التحول الاجتماعي في علم الاجتماع الرياضي:
التحول الاجتماعي في علم الاجتماع الرياضي: هو مصطلح يشير إلى وجود التأثير المتبادل لجماعتين في موقف معين محدد، حيث يعني ذلك أن الجانبين يسهمان في التحول الثقافي بحيث يندمج كل منها في الآخر، كما يعني نقل المشاعر والعواطف الانفعالية (الإيجابية أو سلبية) من شخص رياضي إلى شخص رياضي ثاني، أو يعني انتقال الفرد الرياضي من طبقة إلى طبقة اجتماعية ثانية في المجتمع الرياضي.
كما تشير التربية الرياضية وبما تحتويه من أنشطة رياضية تفاعلية مختلفة، تُمكّن الفرد الرياضي من خلالها من فئة أو موقع اجتماعي رياضي إلى فئة اجتماعية رياضية أفضل من الموقع والمركز السابق، كما أنه بغض النظر عن العادات والتقاليد السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة في المجتمع الرياضي، فإن الفرد الرياضي يقوم بالتحسين من المستوى الاجتماعي والاقتصادي له وللعائلته.
كما أن هذا التحسين يظهر بوضوح من خلال حصول الفرد الرياضي الممارس للنشاط الرياضي بمختلف أنواعه على أموال من المشاركة في النشاط مع الأداء الجيد، أو من تحقيق اللاعب لبطولات دولية ومحلية تمحنه الشهرة والمكانة الجيدة التي تجعله مهيئاً للاستفادة من الإمكانات سواء كانت إمكانات مادية أو إمكانات اجتماعية أو إمكانات إعلامية (صحافة، تلفيزيون).
كما يحقق له فرصة كبيرة في بناء وضعه الاجتماعي الجيد، ومن ثم انخراطه وتفاعله مع أفراد رياضيين آخرين لطبقات اجتماعية أفضل، حيث قد يلجأ اللاعب إلى تحسين حياته ووضعه الاجتماعي من خلال طريق تغيير مسار حياته كلها، كتغيّر مكان سكنه من أحياء شعبية إلى أحياء مدنية، حيث بذلك تتبدل معه كل أنماط سلوكه وحياته حيث يتأثر بحياة المجتمع الجديد، والذي يختلف في خصوصياته وظروفه ونمط حياته عن المجتمع القديم الذي كان يسكن فيه.
كما أن هذا التحول الاجتماعي قد لا يحدث لكل اللاعبين؛ لأن طبيعة التحول الاجتماعي للأفراد الرياضيين تتحدد بطبيعة المجتمع ومستوياته في مجالات الاقتصاد والنظام السياسي القائم، بالإضافة إلى ثقافته وحضارته، حيث يوجد أنظمة عنصرية حاكمة لا توافق على انتقال اللاعبين أصحاب الإنجازات الدولية من طبقتهم الفقيرة إلى الطبقات الثانية الأكثر أهمية، كما أن هناك مجتمعات ما زالت قائمة وتشير إلى التمايز الطبقي، فهي لا تسمح لدى الطبقات الدنيا أن يصعدوا إليهم حتى لو كانوا أحسن رياضي في العالم الرياضة.