خصائص ووظائف القيم الاجتماعية في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن القيم الاجتماعية في الرياضة:

إن القيم الاجتماعية هي عبارة عن المعتقدات التي يحملها الفرد الرياضي نحو الأشياء والمعاني وأوجه النشاط الرياضي بمختلف أنواعه، حيث تعمل على تحديد رغباته واتجاهاته باتجاها، حيث إنها تحدد له السلوك الرياضي المقبول والمرفوض والصواب والخطأ التي تتصف بالثبات النسبي، حيث تتكون القيم الشخصية بواسطة التنشئة الاجتماعية، إذ يشترك في تكوينها عدد من العوامل الأساسية، وهي الدين، الأسرة، الثقافة والجماعات المختلفة التي ينتمي لها الفرد الرياضي في حياته.

فإن القيم الشخصية للأفراد الرياضيين تؤثر وتتأثر بثقافة المنظمات الرياضية التي يقومون بالعمل بها، كما أن ثقافة هذه المنظمات الرياضية يتم أخذها من ثقافة المجتمع الرياضي الذي تعمل فيه وقيمه وعاداته، كما تعد القيم من أهم مكونات شخصية الفرد الرياضي، إذ أنها تعمل على تشكيل وتكوين الكيان الاجتماعي للفرد الرياضي.

كما يمكن أن تُعلّم الرياضة قيمًا مثل الإنصاف وبناء الفريق والمساواة والانضباط والإدماج والمثابرة والاحترام، حيث تتمتع القيم الاجتماعية في الرياضة بالقدرة على توفير إطار عالمي لقيم التعلم، وبالتالي المساهمة في تطوير المهارات اللينة اللازمة للمواطنة المسؤولة، حيث إنّ هناك العديد من الأسباب التي تجعل الرياضة ذات قيمة كبيرة، ولكن أحد أكبر الأسباب هو أنها تربط الناس ببعضهم البعض، حيث أن تجمع الرياضة الناس معًا لأنها نقية جدًا، كما لا يوجد دافع خفي في المنافسة.

وظائف القيم الاجتماعية في الرياضة:

  • تعمل القيمة الاجتماعية على تزويد الفرد الرياضي بالإحساس بالهدف؛ ممّا يقوم به مع توجهه نحو تحقيقه بأقصى سرعة ممكنة.
  • تعمل القيمة الاجتماعية على تهيئة وتجهيز الأساس للعمل الرياضي، سواء كان عمل رياضي فردي أو عمل رياضي جماعي ذات طبيعة موحدة.
  • تُتخذ القيم الاجتماعية كأسس اجتماعية مهمة؛ وذلك للحكم على سلوك وسلوكيات الأفراد الرياضيين الآخرين.
  • تمكن القيم الاجتماعية الفرد الرياضي من معرفة ما يتوقعه من الأفراد الرياضيين الآخرين، وماهية ردود الفعل الحركية.
  • توفر القيم الاجتماعية الوسائل المطلوبة؛ وذلك للعمل على تحديد طبيعة الأفراد الرياضيين والجماعات الرياضية، فإنها تساعد الفرد الرياضي على معرفة موقعه في المجتمع الرياضي، ضمن أسس تقويم الأفراد الرياضيين له.
  • تساعد القيم الاجتماعية الناس على تركيز اهتمامهم على العناصر الرياضية المرغوبة والضرورية.
  • إن جميع الأساليب المثالية للسلوك الحركي الرياضي والتفكير في المجتمع الرياضي تتجسد في القيم الاجتماعية، وعلى هذا الأساس تصبح القيم الاجتماعية أشبه بالخطط الاجتماعية للسلوك الحركي المقبول اجتماعياً، بحيث يصبح الأفراد الرياضيين قادرين غلى إدراك أفضل الطرق للعمل والتفكير الرياضي.
  • تسهم القيم الاجتماعية في توجيه الأفراد الرياضيين في كيفية اختيار الأدوار الاجتماعية والنهوض بها، كما تشجعهم على القيام بالأعباء المسندة إليهم؛ وذلك ضمن شكل اجتماعي ينسجم مع توقعات المجتمع الرياضي.
  • للقيم الاجتماعية دور كبير في تحقيق الضبط الاجتماعي، فهي تؤثر في الأفراد الرياضيين؛ لكي يجعلوا سلوكهم مطابقاً للفواعد الأخلاقية، كما تعمل القيم على كبح جماح العواطف والمشاعر السلبية التي تحدث في الملاعب الرياضية.
  • كما أن يكون للمنافسة الرياضية المرتبطة بالقيم الاجتماعية وظائف اجتماعية خفية مختلفة، حيث أن هذه الوظائف شائعة في العديد من المجتمعات، ولكن من المحتمل أن تتغير مع التنمية الاقتصادية حيث يستعد الشباب لأسلوب حياة أكثر تعقيدًا.

  • كما أن الرياضة تنافسية داخل الفرق  الرياضية لها علاقة بالقيم الاجتماعية، حيث يرغب الفرد في التفوق ولكنه يريد أيضًا أن يفوز فريقه ممّا يتطلب التعاون وبعض التضحية بالنفس، كما تنعكس هذه الأنواع من الحلول الوسط في موظفي الشركة الرياضية، فقد يكون العمال موجودين في المقام الأول لأنفسهم، ولكنهم لا يستطيعون الازدهار في بيئة العمل إذا كانوا غير قادرين على التعاون.

ومن خلال أداء الوظيفة التنموية والتعليمية والوطنية والتواصلية تدمج وتنسق الأفراد والفئات الاجتماعية، وتساعد الأمة على التطور يرتبط نظام الرياضة ارتباطًا مباشرًا بالأنظمة الفرعية للصحة والعلم والثقافة والتربية والتعليم، فمن خلال الرياضة يمكننا تطوير والتعبير عن الفضائل والرذائل الأخلاقية، وإظهار أهمية قيم مثل الولاء والتفاني والنزاهة والشجاعة، كما تخدم القيم الاجتماعية في الرياضة الوظيفة النفسية الاجتماعية المتمثلة في توفير الإحساس بالإثارة والفرح والتشتيت لكثير من الناس.

فإن وظيفة القيم الاجتماعية في الرياضة لتسهيل الاندماج الاجتماعي والتواصل وتعزيز الصحة والترويح عن النفس جزء لا يتجزأ من عملية التربية البدنية والرياضة في الكلية والجامعة، حيث أن القيم الاجتماعية عبارة عن دراسة العلاقة بين الرياضة والمجتمع، كما يبحث في العلاقة بين الرياضة والتفاوت الاجتماعي والحراك الاجتماعي.

خصائص القيم الاجتماعية في الرياضة:

غالبًا ما نفكر في القيم على أنها مُثُل سامية لا علاقة لها بحياتنا اليومية، ومع ذلك فإن القيم التي تحملها في هذه الحالة حول الرياضة بشكل خاص والحياة بشكل عام  تلعب دورًا حيويًا في جميع جوانب التطور الرياضي والشخصي لأفراد الرياضيين، يمكن التفكير في القيم الاجتماعية على أنها مبادئ ومعايير سلوك الشخص، وحكم المرء على ما هو مهم.

فعلى هذا النحو ،فإن القيم التي لدى الأفراد الرياضيين وتلك التي يتبناها صغار السن بشأن مشاركتهم الرياضية تؤثر على أولوياتهم وأهدافهم، وتعمل كعلامات طريق في تحديد الاتجاه الذي تسلكه حياتهم الرياضية والشخصية؛ أي بمعنى آخر، فإن القيم التي يتبناها أطفالك كرياضيين صغار ستملي كل جانب من جوانب حياتهم تقريبًا.

وستؤثر القيم على طريقة تفكير الأفراد في مشاركتهم الرياضية، فعلى سبيل المثال إذا نقلت أهمية الجهد والمتعة على الفوز، فسوف يركزون على تلك القيم عندما يقتربون من المسابقات، ففي المقابل، إذا اعتقد الأفراد أنهم يحملون قيمًا مثل الفوز، وأن تكون الأفضل قبل كل شيء فسوف يفكرون في المسابقات القادمة بطريقة مختلفة تمامًا.

ففي المقابل، فإن التفكير الذي ينشأ من القيم التي يحملها الرياضيون الشباب سينتج عنه ردود فعل عاطفية، خاصة عندما يشاركون في رياضة، مع العلم أن التركيز ينصب على الجهد والمرح، فمن المحتمل أن يواجهوا مشاعر مثل التصميم والإثارة، على العكس من ذلك قد تنتج قيم النتائج والفوز ردود فعل عاطفية مختلفة تمامًا، حيث تتضمن القلق والشك والخوف من عدم الالتزام بهذه القيم.

حيث أن قيم الاجتماعية الرياضية لصغار السن، كما تمت تصفيتها من خلال تفكيرهم وعواطفهم، سيكون لها تأثير على كيفية تزلجهم في المسابقات، فإن العروض المستمدة من قيم العمل الجاد والمرح ستمتلئ بالجهد المكثف والهدف المتمثل في تقديم أفضل ما يمكن ببساطة، ففي المقابل، قد تكون تلك التي تنشأ في قيم النتائج والفوز متوترة وتجريبية ومخيبة للآمال.

وباختصار، فإن القيم التي يعيشها صغار السن ويعبرون عنها في رياضاتهم تحدد بوضوح العبارات التالية: (هذا ما أنا عليه، هذا ما أقدره، هذا ما أقف لأجله، هذا ما يوجه رياضتي، هذه هي الطريقة التي سأتصرف بها، وهذا ما أريده من رياضاتي)، 


شارك المقالة: