عملية تركيز الانتباه في المجال الرياضي

اقرأ في هذا المقال


تركيز الانتباه في المجال الرياضي:

إن لأغلب مظاهر الانتباه في المجال الرياضي دوراً مهماً في إتقان أداء المهارات الرياضية وتحسين القوى النفسية،
ويُعدّ تركيز الانتباه من هذه المظاهر المهمة في الانتباه، حيث تم إثبات أنه يؤثر على مستوى الأداء الرياضي في الأنشطة الرياضية.

ويُعدّ تطور المهارات الرياضية المختلفة متصل بقابلية الرياضيين على امكانية تركيز الانتباه لديهم؛ فهو يقوم بالتأثير على الدقة والوضوح في إتقان النواحي الفنية للقيام بإجراء المهارات الحركية، ويعتبر شيء رئيسي ومهم للنجاح في المهارات الحركية وخاصةً في أنواع الأنشطة الرياضية التي تعتمد بشكل كبير على حالات البداية، وهذا ما أكده معظم علماء النفس الرياضي؛ في أن ارتفاع مستويات الإتقان للمهارات الرياضية ليس له علاقة بمؤهلات التدريب لوحده، بل له علاقة أيضاً بقدرة الرياضيين على تركيز انتباههم أو القدرة على قيام الرياضيين الواعي في السيطرة على مهاراتهم الحركية.

وتعتبر عملية تركيز الانتباه في المجال الرياضي من العمليات النفسية التي تتم من خلال القوى الخاصة بالمؤثرات الرياضية التي تكون مرتبطة غالباً بنوع واحد فقط من الأنشطة الرياضية، وذلك على جزء معينة من أجزاء المخ، وفي نفس الوقت لا يتم التأثير في الباقي من أجزاء المخ؛ وذلك حتى لا تؤدي هذه الأجزاء إلى القيام بالتشويش على الجزء الخاص بعملية التركيز، مما يتسبب في تشتت الانتباه لدى الرياضيين.

ويلعب تركيز الانتباه دوراً هاماً في عمليات التدريب الرياضي؛ إذ أنه من الممكن القيام باستخدامه في عمليات التعلم الحركي وذلك أثناء عملية البناء الرياضي، كما أنه من الممكن القيام باستخدامه في عمليات الإعداد النفسي للرياضيين خلال المنافسات الرياضية.

إذ تسير بعض الدراسات إلى اتفاق علماء النفس الرياضي على أهمية تركيز الانتباه؛ وذلك باعتباره أساس الاستعداد في مجالات التدريب الرياضي والمنافسات الرياضية، وبناء على ذلك يتوجب القيام بمراعاة تعويد الرياضيين على القيام بمحاولات تركيز انتباههم في أثناء عمليات التدريب الرياضي؛ وذلك حتى تكون المحاولة في تحسين وتطوير قدرة الرياضيين على تركيز الانتباه لديهم في أثناء المنافسات الرياضية.

وتتنوَّع القدرة على التركيز بين الرياضيين، فبعضهم لديه القدرة العالية على التركيز على اللاعبين الآخرين، بينما البعض الأخر يكون عرضة للإصابة بالاضطرابات؛ وذلك بسبب قلة الامكانية على اختيار الانتباه لديهم.

ويجب الانتباه إلى أن التوتر النفسي للرياضيين يمكن أن يقوم بمنع تركيز انتباههم الكامل قبل أو أثناء المنافسات الرياضية، وخاصة خلال الدقائق الأولى لتلك المنافسات، إذ يشير معظم العلماء في علم النفس الرياضي إلى أنه من الواجب على المدربين الرياضيين أن لا تخفى عليهم فكرة أن التركيز يقوم بالتأثر بصورة سلبية في حالات حمى البداية، إذ أنه تم الملاحظة بحدوث نقص في مستويات قدرات الرياضيين على التركيز، بالإضافة إلى حدوث حالات من الشرود الذهني والتعرق المصاحب لقلة الاستعداد لأداء الأنشطة الرياضية.

وذكر البعض من علماء النفس الرياضي أن خاصية تركيز الانتباه في المجال الرياضي تعتبر سمة دائمة التغيير، وتعتبر بأنها سمة مرتبطة بالمواقف الرياضية المتعددة والعوامل المؤثرة فيها، فأحياناً تتميز بالشدة وأحياناً أخرى تتميز بالتشتت، وفي أوقات متعددة يتم القيام بتحويل تركيز الانتباه وتشتيته بناء على أهداف رياضية مختلفة ومتعددة في اتجاهات متنوعة، والذي من الممكن أن يؤدي إلى وقوع الرياضيين في الأخطاء الفنية أو التكتيكية بأسلوب سلس للغاية.

طرق قياس تركيز الانتباه في المجال الرياضي:

الاختبارات المستمرة للأداء الرياضي، مثل:

  • اختبار ستروب الانفعالي: في علم النفس الرياضي يتم استخدام اختبار ستروب الانفعالي بوصفه منهج يقوم بمعالجة المعلومات؛ وذلك من أجل القيام بتقييم الانفعالات الرياضية لدى الرياضيين، ويتم عمل هذا الاختبار الانفعالي من خلال إجراء فحص زمني لاستجابة الرياضيين المشاركين.
  • تقنية السماع المزدوج: تستخدم هذه التقنية لقيام الرياضيين بإختبار تركيز الإنتباه الانتقائي، وتعمل هذه التقنية على وضع الرياضي المفحوص في وضعية تجريبية داخل غرفة يوجد فيها مسجلين صوتيين، فيجلس الرياضي ويتم وضع سماعتين على أذنيه فتكون الأذن اليمنى موصولة بسماعة المسجل الأول، والأذن اليسرى تكون موصولة بسماعة المسجّل الثاني، ومن ثم يتم إلقاء مجموعة من الكلمات على مسامعه بحيث أن كل أذن تقوم بسمع كلمات تختلف عن ما تسمعه الأذن الثانية، ثم يتم الطلب من الرياضي القيام بتكرار الكلمات التي سمعها بصوت مسموع  بالأذن المنتبهة، أما بالنسبة للكلمات التي سمعها بالأذن الإخرى غير المنتبهة فلا يوجد حاجة إلى القيام بتكرارها.

شارك المقالة: