كيفية تكوين الفريق في علم الاجتماع الرياضي:
ليس من الضرورة أن تُشكّل جماعة من اللاعبين (الأفرد الرياضيين) فريقاً، ففي الواقع تُعتبر عملية تكوين الفريق هي عملية تطورية، حيث يرى الباحث تيوكمان (باحث في علم الاجتماع الرياضي) إن عملية تكوين الجماعات الرياضية تمر بسياق تطوري مهم، مكوَّن من أربعة مراحل للانتقال من مجرد مجموعة من الأفراد الرياضيين إلى ما يُسمَّى بالفريق، على الرغم من أن فترة كل مرحلة فد تتفاوت بالنسبة للجماعات المختلفة، إلا أن التسلسل الذي يتبعونه يكون ثابتاً في عملية التطوير الجماعي، حيث يشمل على أربعة المراحل، وفيما شرح وتوضيح كل مرحلة:
- مرحلة التشكيل: في هذه المرحلة الأولى من تطوير الفريق الرياضي، حيث يقوم أعضاء الفريق بتآلف مع الأعضاء الآخرين الموجودين في الفريق الرياضي، حيث يبدأ الأفراد بمحاولة تحديد إذا كانوا ينتمون إلى الجماعة أم لا، وبعد أن يكتشف كل لاعب مكانه داخل الفريق، يبدأ بتشكيل واختبار العلاقات الشخصية بما في ذلك العلاقات الموجودة بين القادة (المدربين) وأعضاء الفريق، فاللاعبين الذين يفتقرون إلى التوحد القوي والانسجام مع الفريق سيجدون صعوبة في عملية تكوين علاقات قوية مع الأعضاء الآخرين الموجودين في الفريق، حيث يمكن أن يقوم المدربين بتقديم المساعدة والعون لهم؛ وذلك من خلال طريق مساهماتهم بوضع استراتيجيات وطرق خاصة تسهيل عملية التفاعل الاجتماعي بين اللاعبين داخل الفريق.
- مرحلة الاندفاع: في هذه المرحلة من تشكيل وتكوين الفريق، نجد أنها تتميز بالتمرد وبالقوة ضد القائد (المدرب) ومقاومة سيطرة الجماعة، والصراعات الشخصية، فعادة يحدث الشجار عندما يرى الأفراد الرياضيين والقائد (المدرب) أدوارهم ومكانتهم داخل الفريق، حيث يمكن أن يمتد الصراع ليشمل المشاحنات البدنية، كما أنه قد تحصل وتنفجر مشاحنات ومشاكل ثانية حيث ينتافس زملاء الفريق على موقع في الفريق.
حيث قد تكون معظم هذه المشاحنات اجتماعية وشخصية في طبيعتها، حيث أنه في هذه المرحلة يحتاج القادة (المدرب) إلى الاتصال باللاعبين بطريقة واضحة وموضوعية، كما أنه من الواضح أن تقييمات المدربين لمواطن القوة والضعف لكل لاعب في الفريق، بالإضافة إلى دورهم التربوي والعلمي في الفريق، حيث يساعد الفريق على التخلص من الشك والمصدر الرئيسي للضغوط التي تقع على عاتق اللاعبين، وعندما يتخلص اللاعب من الضغط التي يقع عليه، فإن ذلك يؤدي إلى تخلص اللاعبين أو التقليل من السلوك العدائي لديه. - مرحلة وضع المعايير: وهي المرحلة الثالثة في تشكيل الفريق، حيث يتم فيها استبدال السلوك العدائي بالتكافل والمحبة والتعاون والاحترام، حيث يقوم اللاعبون بالعمل معاً لتحقيق الأهداف الفريق العامة، مثل الوصول إلى لقب الدوري أو المشاركة بالمسابقات الخارجية بدلاً من الاهتمام برفاهيتهم الفردية والأنانية، كما يحدث التماسك أثناء هذه المرحلة حينما ينعاون الأعضاء معاً ويقومون ببناء وحدة الفريق.
كما يمكن أن يكون هذا التعاون عاملاً حافزاً مهماً لتحسين وتحقيق الرضا بين أعضاء الفريق بدرجة عالية، حيث يمكن أن يضع الأساس للنجاح الفريق في المستقبل، ثم تستقر أدوار الفريق ويظهر الاحترام والمحبة للإسهامات الفردية لكل لاعب تجاه الفريق، ويناضل اللاعبون من أجل الفعالية والنشاط في أداء المهام الموكلة إليه بدلاً من التنافس على المكانة أو على الشهرة. - مرحلة الأداء: وهي المرحلة الرابعة والأخيرة في تشكيل الفريق، حيث فيها يتَّحد ويجتمع أعضاء الفريق معاً لتوجيه طاقاتهم وقدراتهم وميولهم من أجل نجاح الفريق وتحقيق الألقاب والوصول إلى منصات التتويج، ففيها يتم حل القضايا التنظيمية، وتستمر العلاقات الشخصية، كما يتم فيها عملية تحديد الأدوار، ويساعد اللاعبون بعضهم البعض من أجل النجاح، حيث أن الهدف الرئيسي لهم هو نجاح الفريق، وفيها أيضاً يقدم المدرب تغذية راجعة لكل لاعب بشأن إسهاماته الخاصة مع الفريق والتأكد بأن أي لاعب منهم لا يشعربالإهمال.
دور المدرب في بناء الفريق الرياضي:
إن المدرب الرياضي يلعب دور هاماً في بناء الفريق، فعلى سبيل المثال قد يلاحظ مدرب رياضي لفريق كرة قدم أن أعضاء فريقه غير منسجمين، والأعضاء الجدد لم يتعرفوا على زملائهم في الفريق، كذلك لا يوجد علاقات صداقة قوية بين أعضاء فريقه، وفي هذه الحالة يستطيع المدرب تطوير مفهوم الفريق، ويقوم بوضع خطط لتنمية العلاقات الاجتماعية بين الأعضاء مثل القيام ببعض الرحلات وتنظيم المسابقات الاحتماعية، وإقامة مباريات رياضية بين أفراد الفريق، كذلك أن يقوم بتشجيع أعضاء الفريق على إجراء مقابلات شخصية مع بعضهم البعض، ففي هذه الطريقة يستطيع المدرب المساهمة في نمو الوعي الجماعي والاعتماد المتبادل بين أعضاء الفريق.