نبذة عن صنع القرارات في الرياضة:
يُعدّ اتخاذ القرار عنصرًا أساسيًا في أي رياضة، وخاصة أنشطة الرياضات الجماعية المفتوحة والسريعة والديناميكية مثل الكرة الطائرة وكرة القدم والرجبي وكرة السلة؛ حيث أن ذلك من أجل النجاح في الفوز بأي لعبة ومنافسة على المستوى الوطني والدولي في جميع الرياضات الفردية والجماعية، حيث إن هناك حاجة لإعادة النظر في جميع عوامل النجاح من أجل اتخاذ قرار أفضل بالفوز، حيث على مستوى أنشطة رياضة النخبة يبدو أن المدربين والرياضيين يتخذون قرارات جيدة باستمرار في المواقف التي تكون مقيدة بشكل كبير مؤقتًا.
فعلى الرغم من عدم وجود طرق منهجية لاتخاذ القرارات في مجال الرياضة لوكلاء اتخاذ القرار مثل المدربين والرياضيين والحكام، إلا أن هناك بعض الخصائص التي تبدو عامة بما يكفي لاستبعادها من هذه المجالات، حيث أن صنع القرار هو عبارة عن العملية المعرفية لاختيار استجابة من مجموعة من الاستجابات الرياضية المتاحة في الظروف التي تتطلب اتخاذ إجراء، ففي العادة تحدث عملية صنع القرارات أثناء التفاعل مع البيئة الخارجية أو الرغبات والمتطلبات الداخلية، كما يمكن اتخاذ القرارات من قبل فرد رياضي أو مجموعة من الأفراد الرياضيين، والتي تتوسط بين البيئة والسلوك أو الأداء.
كمل يمكن أن تعمل صنع القرارات في المجموعات الرياضية ببطء في ظل ظروف تفتقر إلى القيود والمتطلبات البيئية، ولكن يجب أن تكون سريعة في ظل ظروف الضغط أو الإجهاد أو القيود الزمنية، حيث عندما تسمح الظروف يعالج الدماغ اللاعب الرياضي المعلومات اللازمة لصنع القرارات عن قصد من خلال ارتباط إدراكي رياضي.
ولقد تأثر نهج صنع القرارات المستخدم في جميع الأبحاث الرياضية تقريبًا بشكل كبير بمفهوم الذكاء الرياضي الطبيعي، ولكنه تم تعديله ليناسب البيئة الفريدة لكل رياضة، فعلى سبيل المثال يتعلق صنع القرارات في إطلاق النار بالبندقية الانتباه إلى الإشارات الجسدية الداخلية وسحب الزناد في الوقت المناسب.
كما يعتمد صنع القرارات الرياضية في الرياضات الديناميكية والسريعة، مثل كرة القدم أو كرة الهوكي أو كرة السلة أو كرة اليد أو الكرة الطائرة أو كرة الماء أو كرة المضرب، على استراتيجية الانتباه البصري المكاني؛ أي بمعنى الانتباه المرئي بشكل أساسي، بالإضافة إلى اعتماده على الانتباه التمهيدي، مرونة الانتباه، الانتباه الانتقائية، النمط الرياضي التعرفي، الآليات الاستباقية والقدرة على تعيين الاحتمالات للأحداث المتسلسلة، أي بمعنى الاستجابات الرياضية الأولية.
حيث إن كل عمليات صنع القرار في الرياضة تحكمها التمثيلات العقلية والمخططات العصبية، التي تحتوي على معرفة تصريحية وإجرائية، كما قد يؤدي التعرض المكثف للبيئة الرياضية إلى التحكم الواعي المتعمد في معالجة المعلومات واستبدال عمليات صنع القرار على الأقل جزئيًا، بمزيد من عمليات التحكم الآلي التي تسمح لنظام الانتباه أن يكون أكثر مرونة.
ويسعى للحصول على المعلومات من أكثر من مصدر واحد بالتوازي، وبالتالي فإن كفاءة نظام معالجة المعلومات في اتخاذ القرارات الرياضية تعتمد على ثراء وبنية نظام المعرفة الرياضية والمعرفة البدنية الحركية، فإن القدرة على ترميز المعلومات الرياضية عبر النظام الإدراكي وتسليمها إلى نظام المعالجة ذي المستوى الأعلى عبر الأنظمة الرياضية، ومعالجة الردود واسترجاعها كلها وظيفة لمدى تطوير نظام المعرفة الرياضية ومنظمه بشكل جيد.
فعندما يختنق الفرد الرياضي تحت الضغط يحدث انهيار في شبكة التمثيل العقلي، ويختل الارتباط الإدراكي والارتباط المعرفي والارتباط الحركي، حيث أن على وجه التحديد في ظل ظروف الضغط العاطفي، أو الزمني يتوقف النظام الإدراكي الحسي عن العمل الرياضي بشكل مناسب ويزداد احتمال اتخاذ قرار خاطئ بشكل كبير، وبالتالي فإن التعامل مع الإجهاد يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار.
كيف يتم صنع القرارات في الرياضة؟
إن الأحداث الرياضية التنافسية مليئة بالضغوط الاجتماعية والعاطفية، حيث قد تتأثر معالجة المعلومات تحت الضغط بسبب ضيق هذا الاهتمام، ممّا يحول دون التعرف على إشارات البيئة الرياضية الأساسية واختيارها، ففي المقابل يمتلك النظام الرياضي المعرفي موارد محدودة لإنشاء أنماط بصرية وذات مغزى وتهيئة استجابة، وبدلاً من ذلك يصبح النظام الرياضي المعرفي مثقلًا بالأفكار المتداخلة، كما أن محاولات التحكم في العواطف مصحوبة بتراجع الكفاءة الذاتية.
ففي ظل هذه الظروف المجهدة من المتوقع أن يعاني صنع القرار الرياضي؛ بسبب عدم القدرة على تهيئة الاستجابة المناسبة وتحفيزها، كما أن هذا بدوره من المرجح أن يؤدي إلى انخفاض الأداء، كما تدعم الأدلة الموجودة فكرة أن جودة كيفية صنع القرارات التي تعتمد على كيفية تقييم الضغط وتفسيره، وما هي استراتيجيات المواجهة والتنظيم الذاتي التي يطبقها الرياضي في محاولة للحفاظ على الكفاءة التشغيلية للنظام الإدراكي الرياضي.
حيث يتخذ المدربون الرياضيين قرارات حاسمة يتم فحصها على الفور من قبل المعجبين ووسائل الإعلام، حيث أن غالباً ما يتم تقييمها بناءً على النتيجة وليس على نية اختيارهم، وكيف يوازنون بين فن وعلم القرار صناعة، حيث قد لا تكون المعرفة الفنية الواسعة للمدربين في مجالهم كافية للفوز باللعبة.
حيث يجب على المدربين أن يتمتعوا بالمهارات التربوية للمعلم والاستشارة، كما يجب أن يكون المدربين في المستوى الأعلى مؤهل لتوجيه الإعداد البدني والفني والتكتيكي والنفسي الأكثر تخصصًا للرياضي المتميز بأساليبهم وقيادتهم.
أما بالنسبة إلى الجانب الفني لصنع القرار في الرياضة، يتم تعريف المهارات الفنية على أنها عبارة عن إجراءات محددة لتحريك جسد الفرد الرياضي لأداء المهمة الرياضية التي يجب أن تكون إنجاز؛ وذلك من أجل تعظيم أداء الفريق في الرياضة، وميزة تقنية يجب ممارسة مهارات واستراتيجيات المدربين والرياضيين في وضع يشبه اللعبة، فإن عملية التعلم يمكن شرح المهارات التقنية من حيث حجم الممارسة والاهتمام بتقنية المهارة الصحيحة فيها أداء رياضي متكامل.
حيث يسلط علماء علم الاجتماع الرياضي الضوء على التعلم التقني لصنع القرار في ثلاث فئات للرياضي؛ أولًا، لا يدرك الرياضيون دائمًا الأخطاء التي ارتكبوها، ولا يعرفون كيفية تصحيح الأخطاء، حيث يحتاجون تعليمات وتعليقات محددة، وبعد ذلك يفهم الفرد الرياضي أساسيات التعلم التقني وهو كذلك في عملية صقل مجموعة المهارات الرياضية، حيث أنهم يواجهون عددًا أقل من الأخطاء ويمكنهم اكتشاف بعضاً منها في ملفات خاصة، كما تكون الإجراءات الروتينية أكثر اتساقًا ويبدأ المتعلمون الرياضيين في معرفة ما هو مناسب وما هو غير مناسب، وأخيراً كمرحلة أخيرة من التعلم الفني، يؤدي الفرد الرياضي المهارة تلقائيًا في بيئة أكثر ديناميكية دون الحاجة إلى ذلك التركيز على التنفيذ؛ لأن المهارات المختلطة تمارس في اللعب.
فإن الجانب التكتيكي لصنع القرار في الرياضة يتم تعريف المهارات التكتيكية على أنها قرارات وأفعال اللاعبين في المسابقة للحصول على ميزة على الفريق المنافس أو اللاعبون؛ وذلك من أجل فهم التعلم التكتيكي بشكل أفضل في صنع القرار لكل من المدرب والرياضي، حيث أن من المهم التعرف على مدى دقة التكتيك والعملية.