب وبالتالي تفقد مرونتها تماماً؛ مما يؤدي إلى الشعور بأوجاع المفاصل، وتدريجيا إلى الألم المفصلي الحاد وعدم القدرة على أداء الحركات الطبيعية للمفصل، وأخيرا تتصلب الأوتار العضلية المحيطة بهذه المفاصل ثم تصاب الغضاريف للمشاكل وفي النهاية يصاب اللاعب بأمراض المفاصل المتنوعة.
التعب خلال أداء تمارين رياضية مختلفة
يكون التناسق الخاص في الأنظمة القيادية (الموضعية) وآليات التعب مميزاً للتمارين المختلفة، وعند أداء تمارين القدرة اللاأكسجينية القصوى يكون للعمليات التي تحدث في منظومة العصب المركزي والجهاز العصبي العضلي المنفذ دور مهم جدا في تنمية التعب، وفي وقت أداء هذه التمارين يتوجب على المراكز الحركية العليا أن تنشط وبشكل أقصى العدد المستطاع من الخلايا العصبية الحركية الخاصة للعضلات العاملة، فمثل هذا النشاط الحركي المشدودة يمكن أن تنخفض خلال عدة ثوان فقط.
وينخفض تردد النبضات بصورة مبكرة ويحصل توقف في الخلايا العصبية الحركية السريعة ثم يتم استهلاك الفوسفات بشكل سريع ومطلق في العضلات العاملة وخاصة فوسفات الكرياتين، ولذلك يشكل ظهور الفوسفات (المصادر الأساسية القادرة على تأمين مثل هذا العمل) واحداً من آليات التعب الرئيسية عند أداء هذه التمارين، إن تحلل السكر اللاأكسجيني يتضاعف بشكل أبطأ، ولذلك بعد مرور عدة ثواني من العمل بزيادة تركيز الأسيد في العضلات المتقلصة بكمية غير كبيرة.
كما أن لأنظمة التأمين الوظيفي دوراًِ مهماً ا في أداء هذه التمارين وبالتطابق في تنمية التعب تبعاً لنشاطها، وعند أداء تمارين القدرة اللاأكسجينية القريبة من القصوى المحددة لتنمية التعب، تعمل التغيرات
الجارية في منظومة العصب المركزي وفي الجهاز العضلي المنفذ بنفس الطريقة، وكما هو الحال عند العمل اللاأكسجيني الأقصى يترتب أن تؤمن منظومة العصب المركزي نبضاً ذات طاقة عالية لغالبية الخلايا العصبية الحركية التي تعمل على تمديد العضلات الأساسية العاملة بالعصب.
ويجري في الخلايا العضلية نفسها استهلاك شديد للتمثيل الغذائي اللأكسجيني والفوسفات والجليكوجين العضلي، كما تتجمع وتنتشر في الدم كمية كبيرة من حامض اللبنيك في العضلات والدم؛ كسبب مهم للتعب خلال العمل اللاأكسجيني القريب من الأقصى، مما يؤدي إلى انخفاض سرعة تحلل الجليكوجين في العضلات من جهة، ويؤدي تأثيراً جيداً على نشاط منظومة العصب المركزي من جهة أخرى.
التغيرات التي تحصل بسبب التعب عند أداء تمارين ذات شدة منخفضة
وأما عند العمل على أداء تمارين القدرة اللأكسجينية دون القصوى، فإن الآلية الرئيسية للتعب في هذه التمارين والمرتبطة مع تحلل الجليكوجين (كوسيلة لتأمين الطاقة الأساسي) في الخلايا العضلية هي تجميع أو تجمع للأسيد في العضلات وفي الدم وانخفاض “PH” وهي اختصار لـ “potential of hydrogen”، كما أن هذين العاملين يقودان إلى انخفاض سرعة تحلل الجليكوجين في العضلات ويسببان تأثيرا سلبي على نشاط منظومة العصب المركزي.
وعند أداء تمارين القدرة الأكسجينية القصوى يرتبط التعب وقبل كل شيء مع النظام الناقل للأكسجي لكفاءة الأداء، وإن إحدى هذه الآليات الرئيسية للتعب في هذه الحالة هو تزويد العضلات العاملة غير كافية من الأكسجين، وفي سير هذا العمل تحصل العضلات على الحصة الكبرى من الطاقة نتيجة تحلل الجليكوجين اللاأكسجيني مع تكون حامض اللبنيك الذي يكون لتجمعه انخفاض (PH)في العضلات وفي الدم دور مهم أيضاً في تطوير التعب.
كما أن أداء تمارين القدرة الأكسجينية القريبة من القصوى أيضا يتحدد بقدرات النظام الناقل للأوكسجين بشكل أساسي، ونتيجة لأدائها ينخفض تركيز الفوسفاجينات بشكل غير كبير ويكون تركيز الأسيد في العضلات وفي الدم غير كبير نسبيا ويرتبط التعب بانخفاض إنتاج نظام القلب الوعائي ويبرز الإنتاج القلبي كعامل أساسي محدد لتأمين العضلات بالأوكسجين، ويؤمن العمل من خلال الجليكوجين بصورة أساسية، ولكن الامتناع عن استمراره لا يرتبط مباشرة بنضوب مصادر الجسم الكربوهيدراتية.
كما أن التركيز العالي لحامض اللبنيك في العضلات وفي الدم يعتبر واحدا من آليات التعب المهمة عند أداء تمارين القدرة الأكسجينية القريبة من القصوى، ويرتبط تمارين القدرة الأكسجينية دون القصوى بالأحمال الكبيرة بنظام القلب الوعائي ويؤمن أدائها من خلال العمليات المؤكسدة في العضلات العاملة المستخدمة كمصدر أساسي الجليكوجين العضلي وجلوكوز الدم.
إن الآلية الأساسية للتعب عند هذه التمارين هي ظهور مخزون الجليكوجين فالعضلات العاملة وفي الكبد، وأغلب التغيرات الملحوظة في نشاط نظام القلب الوعائي على امتداد فترة الحالة شبه المستقرة تعكس جريان العمليات التي تؤدي في نهاية الأمر إلى التعب، فالأحمال الكبيرة والطويلة على القلب تؤدي إلى انخفاض إنتاجية عضلة القلب، وتلعب الكلى دورا في المحافظة على درجة حرارة الجسم الضرورية (فرط الحرارة العاملة) والتي ترتفع حسب درجة استمرارية العمل دور معيناً في تنمية التعب.
كما تبدي تمارين القدرة الأكسجينية المتوسطة حملاً كبيراً جداً على النظام الناقل للأوكسجين، فعند العمل بمثل هذه القدرة يحدث صرف كبير في جليكوجين العضلات، وصرف مضاعف في جليكوجين الكبد، مما ينتج عنه تطور هبوط سكر الدم، وبهذا الشكل ستتأثر منظومة العصب المركزي والذي يمثل جلوكوز الدم بالنسبة لها دور المصدر الطاقة الوحيد، وإضافة لذلك فان لاختلال عمليات تنظيم الحرارة أهمية كبرى بحيث تستطيع أن تسبب ارتفاع انتقال الحرارة نتيجة لإعادة توزيع جريان الدم (مضاعفة مجري الدم الجلدي وانخفاض مجري الدم للعضلات العاملة).
وينخفض تزويد العضلات العاملة بالأوكسجين مما يؤدي إلى تعب عضلي، وتمتاز تمارين القدرة الأكسجينية الصغرى بنفس تلك الحالات الموضعية درجة حرارة الجسم، وتمتاز تمارين القدرة الأكسجينية الصغرى بنفس تلك الحالات الموضعية والآليات التي تؤدي إلى التعب.
المصدر:
كتاب" فسيولوجيا الرياضة للدكتور: عبدالرحمن زاهر كتاب" فسيولوجيا الحركة للدكتور: عبد المالك سربوت كتاب" فسيولوجيا التدريب الرياضي للدكتور: محمد حسن علاوي كتاب" مبادئ الفسيولوجيا الرياضية للدكتور: سميعه خليل محمد