علاج الشغب الرياضي في علم الاجتماع الرياضي:
إن ظاهرة الشغب الرياضي تعد ظاهرة خطيرة إذا تم تركها ولم يتم عالجها من البداية؛ أي وقت حدوثها؛ فإنه يستفحل خطرها ويصعب بعد ذلك السيطرة عليها، حيث إنها تنمو كالسرطان خاصةً إذا ما وجدت شباباً بعيدين كل البعد عن الوعي والأخلاق الرياضية، ووجدوا قدراً كبيراً من أوقات الفراغ، ومن الحلول المقترحة لعلاج الشغب الرياضي في علم الاجتماع الرياضي:
- العمل على تكثيف الوعي الديني والوعي الفكري، فهو عبارة عن وقاية وحماية فاعلة في الحد من تفاقم هذه الظاهرة (ظاهرة الشغب الرياضي).
- ضرورة القيام الأفراد المهمتون بالتربية والتعليم بشكل عام والأفراد المهتمون في أنشطة الرياضة ومجال التربية البدنية في المدارس والجامعات والمعاهد والكليات بشكل خاص، بتغيير الكثير من السلوكيات والتصرفات الخاطئة والمرتبة بالرياضة وغير المرغوبة في الطلاب التي منها الشغب الجماهير، كما يلقى الدور على وسائل الإعلام ورجال الفكر والثقافة والأفراد المسؤولين في الأندية الرياضية.
- التعامل مع مثيري الشغب الجماهيري داخل الملاعب الرياضية بكل حزم وقوة، مع العمل على عدم دخولهم للملاعب والتقاط صور لهم أثناء قيامهم بالشغب وعقوبتهم بعد ذلك، مثلما يحدث في بعض البطولات الأوروبية، فهذه العقوبة تؤثر في الآخرين ممَّن يفكرون في ارتكاب الشغب مرة أخرى.
- تكثيف وجود رجال الأمن العام ورجال الدرك بعدد يتناسب مع حجم المباراة الرياضية أثناء وعقب المباريات الحاسمة؛ وذلك لأن معدل الحذر والخوف لدى الكثير من مثيري الشغب من الجمهور بعد المباراة، فعلى سبيل المثال نجد عن إجراء مبارة كلاسيكو الدوري الأردني لكرة القدم بين الوحدات والفيصلي، حيث أن الجماهير تكون ملأت المدرجات جميعها، ولكن في المقابل يكون متواجد عدد كثير من رجال الأمن العام ورجال الدرك.
- أن تقوم لجنة الحكام بالعديد من الإجراءات العملية مثل: (توعية الحكام بضرورة الابتعاد عن الميل والشعور العاطفي أثناء المباراة الرياضية، أن يبتعد الحكام عن القيام بتحكيم المباريات التي يشارك فيها أندية يشجعونها).
- أن يشارك لاعبي الأندية الرياضية في معالجة الشغب الذي يحدث داخل الملاعب الرياضية وذلك من خلال مطالبتهم للجماهير الرياضية بالتحلي بالروح الرياضية بعد سير المباريات، كذلك أن يقوم لاعبي الفريقين الرياضيين المتباريين عقب المباريات بالسلام ومصافحة بعضهم البعض، وما أجمل أن يتبادل لاعبي الفريقين القمصان الرياضية بعد نهاية المباراة الختامية.
- ضرورة القيام بالإجراءات التربوية، حيث ذلك من خلال القيام بتنشئة الطلبة في المدارس على احترام القوانين، واحترام الفريق المنافس، وغرس قيم الصداقة والإخاء، وتعويد الطلاب على الاعتذار للزميل، وللمنافس وللحكم وللمدرس، متى ما يحصل تصرف عنيف أو منافي للقيم الرياضية، كما يجب تعويد الطلاب الرياضيين على تشجيع الأداء الجيد حتى من قبل المنافس.
- ضرورة القيام بالإجراءات المؤسسية، حيث ذلك من خلال العمل على الأخذ بعين الاعتبار قواعد اللعب النظيف والتحلي بالروح الرياضية في ترتيب الفرق الرياضية، مع ضرورة إسناد جوائز تحفيزية للاعبين والنوادي والجماهير التي تتحلى بالروح الرياضية، كما يجب إنشاء لجان النوادي الرياضيية والقيام بتلقينها بضوابط وقواعد الروح الرياضية وتحميلها المسؤولية.
- ضرورة القيام بالإجراءات الإعلامية، وذلك من خلال العمل على التنويه بالروح الرياضية مع العمل على المناداة المتواصلة بالتصرفات السلبية الصادرة عن اللاعبين والإداريين والحكام، كما يجب إحداث مساحة في مختلف الأجهزة الإعلامية، حيث ذلك للقيام بتذكير الجمهور بضرورة ضبط النفس وضرورة التحلي بالسلوك الاجتماعي الحضاري، كما يجب تجنب تحميس أو شحن الجمهور بأساليب تحث على نشر كراهية المنافس أو زرع بذور الحق بين الجماهير المشجعة.
- ضرورة القيام بالإجراءات الأمنية، حيث ذلك من خلال العمل على مراقبة المدرجات بطريقة شبكات الكاميرات، كما يجب العمل على تخصيص أماكن خاصة بالجمهور الضيف بعيدة عن جماهير أصحاب الأرض، مع ضرورة القيام بتخصيص مواقف للسيارات وبوابات الدخول والخروج خاصة بالجمهور الضيف، كما يجب التأكيد على منع إدخال الآلات والمواد الحادة والعصي والألعاب النارية.
إذاً يعدّ الشغب الجماهيري من أخطر الأمراض الفتاكة في جسم الرياضة الجميل، حيث أنه متى ما ترك هذا المرض يستشري في هذا الجسم فإنه سيهلكه يوماً ما، ولذلك يجب على جميع الأفراد المسؤولين ذوي العلاقة ومحبي الرياضة وأنشطتها وأنظمتها والأفراد الرياضيين أن يقوموا بإدراك حجم هذه الظاهرة “ظاهرة الشغب الرياضي”، حيث يجب أن يتعرفوا على أسبابها، وأن يقوموا باتخاذ الإجراءات العاجلة بحيث تكون طويلة المدى في سبيل علاجها والتخلص منها.