ما هو الرضا الوظيفي في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الرضا الوظيفي في علم الاجتماع الرياضي:

الرضا الوظيفي في علم الاجتماع الرياضيوهو امتداد للرضا الاجتماعي المتمثل في مشاعر الأفراد الرياضيين الذين يعملون في المنظمة، بالإضافة إلى ولائهم وانتمائهم للمجتمع الرياضي الذين يعيشون فيه، حيث يعيش الأفراد الرياضيين في مجتمعات يتعرضون فيها لمواقف تقدم المساهمة في تكوين الاتجاهات والأنماط التي تخصهم.

ففي حالة تكوَّنت مشاعر وأحاسيس سلبية لدى الأفراد الذين يعملون في المنظمة الرياضية؛ فإنهم سيعيشون في بيئات عمل يغلب عليها طابع الصراع والتوتر التنظيمي، الذي سوف يؤدي إلى نتيجة تتمثل في تدني وانخفاض مستوى الرضا والانتماء الوظيفي.

أما في حالة كانت المشاعر والأحاسيس إيجابية نتيجة لوجود مناخ تنظيمي سليم؛ حيث أن ذلك يؤدي إلى تشجيع وتنمية وتطوير عامل الرضا والانتماء الوظيفي لديهم، ومن ثم من بعد ذلك ترتفع إنتاجيتهم وبالتالي تستطيع المنظمة الرياضية المحافظة على بقائها وتحقيق أهدافها.

حيث أكد علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية أن للرضا الاجتماعي داخل المنظمات الرياضية ثلاثة ركائز أساسية وضرورية، وهي:

1. ركيزة الرضا الاجتماعي المستمر: ويقصد به أن يكرس الفرد الرياضي حياته ويقوم بالتضحية بمصالحه؛ حيث أن ذلك لضمان بقاء واستمرارية الجماعة الرياضية داخل المنظمة الرياضية.

2. ركيزة الرضا التلاحمي الاجتماعي: وهي العلاقات الاجتماعية التي تربط الفرد الرياضي بغيره من الأفراد الذين يعملون داخل المنظمة الرياضية؛ حيث أن ذلك يؤدي إلى تماسك الجماعة الرياضية بشكل كبير ومتكامل.

3. ركيزة الرضا الاجتماعي الموجه: وهي الركيزة التي تشير إلى ارتباط الفرد الرياضي بقيم ومبادئ الجماعة الرياضية داخل المنظمة الرياضية.

كما يمكن تعريف الرضا الوظيفي في علم الاجتماع الرياضي، بأنه حالة يتمثل من خلالها الفرد الرياضي بقيم وأهداف المنظمة الرياضية، حيث يرغب الفرد من خلالها المحافظة على عضويته؛ وذلك لتسهيل تحقيق أهدافه وميوله.

ويمكن استخلاص المقومات الأساسية الخاصة بالرضا الوظيفي، والمتمثلة في قبول أهداف وقيم الجماعة الإدارية داخل المنظمة الرياضية، والمساهمة بشكل إيجابي؛ وذلك لتحقيق أهداف الجماعة الإدارية داخل المنظمة الرياضية، كما تتمثل في توفير مستوى عالي من الولاء للتنظيم، بالإضافة إلى الرغبة القوية في البقاء والاستمرار في التنظيم القائم، والإخلاص والرغبة في تقييم التنظيم بشكل إيجابي.

استراتيجيات الرضا الوظيفي في علم الاجتماع الرياضي:

  • عندما يظهر لدى الفرد الرياضي العامل في المنظمة الرياضية مستوى مرتفع من الرضا الاجتماعي والرضا الوظيفي تجاه الأفراد الرياضيين العاملين معه داخل المنظمة الرياضية وتجاه الجماعة الإدارية؛ حيث أن ذلك يؤدي إلى حدوث تفاعل إيجابي بينه وبين بيئة العمل التي يعمل فيها، كما أن هذا التفاعل لا يترتب عليه انصهار كل صفات الفرد الرياضي واتجاهاته وقيمه وميوله إلا ضمن حدود معينة ومحددة.

حيث يعمل هذا التفاعل على تهذيب وتلاشي بعض القيم والصفات والأنماط السلوكية غير المحببة، والتي لها تأثير كبير على عمر الفرد الرياضي داخل المنظمة الرياضية التي يعمل بها، بالإضافة إلى أن رغبة الفرد الرياضي واستعداده للتنازل عن بعض القيم والأنماط السلوكية التي قد يكون لها تأثير غير إيجابي على عمله، وسبب هذا إيمان الفرد الرياضي وعقيدته ومبادئه الثابتة وإخلاصه للمنظمة التي يعمل فيها.

ففي حالة تحقيق هذه الدرجة من التفاعل داخل المنظمة الرياضية، والتي يشعر الفرد الرياضي فيها بأن أهدافه وغاياته سيتم إنجازها عن طريق ممارسة عمله وإخلاصه لتحقيق أهداف المنظمة؛ حيث أن ذلك دليل على تمتع بيئة العمل الرياضي بدرجة عالية من الرضا الوظيفي داخل المنظمات الرياضية.

كما أنه لا يمكن النظر إلى الرضا الوظيفي على أنه المشاعر والأحاسيس التي يطورها الفرد الذي يعيش في مجتمع نحو الأفراد والمنظمات والقيم والمبادئ والأفكار، حيث تتمثل هذه الأفكار والمشاعر في رغبة الفرد الرياضي واستعداده لتقديم التضحية لزملائه ومنظمته في العمل داخل المنظمة الرياضية.

  • إن الرضا الوظيفي داخل المنظمات الرياضية ومفهومة وطبيعته ترتكز على اتجاه واحد، حيث يعد حالة يتحقق فيها التكامل والتوافق بين الفرد والمنظمة الرياضية، وهذا الأمر الذي يترتب عليه التفاعل الإيجابي نتيجة للطموح الوظيفي، بالإضافة إلى رغبة الأفراد الرياضيين في تحقيق النمو والتقدم والعمل على تحقيق أهداف المنظمة الرياضية.
  • إن الرضا الوظيفي لا يقوم بفرض الواجبات على الأفراد العاملين، حيث أنه هو حالة من الاندماج والتكامل بين الأهداف الموحدة للمجموعة والمنظمة الرياضية.

أهمية الرضا الوظيفي في علم الاجتماع الرياضي:

معظم الأفراد الرياضيين يقضون نسبة كبيرة من حياتهم في ممارسة العمل داخل المنظمات أو المنشآت الرياضية، حيث أن الأفراد الرياضيين يقوموا بالبحث عن الرضا الوظيفي في المنظمات الرياضية ودوره في حياتهم الشخصية والاجتماعية، كما يوجد وجهة نظر مفادها أن الرضا الوظيفي يؤدي إلى زيادة فعالية الأداء في المؤسسات والمنشآت الرياضية.

حيث كثرت البحوث والدراسات والندوات التي قام فيها علماء علم الاجتماع الرياضي حول عامل الرضا الوظيفي، حيث كشفت نتائج البحوث أن الأفراد الرياضيين الراضيين وظيفياً داخل المنظمات الرياضية يعيشون حياة أطول من الأفراد الرياضيين غير الراضيين، كما أنهم هم أقل عرضة لقلق النفسي والاجتماعي وأكثر تقديراً للذات وأكبر قدرة على التكيف الاجتماعي.

كما أكد البعض إلى وجود علاقة وثيقة بين الرضا الاجتماعي عن الحياة وبين الرضا الوظيفي في المنظمات الرياضية؛ أي بمعنى أن الأفراد الرياضيين الراضيين وظيفياً راضين عن حياتهم في المجتمع الرياضي، والعكس الصحيح.

كما أن للرضا الوظيفي أهمية كبيرة داخل المنظمات الرياضية، حيث يعتبر في الأغلب الأوقات مقياس يتم القياس به مدى فعالية أداء الأفراد الرياضيين داخل المنظمة الرياضية؛ ففي حالة كان رضا الأفراد الرياضيين مرتفع؛ فإن ذلك يؤدي إلى نتائج مرغوب فيها؛ وذلك عندما يتم رفع الأجور أو القيام بتطبيق برنامج للمكافآت التشجيعية أو نظام الخدمات.

ومن جهة أخرى فإن عدم الرضا الوظيفي في المنظمات الرياضية يقدم المساهمة في التغيب عن العمل، بالإضافة إلى كثرة الأعمال الخاطئة للعمل الرياضي والتأخر عنه مع ترك الأفراد الذين يعملون في المنظمات الرياضية، والانتقال إلى مؤسسات رياضية ثانية؛ حيث أن ذلك يؤدي إلى تفاقم المشاكل والصعوبات، كما ينتج عن عدم الرضا في المنظمات الرياضية مناخ تنظيمي غير سليم.

كما يعتبر الرضا الوظيفي للأفراد الذين يعملون في المنظمات أو المنشآت الرياضية من أهم مؤشرات الصحة الاجتماعية العالية للمنظمة، ومع بيان مدى فعاليتها على افتراض بأن المنظمة الرياضية التي لا يشعر الأفراد فيها بالرضا سيكون حظها قليل من النجاح، ومع ملاحظة أن الموظف الرياضي في المنظمة الرياضية الراضي عن عمله هو أكثر استعداداً للاستمرار بوظيفته، كما أنه يكون أكثر نشاطاً وقوةً في العمل الرياضي داخل المنظمة الرياضية.

 الأسباب التي دعت إلى الاهتمام بالرضا الوظيفي في علم الاجتماع الرياضي:

  • إن ارتفاع درجة الرضا الوظيفي في المنظمات الرياضية يؤدي إلى انخفاض نسبة غياب الأفراد الرياضيين الذين يعملون في المنظمة.
  • إن ارتفاع مستوى الرضا الوظيفي في المنظمات الرياضية يؤدي إلى زيادة مستوى الطموح لدى الأفراد الذين يعملون داخل المنظمة.
  • إن الأفراد الرياضيين أصحاب درجات الرضا الوظيفي المرتفع يكونوا أكثر رضا عن أوقات فراغهم.
  • إن الموظفين الذين يعملون في المنظمات الرياضية والأكثر رضا عن عملهم يكونوا أقل عرضة لحوادث العمل داخل المنظمة.

شارك المقالة: