ما هو تأثير القلق الرياضي على الرياضيين الناشئين؟

اقرأ في هذا المقال


في أغلب الأحيان تكون الرياضات التنافسية من أكثر النشاطات الرياضية المصحوبة بمشاعر التوتر والقلق لدى الرياضيين الناشئين؛ وذلك لميزتها التنافسية في الوسط الرياضي، وغالباً ما تتخذ في معظم الأحيان أنواع متعددة من الصراعات الداخلية؛ وذلك لأن الرياضات التنافسية تعتبر من أكثر الرياضات الجماعية جذباً للجمهور، ومن أسرع الرياضات التي يتم ظهور النتائج فيها سواء أكانت فوز أو خسارة، والتي غالباً ما يتم وصفها بالنجاح أو بالفشل، وبالتالي فهي تكون نصر أو هزيمة لكلا الفريقين المتنافسين.

تأثير القلق الرياضي على الرياضيين الناشئين:

إن القلق الرياضي يعتبر من المكونات الرئيسية للناشئين الرياضيين، سواء أكان ذلك مرتبطاً بدرجة ونوع المهارة الرياضية، أو مرتبطاً بالمباريات الرياضية، أو مرتبطاً بالإنجاز الرياضي المطلوب منهم، أو مرتبطاً بإرضاء الجمهور الموجود ومتابعتهم لمبارياتهم  التي عادةً ما يقومون بتشجيعها، أو مرتبطاً بأسباب مؤسسية تقوم بالتأثير عليه.

ويعتبر ارتفاع مستويات القلق الرياضي لدى الناشئين الرياضيين من أهم العوامل الأساسية التي تقوم بتحديد مستويات أدائهم المهاري، وهذا الموضوع تم استقصاؤه والقيام بمراجعته من خلال أبحاث ودراسات وأيضاً من خلال طرح النظرية العكسية لمفهوم القلق الرياضي في مجال علم النفس الرياضي، وهذه النظرية توضح أن مستوى أداء الناشئين يرتبط بالطريقة التي يفسر فيها اللاعبين شدة الأعراض والإدراك النفسي المصاحب لحالات القلق لديهم في المنافسات الرياضية؛ باعتبارها من العوامل المحفزة أو من العوامل المهبطة لمستوى الأداء لديهم.

وفي حالات كثيرة يكون مستوى أداء الرياضيين الناشئين مستواه ضعيفاً؛ وذلك بسبب سيطرة نوع من أنواع القلق الرياضي أو الخوف عليهم، وهذا النوع من القلق الذي يصيب الرياضيين الناشئين خلال أوقات المنافسات الرياضية أدى إلى قيام محاولة
العديد من العلماء إلى تحديد مصادره وأنواعه ومحاولة معرفة طرق إدراكه وفهم تفسيره بالنسبة للرياضيين الناشئين، وذلك للتغلب على حالات القلق الرياضي لديهم الذي يعيق أدائهم الرياضي.

دراسات في القلق الرياضي للناشئين الرياضيين:

وعلى الرغم من كثرة الأبحاث والدراسات الخاصة لمعرفة مصادر قلق الناشئين وأنواعها والقيام بتفسيرها مباشرةً لهم، إلا أنه ما زال قلق الرياضيين الناشئين له آثار واضحة على مستوى أدائهم الرياضي، ووجود طرق لمعالجة هذا القلق يعتبر من المواضيع المهمة في المجال الرياضي؛ وذلك بسبب ارتباط حالات القلق الرياضي لدى الرياضيين الناشئين بمجموعة من العوامل المرتبطة بالحالة النفسية لهم والحالة العقلية والحالة البدنية والحالة المهارية، وعوامل مرتبطة ببنيتهم الجسدية وعوامل مرتبطة بظروف المنافسات الرياضية، وعوامل اجتماعية أو مؤسسية رياضية. ومن هذه الدراسات:

  • في دراسات نظرية للقلق الرياضي لدى الرياضيين الناشئين تم اعتباره على أنه حالة سلبية ولها آثارها الجانبية، وبذلك تم افتراض أن القلق لديهم هو عبارة عن انفعالات ضارة، إلا أنه في دراسات أخرى لقلق الناشئين الرياضيين تم اقتراح أن قياسات مستوى القلق للناشئين الرياضيين فقط، من الممكن لها أن تقوم بتحديد تفسير خاطئ لأثر القلق عليهم.
  • أشارت مجموعة من دراسات القلق للرياضيين الناشئين إلى أن نسبة 85 %من اللاعبين الناشئين (وهم من عينة الدراسة نفسها) يعتبرون أن أعراض القلق لديهم لا تحفزهم على الأداء الرياضي، في حين أن الباقي منهم وهم 15 % من اللاعبين أشاروا إلى مجموعة من التفسيرات الايجابية لأعراض القلق المصاحبة لهم في المنافسات الرياضية، وعلى الرغم من عدم وجود للفروق الفردية في مستويات شدة القلق الرياضي للناشئين، إلا أن القيام  بتفسير حالات القلق لديهم بطبيعتها السلبية والإيجابية تعتبر مقياس مهم للقيام بتحديد آثاره.
  • وبعض الدراسات أوضحت أن القلق لدى الرياضيين الناشئين يعتبر عامل يقوم على تحفيز الأداء الرياضي، ومن الممكن اكتساب هذا الأداء وتحسينه عن طريق الخبرة الرياضية؛ إذ أنها تعتبر كنتيجة للتطور والتعلم في المجال الرياضي خصوصاً لدى الرياضيين ذوي الخبرة القليلة، فَهُم في بدايات التدريب على محاولات التكيف مع قلقهم  وعواطفهم ومشاعرهم المرتبطة به، وبسبب ذلك قام الرياضيين الناشئين بتطوير وتحسين طرقهم الخاصة بهدف استخدامها في التكيف مع التوتر، وذلك من خلال وجود الخبرة التي تعمل على زيادة عدد الاستراتيجيات الرياضية الموجودة.
  • وأشارت دراسات في القلق لدى الناشئين الرياضيين، أن هنالك مجموعة من الآثار السلبية للقلق على الأفكار العقلية لديهم. وتم تفسير هذه الحالة السلبية بأن الناشئين الرياضيين القلقين يعتبرون أكثر حساسية في حال وجود التهديد في الوسط الرياضي أو في الأنشطة الرياضية؛ حيث إنهم من الممكن أن يكونو متلهفين لتحقيق النجاح الرياضي.

شارك المقالة: