تتعدد الإصابات الرياضية التي تحصل للاعبين أثناء ممارسة الرياضة، حيث أن الإصابات تصنف على حسب مكان وقوعها وشدتها والوقت الذي يستطيع فيه اللاعب العودة إلى اللعب مرة أخرى.
تصنيف الإصابات الرياضية
تتنوع الإصابات الرياضية من حيث آلية الإصابة وكيفية ظهورها لدى الأفراد وكيفية التعامل مع الإصابة، حيث يمكن أن يكون تحديد ما هي الإصابة الرياضية بالضبط مشكلة والتعريفات ليست متسقة، حيث يمكن تعريف الإصابة الرياضية على أنها “ضرر يلحق بأنسجة الجسم نتيجة للرياضة أو التمرين، كما أنه تم تطوير العديد من الأنظمة الشاملة لتصنيف الإصابة من أجل المساعدة في تطوير مراقبة الإصابات التي يمكن استخدامها عبر الألعاب الرياضية.
كما تعد الإصابات جانبًا شائعًا للمشاركة في أي نوع من النشاط البدني، وعادة من المرجح أن تحصل الإصابات في الرياضات التي تحتاج في ممارستها إلى الاحتكاك، مثل دوري الرجبي أو كرة القدم ولكنها قد تنتج أيضًا عن الإفراط في استخدام حركات معينة، مثل الجري في الأنشطة الرياضية الأخرى، كما تصنف الإصابات الرياضية كالتالي:
مباشرة وغير مباشرة
تحدث الإصابات المباشرة بسبب قوة خارجية أو تصادم ناتج عن مصدر خارج الجسم، على سبيل المثال إصابة تحدث عندما تلامس كرة أو لاعب منافس جسم الرياضي، أو عند التعرض للضرب بشيء مثل كرة السلة أو عصا الهوكي، حيث يمكن أن تسبب الإصابات المباشرة كسورًا والتواءات وكدمات وخلعًا ونزيفًا داخليًا، ومن الأمثلة الأخرى للإصابات المباشرة حدوث كسر في العظام نتيجة اعتراضات خاطئة في كرة القدم أو السقوط بشكل محرج بعد تدخل في لعبة كرة القدم؛ مما يضغط على ذراع ممدودة ويسبب كسرًا أو خلعًا في الكتف.
كما تنتج الإصابات غير المباشرة إما عن قوة داخلية داخل الجسم أو عن قوة مفرطة من خارجه، حيث أن التمزق العضلي الناجم عن عمليات الإحماء غير الكافية أو رفع الأثقال الثقيلة جدًا أمثلة على الإصابات غير المباشرة، كما يمكن أن يحدث هذا النوع من الإصابات أيضًا عندما يُظهر الرياضيون أسلوبًا سيئًا، أو يكون لديهم خلل في عضلاتهم، أو يقومون بحركات خاطئة أو يعانون من ضعف في منطقة معينة من عضلاتهم.
كما قد تحدث الإصابات غير المباشرة أيضًا بعد أو بعيدًا عن اتصال الجسم بالقوى الخارجية، على سبيل المثال عند الركض يمكن أن تتمزق أوتار المأبض على الرغم من أنها تمتد بعيدًا عن نقطة التلامس على الأرض، حيث تحدث الإصابة نتيجة الضغط المتراكم على العضلات والأربطة والأوتار، أي يمكن أن تحدث الإصابة غير المباشرة بطريقتين (أسباب داخلية)، حيث أنه يمكن أن تحدث الإصابة الفعلية على مسافة من موقع التأثير، مثل السقوط على يد ممدودة يمكن أن يؤدي إلى خلع في الكتف.
كما لا تنتج الإصابة عن ملامسة جسدية مع شيء أو شخص ولكن من قوى داخلية تتراكم بفعل أفعال المؤدي، مثل الإصابات التي قد تكون ناجمة عن التمدد المفرط والتقنية السيئة والتعب وقلة اللياقة، مثل إجهاد العضلات أو التواء الأربطة.
إصابات الأنسجة اللينة والصلبة
تحدث إصابات الأنسجة عند حدوث تلف في العضلات والأربطة والجلد والأعضاء والأوعية الدموية، حيث تشمل الأنواع الشائعة لإصابات الأنسجة ما يلي:
- شد عضلي: مثل التمدد المفرط للعضلة الرباعية عند ركل الكرة في كرة القدم.
- تلف الأربطة: على سبيل المثال تمديد مفصل إلى ما وراء النطاق الطبيعي للحركة، كما هو الحال عندما يعلق الكاحل تحت الجسم بعد معالجة غير ملائمة.
- الجروح والبثور
كما يمكن تصنيف إصابات الأنسجة الرخوة على أنها حادة؛ مما يعني أنها تحصل فجأة أو مزمنة أي أنها تتطور بمرور الوقت، حيث أن الشكل الأكثر شيوعًا لإصابات الأنسجة هو تمزق العضلات والأربطة أو إجهادها، كما تحدث إصابات الأنسجة الصلبة عندما يكون هناك تلف في العظام أو الأسنان، وغالبًا ما يكون هذا النوع من الإصابات أكثر خطورة وشدة من إصابات الأنسجة الرخوة، وتشمل أمثلة إصابات الأنسجة الصلبة ما يلي:
- الخلع: أي خلع الركبة بعد معالجة غير ملائمة.
- كسور العظام: تحدث نتيجة القوة المفرطة مثل الاصطدام الشديد.
- فقدان الأسنان: الناجم عن ضربة خارجية للفم ناتجة عن لاعب أو شيء.
الإصابات الحادة
كما أن الإصابات الناتجة عن الإفراط في الاستخدام هي الإصابات الحادة، حيث تنتج الإصابات الحادة عن قوة فورية أو مفاجئة تؤدي إلى تلف الجسم، على سبيل المثال خلع في الكتف أو التواء في الكاحل، كما أنه عندما تحصل إصابة مفاجئة للأنسجة الطبيعية سابقًا، تحدث الإصابات الحادة بسبب صدمة مفاجئة للأنسجة مع ظهور أعراض الإصابات الحادة على الفور تقريبًا.
المبدأ في هذه الحالة هو أن القوة التي تمارس في وقت الإصابة على الأنسجة (أي العضلات والأوتار والأربطة والعظام) تتجاوز قوة هذا النسيج، حيث تكون القوى المشتركة في الإصابة الحادة إما مباشرة أو غير مباشرة، حيث يمكن تصنيف الإصابات الحادة وفقًا لموقع الإصابة (مثل العظام والغضاريف والأربطة والعضلات والأوتار والمفاصل والأعصاب أو الجلد)، ونوع الإصابة (مثل الكسر أو الالتواء أو الإجهاد).
إصابات الإفراط
أي نشاط متكرر يمكن أن يؤدي إلى إصابة مفرطة، حيث تحدث إصابات الإفراط في الاستخدام على مدار فترة زمنية عادةً بسبب التحميل المفرط والمتكرر للأنسجة مع ظهور الأعراض تدريجيًا، وقد يكون الألم ضئيلًا أو معدومًا في المراحل المبكرة من هذه الإصابات، وقد يستمر الرياضي في الضغط على الموقع المصاب، حيث أن هذا يمنع الموقع من إعطاء الوقت اللازم للشفاء، على عكس الإصابات الحادة غالبًا ما يكون سبب إصابات الإفراط أقل وضوحًا.
المبدأ في إصابة الإفراط في الاستخدام هو أن الصدمات الدقيقة المتكررة تزيد من قدرة الأنسجة على إصلاح نفسها، حيث أنه أثناء التمرين تتعرض الأنسجة (العضلات والأوتار والعظام والأربطة) لضغط فسيولوجي مفرط، وعندما ينتهي النشاط تخضع الأنسجة للتكيف لتكون أقوى لتكون قادرة على تحمل نفس الضغط في المستقبل.
أي تحدث إصابة الإفراط في الاستخدام عندما يتم تجاوز القدرة التكيفية للأنسجة وتتطور إصابة الأنسجة بعد ذلك، أي أنه لا يوجد وقت كافٍ لحدوث التكيف قبل التمرين التالي للرياضي شديد الحماس، ويتجاوز الضرر التراكمي للأنسجة في النهاية عتبة ذلك النسيج الذي يسبب الألم واختلالًا في الأنسجة، وقد يتم تجاوز القدرة التكيفية للنسيج بشكل ثانوي إلى قوى التكرار المفرطة التي تُعزى إلى واحد أو أكثر من مجموعة عوامل الخطر الشائعة بما في ذلك أخطاء التدريب الشائعة أو عدم ملائمة النشاط لسن اللاعب الممارس.
كما تحدث إصابات الإفراط في الاستخدام بسبب الحركات المتكررة أو الضارة، والتي تتطور بمرور الوقت إلى إصابات أكثر خطورة، وعادة ما تنتج عن أنشطة منخفضة التأثير مثل الركض وغالبًا ما يتم تجاهلها في المراحل المبكرة؛ وذلك لأنها تظهر بشكل عام على أنها ألم خفيف، وإذا اختار الرياضي تجاهل هذه الأعراض ولم يسمح للجسم بالوقت للشفاء فقد تنشأ مشاكل أكبر.