تصنيف المهارة الحركية في الرياضة:
يوجد ثلاث طرق للتمييز بين أنواع السلوك الحركي المختلف ضمن تصنيفات رياضية مختلفة، أولها هو النظر في عدد عناصر الحركة المختلفة أو المكونات أو الإجراءات التي يجب إنشاؤها وتنفيذها، حيث يمكن في هذا السياق تحديد ثلاث فئات مختلفة، هم: الحركات المنفصلة، الحركات التسلسلية والحركات المستمرة، حيث تتميز الحركات المنفصلة ببداية ونقطة نهاية محددة جيدًا، وعادةً ما يتم تنفيذ عمل المحرك في غضون فترة زمنية قصيرة.
ومن أمثلة المهارات الحركية المنفصلة ركل كرة القدم أو إلقاء اللكمات أو الرقص بالدوران، حيث تتكون الحركات التسلسلية ذات مدة أطول؛ لأنها تتكون من حركتين منفصلتين أو أكثر، والتي يتم تنفيذها في تسلسل مرتب من الأحداث، كما يعتبر روتين الجمباز والقفز العالي، أو التحول في السباحة أمثلة على مهارات الحركة المتسلسلة، وليس للحركات المستمرة بداية ونهاية يمكن التعرف عليهما.
حيث تتكرر العناصر المختلفة بطريقة تندمج فيها المرحلة النهائية للحركة في المرحلة الأولية الجديدة، لتبدأ سلسلة الحركة الحركية بأكملها من جديد، ومن الأمثلة على مهارات الحركة المستمرة الجري والسباحة وركوب الدراجات.
والطريقة الثانية لتصنيف المهارات الحركية إلى فئات مختلفة، هي النظر إلى الأهمية النسبية للعناصر والمكونات الإدراكية والحركية والمعرفية لأداء المهام، حيث تعتمد المهارات الإدراكية بشكل أساسي على معالجة المعلومات المرئية والسمعية أو اللمسية، في حين أن تنفيذ الحركة الحركية المقابلة لها أهمية أقل، فعلى سبيل المثال بالنسبة للاعب كرة البيسبول، فإن المتطلبات على العناصر الحركية لحركة الالتقاط بسيطة إلى حد كبير مقارنة بمتطلبات التوقع البصري لملعب الكرة السريعة.
كما تعتمد المهارات الحركية بشكل أساسي على جودة أداء الحركة، فعلى سبيل المثال يجب أن يكون اللاعب الرياضي رافع الأثقال قادرًا على زيادة عمليات الرفع والدفع إلى أقصى حد؛ وذلك من أجل تحقيق وزن ثقيل، حيث تتطلب المهارات المعرفية استخدام المعلومات الرياضية المعقدة واستخدام الاستراتيجيات، حيث يجب أن يتعرف الأمان القوي في كرة القدم الأمريكية على أنماط اللعب المختلفة للفريق المهاجم وأن يتوصل إلى قرارات سريعة لمناوراته الدفاعية.
ومع ذلك، عند النظر إلى هذه الأمثلة الثلاثة السابقة، تجد الإشارة إلى أن أداء المهام لكل من هذه الأنواع المختلفة من المهارات الحركية لا يعتمد فقط على عنصر أو مكون واحد، وبدلاً من ذلك، ينصبّ التركيز على عنصر أو مكون الحركة، وهو “المسؤول” بشكل أساسي عن أداء المهمة الناجح.
أما بالنسبة إلى الطريقة الثالثة لتصنيف المهارات، هي معالجة المتطلبات البيئية الخاصة بالسياق أثناء أداء المهمة، وفي أحد طرفي السلسلة، قد تكون هذه دائمًا مستقرة ويمكن التنبؤ بها، بينما على الطرف الآخر، قد تتغير متطلبات المهام باستمرار بطريقة لا يمكن التنبؤ بها، ووفقًا لذلك تكون الحركات إما مهارات مغلقة أو مهارة مفتوحة، أو تكون بين هذين القطبين في مكان ما على السلسلة المتصلة، كما أنه قد يتأثر مدى إمكانية التنبؤ بالتغييرات في البيئة بشكل أكبر بالقيود الزمنية أو التفاعل مع الزملاء والخصوم.
حيث تعتبر لعبة رمي السهام مثالاً على مهارة مغلقة، حيث تكون متطلبات المهمة متشابهة دائمًا ولا يتغير السياق البيئي، بينما يمكن تنفيذ الحركة المنفصلة دون الكثير من ضغوط الوقت وعدم وجود تفاعل جسدي مع الخصم، وينطبق العامل نفسه على القفز العالي في الداخل، ولكن يجب تكييف الحركة التسلسلية مع التغييرات في سياق المهمة الرياضية، حيث يتم رفع الشريط إلى أعلى.
كما يعد التزلج في المناطق الخلفية أكثر تعقيدًا، لأنه يجب تكييف الحركات التسلسلية والمستمرة مع البيئة والطبيعية الرياضية لمنتجع التزلج، ممّا يجعل هذه المهارة أكثر انفتاحًا قليلاً، حيث لا يزال النظام الأولمبي للتزلج الحر أكثر تعقيدًا وانفتاحًا، ونظرًا لوجود ضغط زمني مرتفع، حيث يتسابق المتزلجون ضد خصم واحد على الرغم من عدم الاحتكاك الجسدي ويعتبر لعب الرجبي مثالاً على مهارة مفتوحة، حيث يجب أن يتكيف الأداء مع متطلبات المهام المختلفة وبيئة متغيرة باستمرار تحت ضغط وقت مرتفع وضد عدد من الخصوم المختلفين.
حيث تصبح الحركات مهارات عندما يتم ممارستها عن قصد، كما عرفها علماء علم الاجتماع الرياضي بأنها الممارسة المتعمدة وأنشطة تم تصميمها خصيصًا لتحسين مستوى الأداء الحالي وبالتالي، فإن التغييرات المتميزة في الأداء هي النتيجة المباشرة للأنشطة التي تمت تجربتها أثناء الجلسة التدريبية، ففي معظم الأوقات تؤدي هذه الأنشطة؛ أي بمعنى الممارسة البدنية إلى تأثيرات تحسين الأداء، والتي يمكن ملاحظتها بسهولة في زيادة بعض المتغيرات الحرجة، مثل نقاط النقاط، وقت رد الفعل، وقت الحركة أخطاء الأداء.
ولكن في ظل ظروف معينة، يمكن أن تؤدي الممارسة البدنية أيضًا إلى تأثيرات انخفاض الأداء، حيث أن تنفيذ طريقة تدريب جديدة أو تمرين رياضي، وبعد إدخال هذه الطريقة أو التمرين الجديد في التدريب، قد لا يتمكن الأفراد الرياضيون من أداء مهارة معينة بكفاءة كما كان من قبل، ومع ذلك قد تكون هذه التغييرات في الأداء قصيرة المدة فقط، عندما لا يتم ممارسة الحركة على مدى فترة زمنية أطول.
ويُعتقد أن التغييرات الأكثر ثباتًا في الأداء تعكس تأثيرات التعلم الحركي، الذي ينتج عن الكميات الممتدة من الممارسة البدنية والعقلية وتتمثل التأثيرات المميزة المرتبطة بالتعلم الحركي في الاتساق العالي للأداء ونتائج الأداء الأفضل، وتحسين اقتصاد الحركة والتنفيذ التلقائي للمهارات، فضلاً عن القدرة على تكييف أي حركة بمرونة مع التغيرات السريعة في البيئة، وأيضًا، مع الممارسة الموسعة، سيتطلب تنفيذ حتى أكثر المهارات الحركية تعقيدًا موارد أقل اهتمامًا، والتي يمكن استخدامها لتوجيه الانتباه إلى جوانب أخرى في البيئة.
حيث لا يمكن تقييم ما إذا كان الرياضي قد تعلم بالفعل من الممارسة أم لا من خلال اختبار الاحتفاظ؛ أي بمعنى اختبار مستوى الأداء بعد فترة بدون ممارسة أو اختبار النقل؛ أي بمعنى اختبار مستوى الأداء في مهمة جديدة أو في سياق مهمة جديدة.
تصنيف السلوك الحركي في الرياضة:
من المهم عند مناقشة المبادئ الأساسية للسلوك الحركي أن تشمل الطرق التي يتم فيها تصنيف المهارات الحركية، حيث صنَّف علماء التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية السلوك الحركي بناءً على نوعية الألياف العضلية إلى ألياف بطيئة وألياف سريعة، بالإضافة إلى هدف المهارة المتمثل باستخدام الجسم كوسيلة للعمل أو تشكيل وبذل الجهد الذي يدعم الفهم الأفضل.
كما يمكن تصنيف
السلوك الحركي بناءً على أسس المتطلبات البيئية في
الرياضة، حيث أن البيئة العادية أو البيئة الثابتة أو البيئة المغلقة لعبت دوراً كبيراً في نجاح الأداء، فقد لعبت إمكانية التكيف الإدراكي للقائم بالأداء ومرونة البيئات الديناميكية أو المفتوحة دوراً كبيراً في تصنيف السلوك بكل سهولة ويسر.
فإن البيئة المغلقة تعني أن عدد من المتغيرات الاجتماعية كانت تحت السيطرة أو مثبتة من أجل ثبات الأداء، أما بالنسبة إلى البيئة المفتوحة تعني أن العديد من المتغيرات الاجتماعية كانت موجودة، وهذا الأمر أنتج تنويع في الأداء، كما ركز التصنيف على سلوك التنقل بالحركة مثل القفز أو الركض أو التزحلق، وحركة الأطراف المنفصلة مثل الرمي أو الركل، والحركة الوضعية مثل الوقوف.
المصدر:
علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1998 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1997