طرق تقويم الحمل البدني في المنافسات الرياضية

اقرأ في هذا المقال


يجب على الرياضي العمل على بذل كافة قدراته أثناء المنافسات والمباريات العالمية؛ وذلك من أجل أن يكون قادر على الوصول بفريقه إلى الفوز في المنافسة بشكل مؤكد.

طرق تقويم الحمل البدني في المنافسات الرياضية

إن مفهوم الأحمال التدريبية للمنافسات تعني مقدار أو كمية المؤشرات البدنية والفسيولوجية الناتجة عن تلك الأحمال، والتي يجب أن يتم العمل على اختيارها وتوزيعها بدقة عالية، وهذا الشيء يتطلب فهم ومعرفة عالية في استعمال الطرق التدريبية وأساليب تنفيذها ومقدار مؤشراتها البدنية والوظيفية على أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة للرياضي، كما يجب أن يخطط لهذه الأحمال بحيث تتناسب تأثيراتها مع المتغيرات الفسيولوجية والكيميائية والبدنية التي تنسجم مع تسجيل رقم قياسي جديد في المنافسة.

وإن تحديد وتقويم المتغيرات البدنية والفسيولوجية في الفعاليات الرياضية الدورية ليس صعباً، ففي عدو المسافات القصيرة لمسافة تتجاوز 200 متر تتجاوز السرعة القصوى لعدائي المستويات العليا، كما أن تحديد عناصر الأحمال البدنية في الألعاب الرياضية غير الدورية يكون أكثر صعوبة، ويحتاج ذلك إلى العمل على تدوين كل ما يفعله الرياضي خلال المنافسة، وعليه فإن عملية تقويم المنافسات تكون فيها بعض الصعوبة وصعوبة الحصول على تقويم موحد.

على سبيل المثال أن عدد المرات التي يسالم فيها لاعب كرة القدم الكرة وكذلك المسافة التي يقطعها بالكرة، لا تعتمد على مهارته وقدراته البدنية فقط لكي يعمل المدرب على تقويم أداءه، بل تعتمد أيضاً على قدرة ومهارة الجسم والفريق ككل وقدرة الفريق وموقعه في الدوري، وكذلك موقع اللاعب عند العمل على استلامه للكرة وموقع زملاءه وتحركاتهم.

ويفهم من الحمل البدني للمنافسات هي عدد المنافسات أو المباريات التي يعمل اللاعب على المشاركة فيها في مرحلة معينة، كما أن تقويم هذه المنافسة أصبح لها أهمية خاصة؛ وذلك لما لها من دور وتأثير كبير في العمل على تطوير مستوى الإنجاز.

الاختبارات التي يضعها المدرب في البرنامج التدريبي لغرض التقويم

  • الإعداد العام والخاص: وذلك للتعرف على الحالة التدريبية للرياضي وتلافي النقص الحاصل فيها.
  • المنافسات الثانوية: وهي السباقات التي يخوضها الرياضي ولكن نتائجها ليست ذات أهمية كبيرة للرياضي، ولكن تقع ضمن التخطيط للعملية التدريبية من أحل العمل على تحسين مستوى كفاءة الأداء البدنية والنفسية، كما تشكل قاعدة أساسية للمنافسات الأخرى.
  • المنافسات الرئيسية: وهي السباقات التي يخوضها الرياضي في البطولات المهمة، كالدورات الأولمبية والقارية والبطولات العالمية، وتعتبر هذه السباقات هي الهدف الرئيسي والذي يجب أن يحقق فيه الرياضي الإنجازات الرائعة، وإن جميع السباقات التي خاضها الرياضي في ذلك الموسم تعتبر أهداف ثانوية تخدم وتحقق الهدف الرئيسي.

وعند العمل على تقويم حمل المنافسات من الضروري الأخذ بعين الاعتبار عدد المنافسات الرئيسية والثانوية، فمثلاً تعتبر المنافسات في الدورات الأولمبية والبطولات العالمية وبطولات القارات من المنافسات الرئيسية، كما أن المنافسات الرئيسية التي يخوضها الرياضيين خلال البطولات تفرض على الرياضي العمل على صرف طاقة عالية وجهد نفسي كبير، ومن أجل ذلك فإن الرياضيين يعملون على الاستعداد بصورة خاصة لمثل تلك المنافسات.

وكذلك لا يعملون على التخطيط للأحمال التدريبية بما يتناسب مع تلك المنافسات من حيث كمية الطاقة المصروفة والجهد البدني والنفسي فقط، بل يخططون العملية التدريبية لظروف أصعب من ظروف المنافسات، كما أنه في حال كان الأمر صعباً في التدريب فإنه بالمقابل سيكون سهلاً في المنافسة، فالمنافسات تتطلب قدرة بدنية ونفسية عالية يجب الإعداد لها مسبقاً قبل الخوض فيها.

كما يكون في بعض الألعاب الرياضية عدد المنافسات الرئيسية كبيراً، ففي كرة القدم والطائرة وغيرها من الألعاب الرياضية الرئيسية تتجاوز 70% من مجمل المباريات خلال العام، حيث تعتبر جميع مباريات الدوري منافسات رئيسية؛ وذلك لأنها تعمل على التأثير بشكل مباشر على نتيجة وترتيب الدوري، وأما في الفعاليات الدورية كألعاب القوى والسباحة وغيرها فإن عدد المنافسات الرئيسية لا يتجاوز 30% من مجمل المنافسات خلال العام.

وعليه فإن الأحمال التدريبية الخاصة بالمنافسات الرئيسية يجب أن تكون حصتها من مجمل العملية التدريبية، ويترتب أن يتم التخطيط لها بشكل علمي ومدروس وبما يتلاءم مع ما تحتاجه المنافسة الرئيسية من حيث تأثيراتها البدنية والفسيولوجية والنفسية، وأن يتم الأخذ بعين الاعتبار عمليات استعادة الشفاء خلال هذه الأحمال التدريبية والمنافسات؛ لكي يشارك اللاعب بتلك المنافسات بكفاءة وقدرة عالية تمكنه تخطيط الإنجاز المخطط له في العملية التدريبية.

ويتم استعمال في بعض الفعاليات الرياضية العلاقة بين الحمل الفسيولوجي والحمل البدني كمؤشر لتقويم تدريبات المنافسة، فمثلاً في فعالية الرماية بالقوس يتم العمل على تسجيل زمن تنفيذ التمرين وقيمة ضربات القلب عند فترة سحب القوس ولغاية إطلاقه، كما تعتمد ديناميكية هذا المؤشر خلال تنفيذ التمرين السباق على الجهد العصبي أكثر من الجهد البدني، وعليه فإن التدريبات الخاصة لمثل تلك الظروف تعمل على تحسين تحمل الجهاز العضلي العصبي، وتزيد من دقة الأداء والتركيز.

كما أن المدرب سيواجه صعوبة في عملية التقويم في المنافسات وخاصة في رياضة التجديف، حيث يكون هناك صعوبة في قياس بعض المتغيرات الفسيولوجية أثناء الأداء في المنافسات، حيث أن أفضل لاعبين في هذه الرياضة هم اللاعبين الذين وصلت قيم متغيراتهم إلى الحدود الأقصى، كما في استهلاك الأكسجين وتركيز الحامض الرئوي.

كما أن المؤشرات الفسيولوجية لتمارين المنافسات ينبغي على المدرب الأخذ بها عند التخطيط للأحمال البدنية؛ وذلك لأنها تعمل على تحقيق جواً فسيولوجياً ونفسياً بالمستوى الأقصى من الاستجابات الوظيفية التي تحقق أفضل مستوى، كما أن المتغيرات البدنية للاعبي كرة الطائرة تشير إلى أن طول فترة العمل النشطة للاعبي كرة الطائرة خلال فترة المباريات تكون طويلة، فهي مثلاً في أحد الأشواط تتجاوز 10 دقائق وفي ثلاثة أشواط 28 دقيقة، وفي خمسة أشواط 48 دقيقة.

كما أن مثل هذه الأحمال البدنية تعمل على تنشيط وتطوير عمل أجهزة وأعضاء جسم الرياضي المتنوعة، وفي رياضة الملاكمة فإن المتغيرات الفسيولوجية التي يتعرض لها الملاكم تصل إلى قيمتها القصوى، وفي نوع آخر من الملاكمة وهي المبارزة حيث تختلف قيمة وطبيعة الأحمال البدنية بصورة كبيرة عن المتغيرات المناظرة لها في الملاكمة، كما يظهر أن معدل ضربات القلب في مثل هذه الأنواع من الرياضات غير عالي.

ولكنه يشير إلى الطاقة تكون مؤمنة بشكل كافي للرياضي أثناء الممارسة، كما أن الأحمال البدنية الخاصة بالمنافسات تستوجب العمل على اختيار التمارين والوسائل والأساليب التدريبية ذات اتجاهات متنوعة من أجل العمل على تطوير عمليات إنتاج الطاقة.


شارك المقالة: